بدأت الهجمات الإسرائيلية على إيران في فجر الجمعة الموافق 13 يونيو 2025، بضربة عسكرية مكثفة على بعض المناطق الإستراتيجية العسكرية بالعمق الإيراني، والتي أسفرت عن مقتل عدد من العلماء النووية العاملين في البرنامج النووي الإيراني وهم عبد الحميد مينوشهر، وأحمد رضا ذو الفقاري، وأمير حسين فقهي، ومطلبي زاده، ومحمد مهدي طهرانجي، وفريدون عباسي، وأمير حسن فكهي، ومنصور عسكري، علي باكوايي كتريمي.
اقرأ أيضا:
كما استهدفت إسرائيل بعض القادة العسكريين من الصف الأول سواء في الجيش الإيراني أو الحرس الثوري وأبرزهم الفريق محمد باقري رئيس هيئة الأركان بالجيش الإيراني، وقائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي، وقائد مقر خاتم الأنبياء العسكري اللواء غلام علي رشيد، وقائد القوات الجوفضائية في الحرس الثوري الإيراني أمير علي حاجي زادة، وقائد قوة الطائرات المسيرة التابعة لسلاح الجو التابع للحرس الثوري الإيراني، طاهر بور، وقائد القيادة الجوية لسلاح الجو التابع للحرس الثوري الإيراني، داود شيخيان، ونائب رئيس هيئة الأركان العامة للعمليات في الجيش الإيراني اللواء مهدي رباني (مع زوجته وأولاده).
بداية عملية الأسد الصاعد
بدأت العملية العسكرية الإسرائيلية كعملية مركزة فتحت الباب أمام حرب إقليمية، حيث استهدفت إسرائيل مواقع نووية إيرانية هي موقع نطنز وفوردو اللذان تضررا جراء تلك الضربات لكن الأضرار فيهما كانت طفيفة، نتيجة التحصينات التي تحيط بهما كونهما أبرز المناطق الإستراتيجية الإيرانية.
ولقد أعلنت الوكالة الذرية الإيرانية عن تضرر وقع في منشأة نطنز التي تعمل في مجال تخصيب اليورانيوم، وتسبب في إحداث موجة إشعاعات محدودة يمكن السيطرة عليها بسهولة، كون المناطق العليا (على الأرض) هي مناطق تجريب وليست مناطق تخصيب.
ثم استمرت العملية العسكرية الإسرائيلية على عدة مناطق في إيران، حيث لم تتوقف بمجرد تحقيق عمليات الاغتيال بحق العلماء النووين أو قادة الجيش والحرس الثوري، حيث أعلنت إسرائيل أن عملياتها لم تتوقف وأنها قد تستمر لأسابيع.
اقرأ أيضا:
واستمرت الضربات الإسرائيلية على مناطق متفرقة من إيران كتبريز وقم وكرمنشاه وطهران ومجمع بارشين العسكري وغيرها من المدن الاستراتيجية المهمة.
من جانبها أعلنت إيران عن بدء عملية “الوعد الصادق 3” مساء الجمع 13 يونيو 2025 كرد فعل على الحرب الإسرائيلية الممنهجة، فأمطرت إسرائيل بوابل من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، وأحدثت أضرارًا كبيرة في البنية التحتية الإسرائيلية، وذلك انطلاًقًا من تمسكها بالحق في الدفاع عن النفس المنصوص عليه في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة.
الموقف الدولي من الحرب الإسرائيلية ــ الإيرانية
أما عن الموقف الدولي فلم تتدخل القوى الكبرى لوقف تلك الحرب سواء كانت الولايات المتحدة الأمريكية التي تنطلق من القاعدة الإستراتيجية القائلة بأنها ملتزمة بالحفاظ على أمن إسرائيل، فضلًا عن أنها أعلنت أنها لم تتدخل في تلك العملية العسكرية الإسرائيلية، ولا حتى دول تجمع بروكسل (القوى الأوروربية)، خاصة وأن فرنسا التي تعتبر قلب أوروبا قد أعلنت أن إسرائيل من حقها أن تدافع عن نفسها، ولذلك ظهر الموقف الأوروبي متراخيًا تجاه تلك الحرب.
في سياق ذي صلة أعلنت الخارجية الروسية فور العملية العسكرية الإسرائيلية على إيران إنها تنتظر موقفا موضوعيا يصدر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لبناء موقف تجاهه بشأن الخسائر التي قد تكون قد لحقت بالبرنامج النووي الإيراني، علاوة على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن عن إمكانية التواصل مع كل من الطرفين لتحقيق وقف للحرب.
اقرأ أيضا:
ومن المهم هنا التأكيد على أن الاتفاقية الإستراتيجية التي وقعتها إيران مع روسيا في يناير من العام الجاري لا تنص على بند الدفاع المشترك بين الجانبين، وهو ما لا يعطي الحق لإيران بمطالبة روسيا بالدخول في الحرب.
خاتمة واستنتاجات
يبدو أن الأمور مرشحة للتصعيد في المنطقة، حيث خرجت التقديرات من مجرد حدوث مناوشات بين الطرفين بعملية عسكرية وعملية مضادة للرد عليها إلى حالة حرب مفتوحة، خاصة مع استمرار الضربات الإسرائيلية على إيران لليوم الثاني على التوالي بقصف مناطق في إيران، فيما أعلنت إيران عن تنفيذ هجمات على عشرات الأهداف الإسرائيلية، وهو ما أدى إلى إعلان إسرائيل إغلاق مطار بن جوريون.
ولقد أصيب عدد كبير من المدنيين الإسرائيليين جراء الضربات الإيرانية، فضلًا عن إعلان إسرائيل إصابة 20 جنديًا إسرائيليا جراء الضربات الإيرانية، وأعلنت إيران أن عملية الوعد الصادق 3 ماتزال مستمرة وأنها ستكمل قصف إسرائيل بأضعاف ما فعلته مساء الجمعة 13 يونيو 2025.
في المجمل يشير الوضع الراهن إلى تعقيد الموقف بين الجانبين، خاصة وأن مجلس الأمن لم يكن حازمًا ولا حاسمًا في مناقشة التطورات العسكرية الجارية، وشهد جذبًا وشدَا بين مندوبي واشنطن وكل من مندوبي طهران وبغداد، إذ اتهمت بغداد واشنطن بأنها سمحت لإسرائيل باستخدام مجالها الجوي لضرب إيران، واتهمت إيران خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، مساء الجمعة، الولايات المتحدة بالتواطؤ في الضربات الإسرائيلية التي استهدفت أراضيها، في وقت نفت فيه واشنطن هذه الاتهامات.
ومن المتوقع أن تتدخل أمريكا عسكريا بشكل كامل إن أحدثت إيران خسائر كبيرة في البنى العسكرية التحتية لإسرائيل أو تعرض عدد كبير من المدنيين للموت، وهو ما سيؤدي إلى خسارة إستراتيجية مرجحة لإيران.
🛑 للانضمام إلى النشرة البريدية للمنتدى على واتساب من خلال الرابط التالي:
https://chat.whatsapp.com/HRhAtd7IrydFFx6i1zSI7S
🛑 رابط قناة الدكتور محمد محسن أبو النور على تليجرام:
https://t.me/iran_with_egyptian_eyes