تعتبر خطبة الجمعة في العاصمة الإيرانية طهران حدثا أسبوعيا مهما يتجاوز الشعيرة الإسلامية المقدسة ويتعداها إلى أبعاد سياسية شديدة الأهمية يتمكن المرشد الإيراني الذي ينيب عنه كل أسبوع خطيبا جديدا من خلالها من إرسال الرسائل والإشارات الداخلية والخارجية معا.
وفي العشرين شهرا الأخيرة توقفت خطبة الجمعة على خلفية جائحة كورونا في إيران؛ غير أنها عادت بعد 80 مرة من الغياب إثر دعوة وجهها مركز الاتصالات والإعلام التابع لمؤسسة خطباء الجمعة في إيران والذي يعرف بـ”مجلس سياسات أئمة الجمعة”[1]، إلى من وصفهم بـ”المواطنين الشرفاء والعائلات الثورية والمتدينة” إلى حضور أول صلاة جمعة في طهران بعد تفشي الجائحة، وذلك وفق البروتوكولات الصحية والاجراءات الوقائية، والبرامج الملائمة لشأن وكرامة المصليين.
اقرأ أيضا:
ولأن حادثة منع إقامة صلاة الجمعة في طهران كانت الأولى من نوعها في تاريخ نظام الجمهورية الإسلامية الذي يمتد لـ42 عاما، فإنه مما لا شك فيه أن استئنافها حدث لا يقل أهمية عن وقفها، خاصة في ظل التطورات التي تشهدها الساحة الإيرانية، ولكونها المنبر المعني بتحديد سياسات واستراتيجيات النظام الراهن.
أولا: استئناف صلاة جمعة طهران
بعد تفشي جائحة كرونا في إيران بنحو عام ونصف العام ولأول مرة دعا مركز الاتصالات والإعلام التابع لمجلس سياسات أئمة الجمعة المواطنين في طهران إلى حضور صلاة جمعة في جامعة طهران. وجاءت تلك الدعوة في بيانٍ للمركز، نص على ما يلي: “التحية والاحترام، بينما نحن نهنئكم بمناسبة أسبوع الوحدة[2]، نذكركم باستئناف صلاة العبادة ــ السياسة وهازمة العدو ــ في طهران هذه الجمعة”.
فخلال العشرين شهرًا الماضية، وفي أربع فترات وفي كل فترة انحسرت موجة انتشار كورونا، كان هناك فرصة لاستئناف صلاة الجمعة في طهران حسب تأكيدات قائد الثورة الإسلامية باعتباره إمام الجمعة وهو الذي كان يحرص على الحفاظ على هذا المعقل المهم وكذلك حماية سلامة المواطنين الأعزاء، إلا أنه في كل مرة يتفشى فيها الفيروس المشؤوم وفق استعلامات المركز الوطني لمكافحة كرونا، تُسلب فرصة أداء هذا الواجب الإلهي”.[3]
في وقت لاحق، أعلن على نوري المتحدث باسم مجلس سياسات أئمة الجمعة: أن إمام صلاة الجمعة المؤقت هو رئيس مجلس سياسات أئمة الجمعة حجة الإسلام والمسلمین الحاج علي أكبري[4]، سيقيم أول صلاة جمعة في طهران هذا الأسبوع. وستقام في جامعة طهران، على أن تفتح أبواب الجامعة لاستقبال المصليين في تمام الساعة العاشرة صباحًا.
كذلك اختير الشيخ خالد عبد الوهاب ملا، الرئيس السابق للمجمع الفقهي العراقي لكبار علماء أهل السنة، متحدثًا قبل خطبة الجمعة.[5]
بالتزامن مع إعلان عودة صلاة الجمعة في طهران هذا الأسبوع الذي كان حدثا ينتظره الإيرانيون بشكل خاص، لكونهم يعلمون تمام العلم أن توقيت عودة صلاة الجمعة في ظل ذروة انتشار فيروس كورونا وبداية الموجة السادسة، هو في الواقع ممهدًا لقرارت مهمة من المفترض أن يتم الكشف عنها هذه الجمعة.
