أصدرت الدكتورة هويدا عزت، أستاذ الأدب الفارسي ورئيس قسم اللغة الفارسية وآدابها بكلية الآداب، في جامعة المنوفية، وعضو الهيئة الأكاديمية الاستشارية العليا بـ“المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية ـ أفايب” ترجمتين لروايتي “زيبا صدايم كن” للأديب الإيرانى المعاصر فرهاد حسن زاده، و”يك دقيقه كافى است” للأديبة الإيرانية المعاصرة آتوسا صالحى.
وكلتا الروايتان اللتان نشرهما المجمع الثقافى المصرى فى معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام، موجهتان إلى فئة جيل الشبان، بالإضافة إلى طبقة محبي الأدب العالمي خاصة أن مؤلف الرواية الأولى “زيبا”، فرهاد حسن زاده، كان أحد ستة أدباء على مستوى العالم درات حولهم التكهنات للحصول على جائزة نوبل في مجال أدب الطفل.
وقد ألقى فرهاد حسن زاده الضوء فى روايته هذه على فئة من المضطربين ذهنياً، حيث الابنة “زيبا” بطلة الرواية الهاربة من المصحة النفسية، ووالدها “السيد خسرو” الهارب من مستشفى الأمراض العقلية بمساعدة ابنته؛ بهدف الاحتفال بيوم ميلادها ومحاولة إسعادها قدر استطاعته.
يتجول البطلان خلال الرواية فى مدينة طهران، وينتقلان من مكان إلى آخر من صباح هذا اليوم حتى مسائه؛ للتنزه تارة أو لشراء بعض الهدايا تارة أخرى، لكن فى كل مرة يفشل الأب فى إرضاء ابنته، بل ويكون سبباً فى تعاستها وتعكير صفوها من دون وعي أو إدراك منه. وتتعدد المواقف المثيرة بينهما حيناً، وبينهما وبين المحيطين بهما حيناً آخر بما يدعو للسخرية والألم فى آنٍ معًا.
أما الرواية الثانية “دقيقة واحدة تكفى”، فهى للأديبة آتوسا صالحي، وهى شاعرة، وقاصة ومترجمة، حصلت على العديد من الجوائز المحلية، خاصة فى مجال الكتابة والترجمة للأطفال وجيل الشباب.
تدور أحداث روايتها حول الطفلة “رها” التى تعيش مع والديها فى طهران، ويتم تكليفها من قبل مُدرسة الجغرافيا بإعداد بحثٍ حول إحدى المدن الإيرانية، وفي أثناء محاولتها البحث عن خريطة إيران لاختيار المدينة، وقبل قدوم الأم إلى المنزل بثوانٍ معدودات، تعثر “رها” على صندوقٍ قديم، تُحدث محتوياته وقعاً شديداً فى نفسها، وتقلب حياتها رأساً على عقب.
“رها” عثرت بداخل الصندوق على أوراقٍ بالية تتعلق بإثبات الهوية، وكذلك على دمية صغيرة، وتكتشف من بعد أنهما لها، وأنها لا تمت بصلة لهذين الشخصين اللذين تعيش فى كنفهما، فقد علمت أنها من مواليد مدينة “بم” لأبٍ وأمٍ آخرين.
هنا تعقد العزم على المشاركة فى مسابقة للشطرنج على مستوى الجمهورية، وتتجه إلى مدينة “بم”، فتتعرف هناك على بعض أقاربها الحقيقيين، وتكتشف هويتها الحقيقية، وأنها كانت إحدى ضحايا زلزالٍ مدمر وقع منذ سنوات، أودى بحياة معظم الأهالي بالمدينة ومنهم أفراد أسرتها.
وبعد صراعٍ طويل تعود ثانية إلى أسرتها التى تبنتها، وتظهر لأمها بالتبني مشاعري الحب والحنان التى طالما نهلت منهما فى أحضانها.