احتلت العناوين المرتبطة بإيران جانبا مهما من اهتمامات الصحافة الدولية الصادرة بالإنجليزية اليوم الاثنين، وركزت الصحف الأمريكية على قمة هلسكني ومباحثات الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين ومكان إيران على جدول المباحثات، إلى جانب الكشف عن تفاصيل جديدة في ادعاء إسرائيل باختراقها الأراضي الإيراني والحصول على أوراق وأسطوانات مدمجة تتعلق بالبرنامج النووي الإيراني.
مهمة استخباراتية للموساد في طهران
تناولت الصحف الأمريكية اليوم التفاصيل الجديدة حول العملية السرية التي قام بها عملاء إسرائيليون داخل الأراضي الإيرانية وحصلوا بموجبها علي “آلاف الوثائق حول نشاط طهران النووي”.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز، أن بعض الوثائق أثبتت أن إيران عكفت “على تجميع كل ما تحتاجه لإنتاج أسلحة نووية بشكل منهجي”، لكنها أشارت إلى أن المستندات النافية لذلك ربما تكون قد استبعدت من الوثائق التي تم اختيارها يدويا والتي عرضت على مراسلها.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كشف في إبريل الماضي النقاب عما قال إنها وثائق نووية إيرانية يعود تاريخها إلى عام 2003 استولت عليها المخابرات الإسرائيلية بشكل غير مشروع، مشيراً إلى انها منحت الرئيس دونالد ترامب مزيدا من المبررات للانسحاب من الاتفاق مع إيران. ولم يصدر تعليق فوري من مكتب نتنياهو حول تقرير الصحيفة.
ولم يكن تقرير نيويورك تايمز إنفراداً، بل تناولته صحف أمريكية أخري قامت إسرائيل بتزويدها بتفاصيل ما قام به عملاء مخابراتها. وبحسب المعلومات التي أوردتها صحيفتي واشنطن بوست و”وول ستريت جورنال”، بالإضافة إلي شقيقتهم نيويوك تايمز، تسلل عملاء من الموساد الإسرائيلي في 31 يناير الماضي إلى مستودع في حي تجاري بطهران، وبعد 6 ساعات و29 دقيقة، تمكنوا خلالها من تعطيل أجهزة الإنذار وتجاوز بابين وفتح 32 خزنة عملاقة، خرجوا غانمين كنزا ثمينا: “نصف طن من الوثائق والمواد السرية الخاصة ببرنامج إيران النووي”.
وبحس التقارير الثلاثة، أثبتت الوثائق المسربة، أن طهران قامت بتجميع كل ما تحتاجه لإنتاج أسلحة نووية “بشكل منهجي” ووصف نتنياهو ما حصل عليه الموساد بأنه أدلة على برنامج إيران السري للأسلحة النووية، وهو ما نفته إيران من بعدها، قائلةً إن الوثائق مزورة.
وبحسب ما تم إفادته في التقارير الأمريكية، قام الموساد “بمراقبة المستودع عاما كاملا”، وتأكد أن فريق الحراسة الصباحي اعتاد على الوصول إلى المكان في السابعة تقريبا “لذلك كان لدى عملاء الموساد أوامر بمغادرة المستودع قبل الخامسة، ليكون لديهم وقت كاف للفرار”؛ لأن الحرس سيدرك بمجرد وصول أفراده، أن أحدهم اقتحم المكان وسرق الكثير من الملفات الموثقة لسنوات من العمل على تطوير أسلحة نووية، وتصميمات لرؤوس حربية وخططا للإنتاج السري.
وقام عملاء جهاز المخابرات الإسرائيلي بالتسلل إلى المستودع الساعة 10:30 مساءً، مصطحبين معهم شعلات تصل درجة حرارتها إلى 3600 درجة وتكفي لقطع وفتح 32 خزنة حديدية عملاقة كانت في المستودع، إلا أنهم لم يتمكنوا من فتحها كلها لضيق الوقت “فاستهدفوا أولا المحتوية على أغلفة سوداء، والتي تضم أكثر التصميمات حساسية” وفقا للوارد بالصحف الثلاث.
وفي عدد اليوم الاثنين من صحيفة “التايمز” البريطانية، نقلت أن ما تم الاستيلاء عليه “صور، قالت إسرائيل إنها لتجارب على صواعق تفجيرية يمكن استخدامها في تفجير نووي”، على حد تعبير الصحيفة البريطانية الشهيرة.
حين انتهى الوقت المخصص لعملاء الموساد في السطو على المستودع، فروا نحو الحدود، حاملين معهم 50 ألف صفحة و163 قرص ذاكرة مضغوط، إضافةً إلى فيديوهات ورسومات جرافيك وبيانات، كانت في المستودع الذي “تم استخدامه، فقط بعد توقيع الاتفاق النووي في 2015 مع الولايات المتحدة” والمعروف بأنه أعطى صلاحيات واسعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة المواقع النووية المشتبه بها في إيران، بما فيها قواعدها العسكرية.
الملف الإيراني يتصدر مباحثات القمة في هلنسكي
من جانبها اهتمت صحيفة الجارديان البريطانية بالقمة الأمريكية – الروسية في فنلندا اليوم بين زعيمي البلدين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، وكشفت الصحيفة في تقرير لها اليوم أن “الملف الإيراني يتصدر جدول أعمال ترامب أثناء اجتماعاته في العاصمة هلنسكي.
وأشار تقرير الصحيفة أن غياب دور فعال لواشنطن في إيران لما يزيد عن 40 عاما، أفقد الولايات المتحدة حسن تقدير الموقف في طهران، واصفا إيران بالدولة “المنبوذة” والتي تشكل “عبئاً علي المجتمع الدولي.”
ونقل التقرير تصريحات عن مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي جون بولتون أشار فيها سلفا إلى أن “إيران جزء من محور الشر في الشرق الأوسط” وبذلك تهيمن التطورات الإيرانية علي أجندة اعمال القمة الروسية – الأمريكية اليوم.
ألمانيا علي خط المواجهة مع طهران وسيؤل
إلى ذلك نشرت وكالة المخابرات الألمانية أمس وثيقة جديدة حول سبل مكافحة انتشار أسلحة الدمار الشامل، موضحة أن إيران وكوريا الشمالية يسعيان لامتلاك أسلحة نووية هائلة.
واستعرضت صحيفة جيروزليم الإسرائيلية الوثيقة الألمانية أواخر يونيو الماضي، وأضافت تقرير نشرته اليوم أن الوثيقة أشارات إلى أن “محاولات كل من إيران وكوريا الشمالية في إطار تملك واستحواذ الأسلحة النووية يلزم لها استغلال طرق في دول أخري كطرف وسيط.”
تويتر: منصة أمريكية للهجوم علي طهران
في غضون ذلك ذكر موقع شبكة فوكس نيوز الأمريكية، والذي يعد المنفذ الإعلامي المفضل للرئيس الأمريكي بحسب تصريحات له في مناسبة عدة، أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو يلجأ إلي منصات التواصل الاجتماعي للهجوم علي طهران أو إدانتها وانتقادها في أحيان عديدة.
وفي تغريدة له، قال بومبيو “اعتقلت إيران 5000 مواطن وسجنت 30 امرأة بسبب احتجاجهم ضد الحجاب. وتم سجن المئات من الصوفيين وعشرات من خبراء البيئة و400 من الأحواز و30 مزارع في أصفهان من قبل النظام الإجرامي في إيران. يستحق الشعب الإيراني أن تحترم حقوقه الانسانية.”