أكد محمد محسن أبو النور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية “أفايب”، أنه يجب التفرقة بين الشعب الإيراني والنخب الحاكمة في النظام السياسي الراهن، معتقدا أن المجتمع الآن أصبح أكثر واقعية وبدأ في إدارك الأخطاء الجسيمة للنظام الإيراني، وبخاصة سياساته الخارجية الإقليمة والدولية.
محمد محسن أبو النور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية
وأوضح أبو النور في مقابلة على هواء قناة الحدث ظهر اليوم الاثنين، أن النخب الحاكمة في إيران تستغل العزة القومية التاريخية لدى القوميين الإيرانيين؛ بهدف نقل الصراعات الداخلية إلى ساحات صراع خارجية وشغل الرأي العام في قضايا خارجية لا علاقة له بها، وهذا ما يفسر في أحد جوانبه سلوك النظام الإيراني في سوريا واليمن والعراق ولبنان وفلسطين.
محمد محسن أبو النور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية
وأضاف رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية في المقابلة التي أدارتها كريستيان بيسري، أن العقوبات الأمريكية قد تجبر النظام الإيراني على الحد من إنفاقه على العمليات الخارجية، مستبعدا أن يوقف النظام الدعم لوكلائه في الإقليم، كي لا يضحي برأس المال السياسي والاقتصادي والعسكري الذي أنفقه في السنوات الماضية.
كريستيان بيسري
وتوقع أبو النور أن تشهد إيران انفجارا اجتماعيا في المدى القريب، خاصة أن الأحد المقبل سيشهد تقديم الرئيس حسن روحاني موازنة العام المالي الفارسي الجديد أمام البرلمان، تلك التي قد تخفض الدعم عن المواطنين وتزيد من ميزانيات التسليح ودعم الجماعات الخارجية، وهو ما قد يؤدي إلى نشوب موجة جديدة من الاحتجاجات الجماهيرية في هذا البلد.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوقع مرسوم إلغاء الاتفاق النووي مع إيران بالبيت الأبيض في واشنطن يوم الثلاثاء، 8 مايو. تصوير: جوناثان إرنست – رويترز.
وفرضت الولايات المتحدة الأمريكية على إيران حزمتي عقوبات، على خلفية انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من خطة العمل الشاملة المشتركة “الاتفاق النووي” في الثامن من مايو الماضي، بسبب ما وصفه بـ”سلوك النظام الإيراني المزعزع للاستقرار في الإقليم”.
الرئيس الإيراني لدى مثوله أمام البرلمان أغسطس الماضي على خلفية تردي الأوضاع الاقتصادية
وانخفضت مبيعات النفط الإيراني من 3.2 مليون برميل بعد الاتفاق النووي إلى نحو 1.5 مليون برميل فقط، بعد توقيع العقوبات الأمريكية على هذا القطاع الذي يدر دخلا كبيرا على النظام يقدر بنحو 60 بالمئة من إجمالي الدخل القومي للبلاد، ومن المستهدف أمريكيا أن تصل عائدات النظام من النفط إلى الصفر بحلول نهاية العام المقبل.