حصل مدير وحدة الفكر الإيراني بالمنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية “أفايب”، محمد خيري، على درجة الماجستير في الشؤون الإيرانية من جامعة حلوان، عن رسالته التي جاءت بعنوان “الأصول الفلسفية للسياسة الإيرانية المعاصرة .. محمد خاتمي دراسة حالة”.
وتألفت لجنة الإشراف على الرسالة من السادة الأساتذة الأستاذ الدكتور أنور مغيث أستاذ الفلسفة الحديثة والمعاصرة ورئيس المركز القومي للترجمة سابقًا، والدكتور محمد عبد المنعم، مدرس الفلسفة الإسلامية بكلية الآداب جامعة حلوان، فيما تكونت لجنة المناقشة والحكم على الرسالة من السادة الأساتذة: الأستاذة الدكتورة/ سهير عبد السلام أستاذ الفلسفة السياسية بكلية الاداب جامعة حلوان وعضو مجلس الشيوخ “مناقشًا”، والأستاذ الدكتور/ أنور مغيث أستاذ الفلسفة الحديثة والمعاصرة ورئيس المركز القومي للترجمة سابقًا “مشرفا”، والأستاذ الدكتور/ محمد بشير صفار أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة “مناقشًا”.
وقررت اللجنة الأكاديمية بالإجماع منح محمد خيري محمد حسن درجة “الماجستير” بتقدير ممتاز.
بحثت الرسالة في الأصول الفلسفية التي قام عليها النظام الإيراني سياساته ونظرياته السياسية، وأبرزها نظريات ولاية الفقيه وكذلك نظرية أم القرى الشيعية لصاحبها محمد جواد أردشير لاريجاني، وطبيعة الأسس الفلسفية التي قامت عليها تلك النظريات، حيث برهنت الرسالة على استناد رجال الدين في إيران على نظريات الفلاسفة اليونانيين من أمثال أفلاطون وأرسطو، وكذلك الفلاسفة الإسلاميين كأبو نصر الفارابي من أجل إقامة نسق سياسي مغلف بإطار ديني يضمن بقاء ذلك النظام لأطول فترة ممكنة.
كما عالجت الدراسة بعض التحولات السياسية التي طرأت على الجمهورية الإسلامية الإيرانية وموقفها من الفلسفات القديمة، ووقفت عند أبرز ما جاء في فكر الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي في معالجة أوجه القصور السياسي لبلاده، ولمحاولة فك العزلة التي ضربت إيران مع محيطها الإقليمي والدولي.
وشرحت الرسالة بعض الأفكار التي استند إليها الرئيس خاتمي في بناء نسق سياسي مخالف لما عرف في عصره، إستنادًا على فكرة الجمع بين التراث والحداثة لفتح آفاق للتعامل مع الغرب والولايات المتحدة، فضلًا عن معالجة قضية الاستبداد السياسي الذي شاب العصور الإيرانية على اختلافها، علاوة على محاولته لتعديل نظرية ولاية الفقيه بعد أن اعتبرها أزمة اصابت الدين من داخله.
وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج كان من أهمها أن خاتمي أثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن الفلسفة ملتصقة إلتصاقًا شديدًا بحياة الناس، وبعلاقات الأفراد ببعضهم البعض. سواء في العلم أو حتى في السياسة، وثانيًا إن الدراسة قد حملت دفاعًا عن الفلسفة ضد الإتهامات التي ساقها أنصار المذهب التجريبي الذين رأوا في الفكر الفلسفي مجرد إطار نظري غير مفيد، وأن الفكر الفلسفي توقف في اللحظة التي بدأ من عندها المنهج التجريبي الوضعي مع تطور العلوم الفيزيقية. وثالثا: إن الدين مرتبط بالوجدان الشعبي للمواطن الإيراني منذ ما قبل الميلاد، فإرتبط وجود النظام الحاكم منذ قديم الأزل بمدى القبول الديني له وبمدى ما يتمتع به من دعم الفقهاء والمتدينين في المجتمع الإيراني، وختامًا بأن تعديل سلوك النظام الإيراني لابد أن تكون بدايته من تعديل الدستور بشكل أساسي.
جدير بالذكر أن محمد خيري تخرج في كلية الآداب قسم الفلسفة بجامعة حلوان عام 2011، وعمل صحفيًا وباحثًا متخصصًا في الشؤون الإيرانية، وكتب عدة دراسات سياسية متعلقة بالفلسفة السياسية الإيرانية في مجلات ودوريات داخل مصر وخارجها، وانضم للمنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية فور تأسيسه وأصبح مديرًا لوحدة الفكر الإيراني فيه.