في ظل التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، يعيش العملاء الذين تعاونوا سابقًا مع القوات الصهيونية ضد فصائل المقاومة في القطاع حالة من الخوف والهلع.
فقد أعلن متحدث سابق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي قبل ساعات أنه في ظل التوصل إلى هدنة، فإن العملاء الذين تعاونوا مع الجنود الصهاينة في غزة لن يتمكنوا أبدًا من دخول الأراضي المحتلة.
وأضاف: “عليهم أن يواجهوا بمفردهم المصير الذي ينتظرهم”. وقال المتحدث السابق: “نحن لم نجبر أحدًا على التعاون معنا، وعليهم أن يواجهوا عواقب قراراتهم”.
يبدو أن تاريخ صلاحية هؤلاء المرتزقة قد انتهى بالنسبة للكيان الصهيوني.

الجاسوس ياسر أبو شباب (يمين الصورة) ورئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتياهو (يسار الصورة)
وفي وقت سابق، أعلنت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي: “يبدو أن مصير جماعة ياسر أبو شباب، والميليشيات التي شكلها جهاز الشاباك في غزة سيكون أسوأ من مصير جيش لبنان الجنوبي”.
وبحسب التقرير، بدأ العديد من عناصر هذه المنظمة اتصالات لتسليم أنفسهم إلى حماس.
يشار إلى أن جماعة ياسر أبو شباب هي عصابة إجرامية محلية داخل غزة، كانت تقوم بدعم من جنود الاحتلال بمهاجمة مراكز توزيع المساعدات الإنسانية وتحويل هذه المناطق إلى مسارح للمجازر الجماعية، كما كان لهؤلاء المرتزقة مهام أخرى لإثارة الفوضى والاضطراب.
وأعلن مركز حقوقي أن هؤلاء المسلحين يرتدون زيًا عسكريًا خاصًا يحمل شعار “مكافحة الإرهاب الفلسطيني!”، وهو الزي الخاص بعصابة “ياسر أبو شباب” التي يقع مقرها في المناطق الخاضعة لسيطرة الاحتلال الصهيوني وتعمل بأوامر من جيشه.
من هم مرتزقة الكيان الصهيوني؟!
في منتصف شهر يونيو من هذا العام، كشف “أفيجدور ليبرمان”، رئيس حزب “إسرائيل بيتنا” وأحد السياسيين السابقين في الكيان الصهيوني، عن خطة تل أبيب الجديدة في غزة، والتي تتمثل في تقديم حكومة نتنياهو الدعم المالي والتسليحي لمجموعة فوضوية تابعة لداعش.
كما اتهم يائير لابيد، زعيم المعارضة في الكيان الصهيوني، في تصريحات حادة ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتسليح عصابات مرتبطة بداعش في قطاع غزة سرًا. وقال لابيد: “نتنياهو يمنح السلاح من وراء الكواليس وبدون أي تخطيط إستراتيجي لجماعات في غزة مرتبطة بداعش. هذه الإجراءات غير المسؤولة لن تؤدي إلا إلى كوارث جديدة”.
وحذر من أن الأسلحة التي تدخل غزة اليوم ستُستخدم في النهاية ضد جنود الجيش والإسرائيليين.
وفي هذا الصدد، قامت وكالة شهاب للأنباء بتحليل الأبعاد الإستراتيجية وعواقب هذا الإجراء الخطير للكيان، وبحثت الموضوع من خلال خبير في الشؤون الإقليمية.
اعتبر الخبير في الشؤون العسكرية والأمنية “رامي أبو زبيدة” أن خطوة الكيان الصهيوني بتجهيز جماعات شبه عسكرية وإرهابية داخلية في غزة تهدف إلى تحقيق الأهداف والعواقب التالية:
أولاً: الأهداف العسكرية والأمنية
ــ محاولة إنشاء نسخة جديدة من “جيش لحد” أو قنوات اتصال قروية.
(يشار إلى أن جيش لحد هو ميليشيا تشكلت بدعم من إسرائيل من أبناء القرى الجنوبية ووحدات منشقة من الجيش اللبناني عام 1976 على يد أفراد من الجيش اللبناني في مدينة مرجعيون) / المترجمة.
ــ خلق شرخ في الجبهة الداخلية للمقاومة.
ــ تحويل المناطق المحتلة إلى قطاعات ذات نفوذ استخباراتي للكيان الصهيوني.
ثانيا: العواقب الأمنية الحساسة لهذه الخطوة
ــ استغلال ظروف الانهيار الاجتماعي في غزة.
ــ تنفيذ مؤامرات نتنياهو في غزة خارج إطار المؤسسات الرسمية.
وأشار هذا الخبير العسكري أيضًا إلى المؤشرات الميدانية والأمنية الخطيرة لهذه الخطوة، مؤكدًا أن صور الميليشيات بالزي العسكري والمعدات المتقدمة والجديدة مثل الخوذات والسترات الواقية من الرصاص والأسلحة الحديثة، تدل على الحضور المباشر للوحدات اللوجستية للجيش الصهيوني في تجهيز هذه المجموعات.