وقد أسدل الستار عن الفيلم الوثائقي “طنين اقتدار” أو “صدى السلطة” بمناسبة إقامة صلاة جمعة طهران من جديد، وهو فيلم عن الحادث الإرهابي التفجيري لصلاة جمعة طهران والتي كانت بإمامة رئيس الجمهورية علي خامنئي عام 1363 هـ. ش/ 1984م.[6]
ثانيًا: مكانة خطبة جمعة طهران
يعود تاريخ صلاة الجمعة إلى العصر القاجاري، كما كانت تؤدى خلال الحكم البهلوي من قبل رجال دين البلاط البهلوي، بينما أقيمت في المدن من قبل بعض رجال الدين الثوريين المناهضين للحكم البهلوي.
ففي عام 1947م أقيمت أول صلاة جمعة بطهران، وبشكل مستقل عن الحكومة في مسجد جامع نارمك بإمامة آية الله طالقاني[7]. ويذكر أنه في عام 1943م حتى عام 1946م وفي أثناء اعتقاله في سجن القصر كان يخطب ويقيم الجمعة للسجناء، ومن خلالها يبث دعواته المناهضة للنظام البلهوي، ويشحذ الهمم والآراء لصفه.
بعد انتصار الثورة الإسلامية، عهدَ الخميني بعد ذهابه إلى قم في 10 اسفند 1357 هـ. ش. الموافق الأول من مارس لعام 1979م. واستقر هناك، مسؤولية إقامة وإمامة صلاة الجمعة في طهران إلى آية الله طالقاني، لتقام رسميًا لأول مرة بعد الثورة الإسلامية في 5 مرداد 1358هـ. ش. الموافق 27 يوليو 1979م في ساحة المرج بجماعة طهران.
منذ ذلك الوقت أصبح منبر الجمعة في طهران هو المنصة الرسمية لخطابات الخميني التي يبثها رجاله أو ما يعرفون برجال الثورة الإسلامية؛ لذلك عرفت خطبة جمعة طهران بطابعها السياسي الديني في تاريخ نظام الجمهورية الإسلامية، وهذا ما يمكن أن يلاحظ في إعلان استئنافها ووصفها بصلاة العبادة والسياسة وهازمة العدو، وهو ما يعكس دورها السياسي في نظام الجمهورية الإسلامية، وأنها ليست فريضة للعبادة خالصة بل منبرًا سياسيا تبث من خلاله سياسات النظام ورسائله.
وقد أماط النظام الإيراني اللثام عن سياسات استخدام منبر الجمعة، من خلال اختيار أبناء الحوزة العلمية قم الناشئين والمتشربين لتعاليم وفكر الخميني. ففي العقد الأول للثورة عهدت إمامة صلاة الجمعة في طهران إلى آية الله خامنئي وهاشمي رفسنجاني، وموسوي أردبيلي وغيرهم من رجال الصف الأول خلف الخميني.[8]
ثالثا: تباين ردود فعل الإيرانين
یبدو أن التعارض يخيم على تصريحات المسؤولين الإيرانيين، فمنذ أيام أعلن وزير الصحة الإيراني “بهرام عين اللهي” أثناء لقائه بـ”آية الله هاشم حسيني بوشهر” رئيس جامعة المدرسين بالحوزة العلمية في قم، عن موافقة المركز الوطني لمكافحة كرونا على إقامة صلاة الجمعة الأسبوع المقبل في مدن البلاد باستثناء المدن الحمراء والتي انخفضت من 336 مدينة إلى 9 مدن حمراء.[9]
الوزير شدد على ضرورة اتخاذ كل الإجراءات الإحترازية، واتباع البروتكولات الصحية للوقاية من فيروس كورونا، ليأتي قرار مجلس سياسات أئمة صلاة الجمعة باستئنافها هذا الأسبوع.
