فرضت التطورات الأخيرة في طهران سياسيا واجتماعيا نفسها بقوة علي الصحافة العالمية الناطقة بالإنجليزية، فقد تناولت الصحف الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية مسألة الجهود الدولية لإخراج إيران من سوريا، فضلا عن الرفض الأمريكي طلبات باريس وبرلين ولندن إعفاء شركاتها من العقوبات الموقعة على إيران، إلى جانب موضوعات أخرى نطالعها من خلال السطور التالية.
الصحافة الأمريكية
وقال موقع “إن بي سي نيوز” الأمريكي إن الإدارة الأمريكية رفضت طلبا من حلفاء لها أوربيين استئناء شركاتها العاملة في إيران من العقوبات الأمريكية التي تفرضها واشنطن علي إيران بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني والمعروف باسم “خطة العمل الشاملة المشتركة”.
بحسب تقرير نشره الموقع فإن واشنطن رفضت عرضا قدمته كل من فرنسا وألمانيا وبريطانيا في الرابع من يونيو الماضي لمنح شركاتها من العقوبات المفروضة علي طهران، والتي وصفها التقرير بأنها “عقوبات غير مسبوقة من أجل الضغط علي طهران اقتصاديا”.
وجاء الرد الأمريكي علي المطلب الأوروبي بشأن نشاط تلك الدول التجاري في إيران، غير مقبول، وقال البيت الأبيض في بيان له إن “الولايات المتحدة غير مخول لها منح استثناءات بشأن هذة السياسة، بالإشارة إلي العقوبات علي طهران، ولكن قد تم ذلك في ظروف محددة للغاية وتأتي في إطار الأمن القومي الأمريكي فقط”.
وعارضت الدول الغربية الثلاث الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 والتي وقعت عليه حينها الولايات المتحدة، وعكفت الدول الثلاث علي بذل جهود حثيثة للحفاظ علي الاتفاق مع طهران والذي من شأنه حد التطور من النشاط النووي الايراني.
وفي يونيو الماضي، أرسل وزراء الخارحية والاقتصاد في بريطانيا وفرنسا وألمانيا لنظرائهم الأمريكين خطابا، أوضحوا فيه أن الاتفاق النووي “يستحق الحفاظ عليه” كما وصفوه أنه “الحل الأمثل لمنع طهران من امتلاك سلاح نووي”.
الصحافة البريطانية
في صحيفة التيجراف البريطانية، ذكر تقرير أن الحكومة الإيرانية تعاني من توتر متصاعد واختلافات في وجهات النظر بينها وبين الحرس الثوري الإيراني. واستشهد التقرير باستقطاب الحكومة الايرانية قيادة روحاني للعناصر المؤثرة من الشباب والاستعانة بهم لتحريك عجلة النهضة بطهران، بعد أن استقال العالم الشاب كاوه مدني من وظيفتة المرموقة في بريطانيا، ولبي نداء حكومة بلاده للمشاركة في نهضتها وحل مشكلة نقص المياه التي تعاني منها طهران وذلك من خلال شغل منصب حكومي في وزارة البيئة والموارد المائية.
وأفاد التقرير أن مدني (37 عاما) كانت لديه مخاوف من العودة إلي طهران خوفا من الاعتقال بسبب آرائه ومعتقادته المتحررة التي يعارض فيها نظام الملالي، ولكن تطمينات روحاني وحكومته شجعته علي العودة لبلاده وترك حياته المستقرة في لندن، مشيراً إلى أن هذه التطمينات والوعود لم تستطع الحكومة الوفاء بها، بعد فصله من منصبه في وزارة البيئة من دون سبب واضح، ما يعزز فرضية وجود اختلافات في الأراء بين الحكومة والنظام الملالي.
الصحافة الإسرائيلية
صحيفة جيروسليم بوست الإسرائيلية، اهتمت بحالة “الصخب الشعبي” كما سمتها في تقريرها عن المجتمع الإيراني بعد اعتقال امرأة بعد نشرها فيديو لها ترقص في ساحة عامة بما يتنافي مع القوانين والأعراف الإيرانية.
واعتقلت مديحة هوجابري (19 عاما) في طهران مايو الماضي بتهمة نشر الرذيلة بعد أن نشرت مقطع فيديو علي تطبيق انستجرام يظهرها ترقص في حجرة نومها. وتعرف مديحة في أوساط السوشيال ميديا حيث تحظي بمتابعة أكثر من 600 ألف شخص علي انستجرام، ونشرت ما يفوق 300 فيديو، معظمها فيديوهات رقص بالطريقة الإيرانية والغربية علي إيقاعات غربية وإيرانية أيضا.
ونقلت الصحيفة عن أليكس فتانكا، الباحث في شئون الشرق الأوسط قوله إن “المجتمع الإيراني أكثر تحررا من النظام”.
وفي تقرير تحليلي نشرته صحيفة هارتس الإسرائيلية اليوم، قالت مصادر حكومية إن رئيس الوزراء بنيامين نتناياهو طالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أثناء زيارته الأخيرة لموسكو بـ”الانسحاب الإيراني من الأراضي السورية”.
وبحسب التقرير الذي كتبته المحللة الاسرائيلية والمراسلة الدبلوماسية للصحيفة، نواة لاندو، فإن “الأولوية الملحة للأمن الإسرائيلي الآن هي الانسحاب الكامل للقوات الإيرانية من سوريا وليس تعزيز الديمقراطية هناك”.
وقالت لاندو إن إسرائيل لا تريد أن تصبح “شرطي” النظام السوري بحسب ما صرح به مسئولون، ولكن المهم “هو الحفاظ علي الأمن القومي لإسرائيل”، مشيرة إلي أن بوتين أكد لنتياهو حديثا الانحساب الإيراني من الجنوب السوري لعشرات الكيلومترات، ولكن “ذلك لا يرضي الإسرائليين الذين مازالوا يطالبون بالإنسحاب الإيراني التام من الأراضي السورية”.