حتى الآن لا يعلم أحد سبب معارضة البعض استيراد اللقاحات كلقاح فايزر إلى إيران، سوى أنه توجيه من المرشد الأعلى للثورة، ولعل السؤال الآن: لماذا هذا اللقاح العالمي الذي تمت الموافقه عليه من منظمة الصحة العالمية يواجه مشاكل وهواجس قبل دخوله إلى البلد؛ على الرغم من أهميته؟!
اقرأ أيضا:
من هذا المنطلق لا يمكن أن نغض الطرف عن دور الأشخاص المعارضين للقاح، والذين يجرون مقابلات سواء عبر شبكات العالم الافتراضي أو حتى مقابلات الخبراء مع وسائل الاعلام، فهؤلاء الأشخاص يؤثرون في فئة محدودة من الشعب تنجرف نحو الشائعات.
لا شك أن التجربة العالمية قد أثبتت للحركات المعارضة للقاح، أن هذا النوع من التفكير سيؤول إلى رفض كل اللقاحات. إلا أن دولتنا وباعتبارها الأكثر إنتاجية للقاحات على غرار لقاح فايزر مقارنة بالدول الأخرى، تلتزم فيها هيئة الإذاعة والتلفزيون، والتي تعد وسيلة إعلام وطنية ذات دور فى توعية الرأي العام، الصمت في هذا الجانب.
ولهذا يتعين على هيئة الإذاعة والتلفزيون دعوة المعارضين والمؤيدين إلى اختبار كل اللقاحات الواردة للبلاد وفق الشروط المتبعة. وحتى يتسنى للشعب اتخاذ قرارت في ظل ظروف واضحة وأكثر شفافية، في هذا الصدد.
اقرأ أيضا:
لسوء الحظ يوجد خلاف بين نهجي الطب الإسلامي والطب التقليدي من ناحية والطب الحديث من ناحية أخرى بخصوص فاعلية اللقاحات، ولعل هذا ما يجعلنا لا ننكر أي دواء طبي، ولكن لا يمكن قول أسماء وإقحام مقدسات دينية لنشر فكر معين تجاه هذا الموضوع في المجتمع فهو أمر غير أخلاقي بالمرة.
بعض من الحالات تتحسن بعد تلقي اللقاح المضاد لكورونا والبعض الآخر لا، فقد أثبت الطب التقليدي أن فردا من كل ١٠ أشخاص يتحسن بالعلاج وحده، فاللقاح مكمل للعلاج والوقاية ويمكن أن يكون مفيدًا بشرط أن يكون جيدًا ويتخذ النهج العلمي الصحيح، ومن ضمن الشروط إثبات فعالية العلاج وسلامة الأدوية وتدخلاتها.
في حين أن بعض الحالات التي تحسنت تقول إنها تناولت عقارًا ولم تصب بكورونا، وأخرى تقول إنها تناولت هذا العقار وتحسنت، وآخرون يضخمون الأمر ويقولون إنهم تناولوا هذا العقار قرابة العشر مرات ولم يشفوا. من هذا المنحى يمكن للطب التقليدي أن يساعد كمكمل في العلاج والوقاية بشرط أن يستوفي الشروط، ويتبع النهج العلمي الصحيح، علاوة على إثبات سلامة وفاعلية عقاقيره وتدخلاتها.
هنا يمكن القول إنه لا يوجد أي دولة في العالم استطاعت أن تُطعم ١٠٠% من شعبها، ويوجد في قائمة الانتظار نحو ٨٥ مليون شخص إيراني ليس من المتوقع تلقيحهم بالكامل، ولكننا بصدد إقناع المجتمع بتلقي اللقاح مجانا، وبذل جَهد أكبر لتوفيره. ليكون أكثر من كونه موضع قبول.
ولعل السؤال الذي يطرحه الناس اليوم بخصوص عدم فعالية اللقاح من وجهة نظرهم، هو أنه لماذا لا يؤثر اللقاح في تقليل أعدد الوفيات؟! أحد أسباب السؤال أن بعضا من أولئك الذين تلقوا اللقاح لم يتم اختيارهم بشكل صحيح والبعض الآخر أهمل توجيهه لتلقي اللقاح، وفئات تم تشخيصها بشكل خاطئ مع زيادة معدل التطعيمات، فربع السكان ما يزالون معرضين لمخاطر عالية بسبب عدم تطعيمهم؛ لذلك عدد الوفيات بالمقارنة مع عدد المتعافين ما يزال مرتفعا.
اقرأ أيضا:
ــــــــــــــــــــــــ
مادة مترجمة عن صحيفة “آرمان ملي” بعنوان “نقش واکسنهراسی، در لغو واردات فایزر” نشرها، “حميد سوري“، أخصائي الوبائيات وعضو المقر الوطني لمكافحة كورونا، یوم الخميس 8 مهر 1400 هـ. ش، الموافق 30 سبتمبر 2021م.
نقلتها من الفارسية إلى العربية: شروق شاهين.