كشف موقع صحيفة “يديعوت إحرونوت” الإسرائيلية، النقاب عن مطالبة إسرائيل الروس بإبعاد القوات الإيرانية وميليشيات حزب الله مسافة 80 كيلو مترا عن الحدود مع إسرائيل، وهذه الخطوة تعد تمهيدا للاستجابة للمطلب الإسرائيلي بالانسحاب الكامل للقوات الإيرانية من سوريا، ذلك الذي ترفضه موسكو في الوقت الحالى.
بحسب الموقع فإن المطلب الإسرائيلي ينطوي على استهداف كل هدف عسكري إيراني على مسافة 80 كيلو مترا من الحدود مع إسرائيل، إلى جانب السياسة الإسرائيلية القائمة الآن والتي تمنع التموضع العسكري الإيراني في سوريا وإدخال وسائل قتالية متطورة إليها.
كما أشار الموقع إلى أنه تم استهداف شحنة أخرى من الوسائل القتالية الإيرانية إلى المطار العسكري “T4” في الأسبوع الماضي.
ووفقًا للموقع فإنه مع استكمال قوات النظام السيطرة على محافظة درعا، والتوجه نحو جنوبي الجولان السوري، فإن التقديرات الاستخباراتية الإسرائيلية تشير إلى أن الطائرة، التي انطلقت من هناك لم تكن مهمتها جمع معلومات استختباراتية ضد إسرائيل وإنما ضد قوات المعارضة، ودخلت عن طريق الخطأ إلى أجواء بحيرة طبرية.
كما عملت إسرائيل على التأكد قبل إسقاط الطائرة من حقيقة كونها سورية أم روسية، وذلك بسبب تزامن الحدث مع اجتماع نتنياهو وبوتين، الأمر الذي أتاح المجال أمام الطائرة للتحليق مدة 15 دقيقة في أجواء البلاد قبل اعتراضها ومع اقتراب سيطرة قوات النظام على الجانب المحرر من الجولان السورية، فإن إسرائيل تضع جملة من الشروط تشمل عدم الدخول للمنطقة العازلة، إلى جانب شروط أخرى لم يتم الإعلان عنها حتى اللحظة.
وأوردت الصحيفة في موقعها أنه تم اشتراط منع إدخال وسائل قتالية ثقيلة ومنع إطلاق نار أو دخول لاجئين إلى إسرائيل، تلك التي ترى في وصول قوات النظام إلى الجولان فرصة للتسوية والاستقرار وخاصة لأنه سيكون هناك عنوان واضح في الطرف الثاني مع أى خرق.
ولفت الموقع إلى أن حجم المساعدات الإيرانية لحزب الله قد تراجع في السنة الأخيرة من 850 مليون دولار سنويا إلى ما بين 600-700 مليون دولار، ورغم ذلك فإن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن حزب الله سوف يركز جهوده على رفع مستوى دقة الصواريخ بعيدة المدى.
أما بالنسبة لقطاع غزة فقد قال المراسل العسكري للموقع إن الجيش العبري لم يتمكن بعد من إيجاد حل للطائرات الورقية والبالونات الخارقة وحذرت عناصر أمنية خارج الجيش، من أن أسرائيل تواجه مشكلة حيث إنها استفاقت متأخرة ولن تكون قادرة على التوجه إلى الحرب بسبب ما وصفتها بأنها “طائرات ورقية”، وفقا لما أوردته الصحيفة.
وأضاف الموقع أن تقديرات الوضع الإسرائيلية تشير إلى أن حركة حماس غير معنية بجولة قتالية أخرى مع إسرائيل، وبحسب المصادر الأمنية فإنه يجب على إسرائيل أن تغير المعادلة للعودة إلى الأيام التي تلت الحرب الأخيرة على القطاع، في صيف عام 2014، مع تجنب الإنجرار نحو الحرب.
ويضيف التقرير، أنه إلى جانب رفع الجاهزية في الجنوب، ونشر بطاريات القبة الحديدية، فإن الجيش قد أعد خططا هجومية لقطاع غزة، وعرضها على المستوى السياسي. وادعى التقرير أيضا، أن وزراء في المجلس الوزاري المصغر أشاروا إلى أنه في كل المباحثات كان رئيس أركان الجيش، غادي آيزنكوت، ووزير الأمن، أفيجدور ليبرمان، على تنسيق متواصل، وعرضا مواقف واحدة.
وبحسب الموقع، فإن الخلافات البارزة في جهاز الأمن تتصل بـ”التسهيلات الإنسانية” لقطاع غزة، حيث قدم الجيش توصية بالسماح للعمال الفلسطينيين من القطاع بالدخول إلى البلاد، في حين يعارض الشاباك ذلك بشدة.
وخلال المداولات في المجلس الوزاري، قدم رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، نداف أرجمان، توصيات بالقيام بإجراءات أخرى لتخفيف الضائقة الاقتصادية في غزة، مثل إقامة مناطق صناعية، والسماح لتجار عرب من إسرائيل بالدخول إلى القطاع.
ونقل عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إن “قطاع غزة ليس بحاجة لأكامول (دواء مسكن للأوجاع)، وإنما إلى أماكن عمل، وإدخال 1500 عامل إلى إسرائيل لن يؤدي إلى حل وإنما إلى عمليات، ولذلك يجب دراسة طرق أخرى”.