منذ إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خروج بلاده من، خطة العمل الشاملة المشتركة “الاتفاق النووي”، مساء الثلاثاء الثامن من مايو الماضي، ثم توقيعه حزمتين من العقوبات القاسية على أهم 7 قطاعات في الاقتصاد الإيراني، في أغسطس ونوفمبر الماضيين، يجري الحديث في الأوساط الأمريكية عن احتمالية لجوء الولايات المتحدة الأمريكية إلى الخيار العسكري كبديل لا يمكن تنحيته من على الطاولة، إذا فشلت سياسة العقوبات في ثني إيران عن سلوكها الإقليمي، خاصة أن مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون يضغط في هذا الاتجاه.
بولتون وحملة عسكرية على إيران
فقد أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، في تقرير لها نشرته من خلال موقعها الإلكتروني على الإنترنت، أن مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، طلب من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، تحضير خطة عسكرية لضرب إيران، وذلك ردًا على القصف المدفعي لسفارة واشنطن في العاصمة العراقية، بغداد.
ونقلت صحيفة “بگو آزاد” الإيرانية عن صحيفة وول ستريت جورنال أن وزارة الدفاع الأمريكية وافقت الشهر الفائت على طلب جون بولتون – مستشار الأمن القومى الأمريكي الجديد – لشن هجوم عسكري ضد إيران، كما ادعت أن وزير الخارجية الأمريكي لم يكن واضحًا في جوابه على رغبة بولتون.
تقرير الصحيفة
ووفقا للصحيفة، فإن البيت الأبيض درس في العام 2018 إمكانيات تنفيذ ضربات عسكرية ضد إيران، وزعم البنتاغون، أن مجموعات مسلحة مدعومة من إيران أطلقت في سبتمبر الماضي 3 قذائف في منطقة مفتوحة قرب سفارة واشنطن في بغداد، حيث سقطت القذائف في مناطق مفتوحة دون الإبلاغ عن إصابات.
صواريخ إيران في بغداد
وقد سقطت عدة صواريخ وقنابل على المنطقة الدبلوماسية ببغداد (المنطقة الخضراء) فى إثرها وقع انفجار بالقرب من السفارة الأمريكية، ووجهت أسهم الاتهام إلى ميلشيات شيعية تدعمها إيران.
وتكررت تلك الهجمات في مدينة البصرة، في إثرها دعا جون بولتون لرد فعل أمريكي صارم على تلك الهجمات، وفي ضوء مباحثاته طلب من البنتاغون – مقر وزارة الدفاع الأمريكي – شن هجوم عسكري على إيران – وتم تأييده فى هذا المطلب.
وقالت الصحفية الأمريكية الذائعة إن مسؤولين بوزارة الدفاع الأمريكية وافقوا على طلب بولتون، لكن للآن لا تتوافر أية معلومات عن تلك الخيارات الممكنة. وذكرت الصحيفة أن طلب مستشار الأمن القومي قُوبل بالاستغراب والدهشة من قبل المسؤولين في البنتاغون، بيد أنه تم الاستجابة لطلبه وتحضير خطة عسكرية للهجوم على إيران.
ولقد نقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة في الإدارة الأمريكية، قولهم: “لقد أثار طلب مستشار الأمن القومي لترامب مخاوف في وزارة الخارجية والدفاع. وقال مسؤول سابق في الإدارة الأمريكية في واشنطن: “لقد صُدِمَ الناس بالتأكيد من هذا الطلب”.
ترامب على رأس المباحثات
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان على رأس تلك المباحثات. وصرح مسؤول سابق في البيت الأبيض أن قلق مسؤولي الحكومة ينصب على ضرب النظام الإيراني بطريقة ما.
فى الوقت نفسه صرح جاريث ماركيز المتحدث باسم مجلس الأمن القومى الأمريكي بقوله: “إن هدف المجلس هو طرح عدة سياسات تعاونية وتقديم خيارات مختلفة للقيام برد الفعل المناسب والذي يتأتى مع الولايات المتحدة”.
كما أكد جاريث ماركيز أن الهجمات والأحداث المتوالية فى بغداد ومن ثم البصرة، تدخل ضمن مسؤوليات المجلس، من أجل توفير الخيارات المختلفة والتى تضمن أمن القوات الأمريكية وسلامتها، فضلا عن مصالح البلاد.
على هذا المنوال تعهد بولتون للرئيس دونالد ترامب بتزويده بمجموعة من الاستراتيجيات الدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية بخصوص مواجهة إيران. وقال موفاز الذي تولى وزارة الأمن: “أعرف جون بولتون منذ كان مندوبا للولايات المتحدة في الأمم المتحدة”. وأضاف: “لقد حاول أن يقنعني بأن إسرائيل بحاجة إلى مهاجمة إيران”.
وأشار إلى أنه يعتقد أن “فكرة الإقناع كانت سيئة”، مضيفا أنه “لا يرى أن هذا عملا حكيما ليس من جانب الأمريكيين فحسب، ولكن من أي شخص آخر، حتى يصبح هذا التهديد حقيقيا”، علما أن موفاز أبدى معارضته للاتفاق النووي مع إيران منذ البداية.
ـــــــ
تقرير نشرته وكالة “بگو آزاد” الإيرانية
نقلته من الفارسية للعربية شيماء مرسي