مع ذلك كانت ردود الفعل الإيرانية متباينة، ولكن بأغلبية معارضة، فالبعض اعترض على توقيت استئناف صلاة الجمعة خاصة وأن البلاد لازالت تعاني من تفشي جائحة كورونا، فقبل أيام حذر عالم الأوبئة الإيراني “مسعود يونسيان” رئيس اللجنة الاستراتيجية لدراسة اللقاحات بوزارة الصحة الإيرانية، من ظهور موجة سادسة لفيروس كورونا في إيران.
يونسيان أكد رأيه قائلًا: “يبدو أن سرعة تراجع المرض في إيران تتباطأ أو حتى تتوقف. نحن قلقون، لأن الموجة الرابعة لم تنته بعد، ودخلنا في الموجة الخامسة التي لم تنته أيضًا. والآن ستبدأ موجة جديدة”.[10]
في حين دعا بعض متابعي وكالة الأنباء الطلابية “إيسنا” على موقع التغريدات المصغرة “تويتر” إلى التمهل في استئناف صلاة الجمعة من جديد.
من بين هذه التدوينات: “صبرتم عشرين شهرا، تأنوا لبضعة أشهر أخرى، على الأقل يتلقى 80% من الشعب جرعتين من اللقاح، عندها سيكون هنالك اطمئنان أكبر عند تشكيل مثل تلك التجمعات على مستوى البلاد، وفي المقابل انخفاض نسبة الإصابة بالفيروس”.
كما اعترض آخرون ساخرين على قرار استئناف صلاة الجمعة، واستمرار منع حضور المباريات وحظر التجوال الليلي، فكانت من بين تلك التعليقات عبر منصات التواصل الاجتماعي:
ــ لماذا ستقام صلاة الجمعة وفق البروتكولات الصحية، بينما المباريات ستعقد في الملعب بدون جماهير؟!
ــ صلاة الجمعة (نعم)، وكرة القدم مع متفرجين (لا) ولازلنا نستغرب لماذا الشباب يكرهون الإسلام؟
ــ لأن کورونا تتراجع، ستقام صلاة الجمعة. إذا لماذا لم يلغ حظر التجوال الليلي؟ لأننا على مشارف الموجة السادسة!
ــ تدرون لماذا ستقام صلاة الجمعة هذا الأسبوع؟ لأن الجمهورية الإسلامية فشلت فشلًا ذريعًا في العراق، ولابد من توجيه رسالة واضحة إليهم.
ــ عفوًا، تقرر أن تقام صلاة الجمعة هذا الأسبوع ولايزال حظر التجوال الليلي مستمرًا.
رابعًا: منبر الجمعة دعوي أم سياسي؟
ألقى حجة الإسلام والمسلمين محمد جواد حاج على أكبري خطبة الجمعة الأولى في طهران يوم الجمعة 30 مهر 1400 هـ. ش. الموافق 23 أكتوبر 2021، بعد مضي أكثر من عام ونصف العام، وقد استحوذت تلك المناسبة على اهتمام الأوساط الإيرانية، كون خطبة جمعة طهران حدًا فكريا وسياسيا ودينيا لما يروجه النظام الراهن.
أشاد على أكبري بحضور رؤساء السلطات الثلاث بين الجماهير، الأمر الذي “يعزز من التقارب وتعزيز مُثل الإسلام العليا”. أيضا الدور المتوقع لـ”حكومة الشعب” الجديدة والبرلمان في درء الفساد والظلم، والإصلاح. داعيا إلى ضرورة الازدهار للمجتمع مع تأسيس الحكومة الثالثة عشر.
بعد ذلك أشار إلى بعض أهم الأحداث في العالم والمنطقة خلال العشرين شهرًا الماضية، كهزيمة أمريكا، والتي بدأت منذ اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني، والهجوم الصاروخي على قاعدة عين الأسد وطرد الأمريكان من العراق.
