في الأيام القليلة الماضية، أصدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) تقريرًا سياسيًا جديدًا ضد جمهورية إيران الإسلامية، وفي الوقت نفسه أعرب مدير الوكالة رفائيل غروسي في بيان رسمي عن وجهة نظر جديدة مفادها أن مطالبه تجاه المواقع النووية الإيرانية هى مطالب الوكالة ولا علاقة لها بمطالب أمريكا.
اقرأ أيضا:
هنا يجب القول إن الوكالة أصبحت في وضع “غير موثوق”، فبدلا من إدانتها الهجمات غير القانونية على مواقع نووية إيرانية، طالبت الجمهورية الإسلامية بوضع معدات مراقبة في أماكن حدوث الهجمات.
هذا الطلب الذي لا أساس له وغير المنطقي يشير إلى أن الوكالة لا تدعم حقوق إيران ولكنها تدعم مطالب الأمريكيين والهجمات غير القانونية على إيران.
فإن كانت الوكالة ترغب في نيل المصداقية؛ يجب على الأقل أن تدين الهجوم على المواقع النووية الإيرانية وفاعليها، غير أنها لم تصدر حتى الآن أي بيان في تلك القضية، في حين أنه من الطبيعي أن تنبه تلك الوقائع إلى أن هناك قضية أمنية مهمة، خاصة عندما تقع مواقع نووية إيرانية تحت طائلة الهجوم.
وفقا لهذه المعطيات يتعين على إيران من الآن فصاعداً أن تحتفظ لنفسها بتلك المعلومات حتى لا تزيد الخصومة بينها وبين المجتمع الدولي، وأيضاً يجب على الجمهورية الإسلامية أن تعي أن تلك المؤسسة الدولية “غير جديرة بالثقة” لأن المعلومات التي وصلت لأعداء الشعب الإيراني كانت عن طريق الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والأحداث السابقة هى دليل في هذا الشأن.
إلى جانب ما سبق برهنت الاغتيالات التي حدث خلال السنوات الأخيرة في البلاد خاصة استشهاد علماء الذرة على أن تلك العمليات كانت بسبب تلك المعلومات التي تم تسريبها خارج إيران عن طريق الوكالة.
لهذا فإن تلك الوكالة الدولية “غير جديرة بالثقة” ولا يمكن الاعتماد عليها. لذلك عند أخذ “الأفعال المشينة” التي قامت بها الوكالة في إيران بعين الاعتبار لا يجب توقع أننا غير حذرين وأننا واقعون تحت ضغط الأمريكيين والوكالة.
اقرأ أيضا:
شيء آخر وهو أنه عندما أعلن المدير العام للوكالة أن هذا طلب الوكالة وليس طلب أمريكا تجب الإشارة إلى أنه لا يوجد أي فرق بين مطالب الوكالة ومطالب أمريكا.
وقد نشر موقع “ويكيليكس” من قبل مستندات في هذا الشأن، واستنادا على هذه المستندات فإن الأمين العام الأسبق للوكالة عندما أراد التصويت على قرار بخصوص إيران أعلن للأمريكيين قوله: “سأكون معكم في جميع القضايا”.
كما أن المدير الحالي لوكالة الطاقة الذرية هو موالي لأمريكا، ومطلبه في الاتجاه الجديد هو الشيء نفسه الذي ترغب به الولايات المتحدة الأمريكية، وإن أراد السيد غروسي الاستقلال فعليه ضمان الحقوق الإيرانية في الوكالة.
تشير كل القرائن على وجود صلة مباشرة بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية والولايات المتحدة الأمريكية، ولعل صمت الوكالة عن الهجوم على مواقع نووية إيرانية يشير إلى تابعية الوكالة للحكومة الأمريكية.
ــــــــــــــــــــــــــــ
مادة مترجمة عن صحيفة “جام جم” بعنوان “وابستگى آژانس به أمریکا” نشرها “محمد مرندي” المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الدولية، يوم 8 مهر 1400 هـ. ش، الموافق 30 سبتمبر 2021م.
نقلتها من الفارسية للعربية: سمر عبد الرحمن