وأوضح أن الكيان الصهيوني يسعى من وراء هذه الخطوة إلى نشر الفوضى وانعدام الأمن في غزة، واستغلال الجماعات الإرهابية لتحقيق هذا الهدف.
وبحسب هذا الخبير الاستراتيجي، يحاول الكيان الصهيوني استخدام الفوضى كسلاح لاستهداف سيطرة المقاومة الميدانية.
وأضاف: “لهذا السبب، شنت فصائل المقاومة مؤخرًا حملة إعلامية واسعة ضد هذه الميليشيات، لإدراكها التام بالخطر الكبير الذي تشكله هذه الجماعات الفوضوية على الاستقرار الاجتماعي والسياسي في قطاع غزة”.
من هو الإرهابي المدعوم من تل أبيب في غزة؟
تناول مركز الإعلام في غزة في تقرير له شخصية “ياسر أبو شباب”، الإرهابي من غزة الذي تدعم حكومة الكيان الصهيوني الميليشيات التي يقودها ماليًا وعسكريًا.
وُلد ياسر أبو شباب عام 1993 في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، ومع الكشف عن خطة الكيان الصهيوني في غزة، أصبح أحد أكثر الشخصيات إثارة للجدل في الحرب الحالية.
كان مسجونًا في قطاع غزة بتهم جنائية قبل عملية “طوفان الأقصى”، وأُطلق سراحه من السجن بعد قصف جيش الاحتلال للمقرات الأمنية، وسرعان ما أصبح قائدًا لمجموعة مسلحة تُعرف الآن من قبل المقاومة الفلسطينية باسم “عصابة ياسر أبو شباب”.
هذه المجموعة متهمة بالتعاون الأمني مع الكيان الصهيوني.
في 30 مايو 2025، نشرت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، مقاطع فيديو تُظهر عملية ضد مجموعة من القوات الخاصة للجيش الصهيوني “المستعربين” شرقي رفح.
وبحسب مصادر أمنية في المقاومة، دخلت هذه القوات المنطقة برفقة مجموعة من المرتزقة الفلسطينيين، من بينهم أفراد تابعون لياسر أبو شباب.
هذه العصابة، التي قُدمت في البداية باسم “جهاز مكافحة الإرهاب” ثم غيرت اسمها إلى “القوات الشعبية”، مسؤولة عن تسيير دوريات في المناطق الحدودية، ورصد أنشطة المقاومة، وكذلك سرقة المساعدات الإنسانية من غزة.
أعضاء خلية التجسس الإسرائيلية في غزة
تشير بعض التقديرات إلى أن عدد أعضاء هذه المجموعة يتراوح بين 100 و300 شخص، ينشطون في المناطق القريبة من مواقع جيش الاحتلال، خاصة بالقرب من معبر كرم أبو سالم ونقاط توزيع المساعدات غربي رفح.
وفقًا لتقرير صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، نقلًا عن وثائق داخلية للأمم المتحدة، يقود ياسر أبو شباب عمليات منظمة لنهب المساعدات الإنسانية لغزة، وأقام تحت غطاء تنسيق إيصال المساعدات، علاقات ميدانية وثيقة مع جيش الاحتلال، وتخدم أفعاله الاحتلال بشكل مباشر.
حاول أبو شباب الاستفادة من خلفيته القبلية بين قبائل جنوبي غزة للحصول على دعم اجتماعي، لكن زعماء قبيلة الترابين – التي تعد من أهم قبائل المنطقة – تبرأوا منه في بيان رسمي صدر في 30 مايو 2025. وأُكدوا في البيان أن القبيلة التي قدمت عشرات الشهداء في صفوف المقاومة لن تدعم أبدًا من يخدم العدو.
وفي خطوة نادرة، أصدرت عائلة ياسر بيانًا أعلنت فيه أنه بعد أن اتضح دوره في التعاون مع قوات الاحتلال ومحاولته الفاشلة لتبرئة نفسه، فإنها تقطع أي علاقة به وتعتبره مستحقًا للملاحقة والعقاب.
وجاء في البيان: “ياسر أبو شباب وكل من يتعاون معه هو خارج حماية العائلة ودمه مهدور ما لم يسلم نفسه ويتوب”.
ـــــــــــــــــــ
تقرير بعنوان “آتشبس در غزه؛ تلآویو با مهرههای سوخته خود چه میکند؟” (بالعربية: الهدنة في غزة؛ ماذا تفعل تل أبيب بعملائها المحروقين؟) من وكالة مهر للأخبار، منشور بتاريخ: پنج شنبه ۱۷ مهر ۱٤٠٤ هـ. ش. الموافق الخميس ٩ أكتوبر ٢٠٢٥م.