علاوة على سلوك الولايات المتحدة الذي وصفه بالغريب والعجيب بعد نجاح الانتخابات الرئاسية الإيرانية، في منطقة غرب أسيا، والذي كان بمثابة كسر آخر سلاسل الغطرسة الأمريكية، لتشهد إيران “هروبها الجبان من أفغانستان بعد عشرين عاما من العدوان والقتل”.
وقال أكبري: “أما اليوم لا مناص لأمريكا سوى الانسحاب من غرب أسيا، فبقاؤها هنالك كلفها إلى الآن 8 تريليونات دولار، وحتى لو أنفقوا 800 تريليون دولار، سيكون خيارهم الوحيد هو الانسحاب”.
وتابع إمام صلاة الجمعة حديثه عن فتنة الأمريكيين والصهاينة في الأحداث الأخيرة في لبنان، الذين تجرعوا الهزيمة في عملية سيف القدس ــ في لبنان عام 2006م ــ أيضا تطرق إلى شحذ الصهاينة الفتنة على حدود شمال البلاد في إشارة إلى السجال الأخير بين إيران وبين أذربيجان.
وتطرق إلى الهجوم على صلاة الجمعة في أفغانستان على مدار أسبوعين متتاليين. وفي خضم ذلك دعا السلطات الأفغانية الحالية إلى محاكمة مرتكبي تلك الجرائم، وحماية أرواح المواطنين.
بعد ذلك نوه إلى دور الدولة في مواجهة فيروس كورونا وتوفير اللقحات اللازمة إضافة إلى دور المقر الوطني لمكافحة فيروس كورونا. ثم اختتم حديثه عن أسبوع الوحدة لذكرى ميلاد رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم، ودور إيران التي وصفها بأنها “حاملة لواء وحدة الأمة الإسلامية في جميع أنحاء العالم”.
وقال أكبري: “إيران منذ تأسس نظام الجمهورية الإسلامية وفق الطابع المحمدي حتى الآن، قد وضعت مسألة الوحدة والوحدة الداخلية للأمة الإسلامية على جدول أعمالها الخاص”.[11]
خلاصة
جملة ما أعلاه أن توقيت استئناف صلاة الجمعة من جديد كان لافتا، إذ لا يمكن لإيران تفويت تلك الأحداث دون الدعوة لها على منبرها السياسي من خلال خطبة صلاة جمعة طهران، وإبداء رأيها فيه.
ويعني هذا أن عودة صلاة الجمعة لم تكن كما روج لها من قبل المسؤولين الإيرانيين، خاصة وأن ظروف البلاد الصحية في حالة سيئة للغاية، لكنها قرار جاء وفق تعليمات المرشد الأعلى للثورة على خامنئي لأسباب براجماتية، تم الكشف عنها بالفعل في ثنايا الخطبة.
ــــــــــــــــــــــــــ
[1] مجلس سیاسات أئمة الجمعة، مؤسسة حلت محل المجلس المركزي لأئمة الجمعة بأمر من آية الله علي خامنئي عام 1372 هـ. ش/ 1993م. آنذاك تم تعيين سيد هاشم رسولي محلاتي كأول رئيس لهذه المؤسسة مدة ثلاث سنوات. يرأسه حاليا حجة الإسلام حاج على أكبري. كما يقع عنوان المكتب الرئيس للمجلس: بلوك 4 – زقاق عطارد – شارع الجامعة الجنوبي من شارع الجمهورية الإسلامية – طهران.
[2] أسبوع الوحدة ما بين الثاني عشر من ربيع الأول، وهو ذكرى مولد نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم وفق الروايات السنية إلى السابع عشر من ربيعٍ الأول، وهو تاريخ ميلاده حسب الرو ايات الشيعية، وباقتراحٍ من مرجع التقليد الشيعي حسينعلي منتظري بتسمية الفترة الزمنية للتاريخين بأسبوع الوحدة، وافق عليه روح الله الموسوي الخميني ليصبح أسبوعًا رسميًا للاحتفال بذكرى ميلاد الرسول الأكرم والنبي الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم.
