نشرت الصحافة التركية الصادرة صباح اليوم السبت عددا من الموضوعات المتعلقة بالشؤون الإيرانية أبرزها أزمة إيران مع الولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب صيرورة حركة النفط بعد اقتراب دخول العقوبات، التي أقرتها الخزانة الأمريكية في ضوء قرار الرئيس دونالد ترامب، حيز التنفيذ في السادس من أغسطس المقبل.
العقوبات الأمريكية
من جانبها نشرت صحيفة “يني شفق” التركية صباح اليوم تقريرا حول تأثيرات العقوبات الأمريكية وعواقبها على إيران، فيما يتعلق بوقف التعاملات النفطية، وتأثير ذلك على الاقتصاد والعملة الإيرانية، فضلا عن تأثر علاقات طهران بجيرانها في ظل الضغط الأمريكي لتخفيض المشتريات النفطية.
وقالت الصحيفة التركية في تقريرها، إن العقوبات الأمريكية على إيران لازالت عالقة في الهواء، موضحة أن أحدا لم يلتزم باستثناء كوريا الجنوبية بدعوة الرئيس الأمريكي ترامب، والذي طلب من رئيسها مون جيه، إنهاء تجارته النفطية مع إيران اعتبارا من شهر نوفمبر المقبل، في حين تواصل أكبر عملاء إيران في الصين واليابان والهند وتركيا وإسبانيا وإيطاليا وجنوب إفريقيا عمليات الشراء.
وأضافت الصحيفة، أن الحظر النفطي الذي لجأت إليه الولايات المتحدة كان له تأثير خطير على العملة الإيرانية، حيث وصلت إلى الحد الأدنى في تاريخ إيران، مقابل الدولار، والتوقعات أنها سوف تتدهور أكثر مع تخفيض الدول شرائها للنفط الإيراني قبل الرابع من نوفمبر المقبل، وهو التاريخ الذي يتعين فيه على الدول تخفيض مشترياتها إلى “الصفر”.
إقصاء الدولار
وجاءت أهم تحركات الدول الأخرى التي كانت إلى جانب الصفقة النووية، حيث وافقت إيران ودول (الصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والمملكة المتحدة) على إقصاء الدولار في معاملاتهم التجارية، وقد اتخذ هذا القرار المهم في اجتماع لوزراء خارجية الدول الخمس السابق ذكرها، التي كانت تتفاوض بشأن الصفقة النووية في فيينا في الأسبوع الماضي، بعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي.
وسردت الصحيفة مواقف الدول الغربية من القرارات الأمريكية، بدءا من الحكومة الصينية التي صممت على عدم شراء المنتجات النفطية من الولايات المتحدة ، التي أشعلت الحرب التجارية ضدها، وقررت إدارة بكين شراء النفط من إيران وغرب إفريقيا، كما تعتزم أساسا استيراد النفط من منطقة الشرق الأوسط، وتم الإعراب عن أن الولايات المتحدة قد درست تطبيق ضريبة جمركية إضافية على المنتجات البترولية المباعة إلى الصين.
إلى جانب الصين، تستورد منطقة الشرق الأقصى كمية كبيرة من النفط من إيران واليابان وكوريا الجنوبية، إذ لم تقرر اليابان بعد ما يجب القيام به، وتعتزم الشركات اليابانية مواصلة شحن النفط من إيران حتى سبتمبر، ويتوقع أن يتفاوض المسؤولون اليابانيون حتى أكتوبر للحصول على إعفاءات من الولايات المتحدة.
إيران وكوريا الجنوبية
الصحيفة ذكرت أيضا موقف كوريا الجنوبية، حيث كانت أول دولة وافقت على دعوة أمريكا لفرض عقوبات، أما الهند فقد أصبحت واحدة من الدول التي ستقيد استيراد النفط من إيران، من أجل تجنب العقوبات الأمريكية عليها، حيث عززت الولايات المتحدة من الإمدادات النفطية إلى نيودلهي لتقليل اعتمادها على واردات المحروقات من طهران وفنزويلا الخاضعتين لحزمة عقوبات اقتصادية أمريكية.
وأنهت الصحيفة تقريرها، بأن نصف واردات تركيا السنوية من النفط من إيران، إذ استوردت 11.5 مليون طن العام الماضي، وتلبي الصين واليابان وكوريا الجنوبية 10٪ من احتياجاتها من إيران، حيث تصدر إيران 2.5 مليار برميل من النفط يومياً، ويشكل النفط 80% من الصادرات الإيرانية، ويقع أكبر عملاء النفط الإيراني في آسيا، وتبيع الشركة 22% من مبيعاتها للصين و 14% إلى اليابان و 13% للهند و10% إلى كوريا الجنوبية.
أما موقع “خبر 7” التركي، فتناول العلاقات الإيرانية الروسية في ضوء العقوبات الأمريكية على طهران، إذ تأتي روسيا على رأس الدول التي تعارض العقوبات الأمريكية ضد إيران، وتعتقد إدارة طهران أن الشركات الروسية سوف تملأ المكان الذي تفرغه الشركات الغربية في إيران، ومن أجل ذلك شددت إدارة طهران علاقاتها مع روسيا.
وذكر الموقع أن علي ولايتي مستشار العلاقات الدولية للزعيم الإيراني علي خامنئي، أجرى اتصالات مهمة في موسكو في الأيام الأخيرة، والتي أسفرت عن ارتفاع حجم التجارة بين البلدين بنسبة 36 بالمئة في الأشهر الأربعة الأخيرة، ويهدف بوتين إلى زيادة حجم التجارة بين البلدين إلى 50 مليار دولار، وسيتم استثمار هذا المبلغ في حقول النفط والغاز، والنقل بالسكك الحديدية، وصلات السكك الحديدية بين الشمال والجنوب.
في حقل النفط، وصلت صفقة بقيمة 4 مليارات دولار مع إحدى الشركات الروسية، وبدأت المفاوضات باستثمار 10 مليارات دولار مع شركتي بتروليوم وغازبروم نفط الروسية.
خفض إنتاج إيران من النفط
صحيفة “الصباح” التركية، سلطت الضوء على إنخفاض إنتاج النفط الإيراني في ظل العقوبات الأمريكية إلى 22 ألف برميل في يونيو مقارنة بشهر مايو، بينما زادت المملكة العربية السعودية إنتاجها بمقدار 405 آلاف برميل.
ووفقا لتقرير سوق النفط الشهري لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، انخفض إنتاج إيران من النفط الشهر الماضي بمقدار 22700 برميل يومياً مقارنة بشهر مايو. إنتاج النفط في إيران في شهر مايو ، انخفض من 3 ملايين و822 ألف يوميا في يونيو إلى 3 ملايين 799 ألف.
وأضافت الصحيفة، أن الإنتاج الكلي للدول الأعضاء في منظمة أوبك، قد بلغ 33 مليونا و327 ألف برميل يوميا بزيادة 173 ألف برميل في يونيو، وقد حققت المملكة العربية السعودية أعلى إنتاج من دول أوبك بـ10 ملايين و420 ألف برميل، أما الدولة التي أنتجت أكبر كمية من النفط بعد الكويت فهى العراق حيث أنتج العراق 4 ملايين و533 ألف برميل من النفط يومياً في يونيو، وكانت السعودية قد أعلنت أنها سوف تملأ الفجوة في سوق النفط مع زيادة الإنتاج، موضحة أن إيران ستفرض عقوبات على صادرات النفط.