[3] اطلاعيه شوراي سياستگداری ائمه جمعه: در خصوص اقامه مجدد نماز عبادى سياسى ودشمن شكن نماز جمعه تهران “إعلان مجلس سياسات أئمة الجمعة بخصوص استئناف صلاة العبادة السياسية وهازمة العدو صلاة الجمعة، پایگاه مجازی نماز جمعه، 28مهر 1400، لینک خبر: https://namazjomeh.ir/web/news/9914
[4] محمد جواد حاج على أكبري، سياسي إيراني محافظ ورجل دين اثنا عشري يبلغ من العمر 57 عاما، ولد عام 1343 هـ. ش/ 1964م فی مقاطعة دماوند التابعة لمحافظة طهران. خدم في جبهات الحرب العراقية ــ الإيرانية، وفي الفرق والكتائب مثل: 27 محمد رسول الله – 10 سيد الشهداء – 40 صاحب الزمان – قمر بني هاشم و110 خاتم الانبياء. عرف بكونه رجل دين مناضل، وذو حضور فعال ومؤثر في عمليات مثل: الفجر التمهيدي – رمضان – والفجر 10 – كربلاء 5 – وعملية مرصد. هذا وقد شغل منصب نائب رئيس الجمهورية خلال فترة أحمدي نجاد، وهو حاليا الإمام المؤقت لصلاة جمعة طهران ورئيس مجلس سیاسات أئمة الجمعة، وممثل المرشد الأعلى في اتحاد الجمعيات الإسلامية الطلابية.
[5] نماز جمعه تهران به امامت حجت الاسلام على اكبرى در دانشگاه تهران برگزار می شود “ستقام صلاه جمعه طهران فی جامعه طهران، وإمامة حجة الإسلام على اكبرى، خبرگزاری کار ایران “ایلنا”، چهار شنبه 28 مهر 1400، لینک خبر: https://www.ilna.news/fa/tiny/news-1146549
[6] رونمايى از مستند “طنين اقتدار” به مناسبت اقامه مجدد نماز جمعه تهران “اسدال الستار عن الفيلم الوثائقي “صدى السلطة” بمناسبة إقامة صلاة جمعة طهران من جديد”، پایگاه مجازی نماز جمعه، 28مهر 1400، لینک خبر: https://namazjomeh.ir/web/news/9900
[7] آية الله طالقاني هو عالم دين شيعي وسياسي ثوري يعد أحد رواد التيار التقدمي الحديث في الفكر السياسي الإيران، وهو أحد رموز الثورة الإيرانية، أصبح عضو مجلس خبراء الدستور في العام 1979. كما اختاره روح الله الخميني ليكون إمام صلاة الجمعة، توفي بعد أشهر من انتصار الثورة ووصفه الخميني بمثابة الصحابي أبي ذر الغفاري.
[8] گزارش: اولین نماز جمعه تهران چگونه وتوسط چه کسی اقامه شد؟ + عکس “تقریر: كيف أقيمت أول صلاة جمعة ومن أمّها مع الصور”، خبرگزاری تسنیم، م مرداد 1397ش، لینک خبر: https://tn.ai/1785689
[9] 9 شهرستان قرمز و105 شهرستان آبى در كشور “9 محافظات حمراء و105 محافظات زرقاء في الدولة”، خبرگزاری دانشجویان ایران “ایسنا”، شنبه 24مهر 1400، لینک خبر: https://www.isna.ir/news/1400072416532/
[10] نگرانی از بروز موج ششم کرونا در ایران، سرعت کاهش ابتلا متوقف شده است “القلق من ظهور موجة سادسة لكرونا في إيران، توقف سرعة انخفاض الإصابة”، بى بى سى فارسي، 25 مهر 1400، لينك خبر: https://www.bbc.com/persian/58944201
[11] خطیب نماز جمعه تهران: حضور روساى قوا در بين مردم محبت آفرين وروحيه بخش است، خبرگذاری جمهوری اسلامی ایران “ایرنا”، 30 مهر 1400، لینک خبر: www.irna.ir/news/84514256/