توالت ردود الفعل الإيرانية عقب اغتيال أبرز علماء البرنامج النووي الإيراني محسن فخري زادة يوم الجمعة 27 نوفمبر، بعد نحو 11 شهرا على اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني “قاسم سليماني”[1]، وفيما يلي عرض لأهم أصداء تلك الواقعة في صحافة إيران الصادر يوم السبت 28 نوفمبر وعلى لسان قادتها.
ردود فعل متوالية
من جانبها أكدت وكالة أنباء “فارس” التابعة شبه رسميا للحرس الثوري الإيراني أن عناصر مسلحة هاجمت سيارة العالم النووي “محسن فخري زادة” رئيس مؤسسة الأبحاث والإبداع بوزارة الدفاع عند مدخل منطقة آبسرد دماوند شمال شرقي طهران، وفي أثناء الاشتباك بين فريقه الأمني والعناصر المسلحة أصيب محسن فخرى زادة بجروح خطيرة أسفرت عن موته[2] ولم تلبث إيران حتى سارعت واتهمت اسرائيل رسميا بضلوعها في المسألة.
وقال محسن رضائي الأمين العام لمجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني: “سنسقط مرتكبي حادثة اغتيال فخري زادة عن عرش السلطة.. إن انتفاضة ثورتنا ستنتقم وستسقط كل من سكنة الكهوف مجرمي العصر ومن مرتكبي وآمري هذه الجريمة”.[3]
وتوعد رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة اللواء محمد باقرى المتورطين في عملية اغتيال محسن فخرى زاده “برد قاس”.
روحاني يتهم إسرائيل
في صباح السبت اتهم الرئيس الإيراني حسن روحاني، صراحة إسرائيل بضلوعها في العملية وأكد أن اغتيال فخرى زادة لن يبطئ مسار إيران النووي، و”أن شعبه أذكى من أن يقع في فخ النظام الصهيوني”. ووصف عملية الاغتيال بأنها “قتل وحشي” تعكس الوقت العصيب الذي يمر به من وصفهم بأعداء إيران، ولفت إلى أن هذه الأسابيع مهمة لتحقيق أقصى استفادة لهم، وتوعد برد بلاده على حادثة الاغتيال ولكن في الوقت المناسب.[4]
في غضون ذلك أنذر مستشار الشؤون الدفاعية للمرشد، العميد حسين دهقان، مرتكبي حادثة الاغتيال بأن عقاب إيران سينزل عليهم كالصاعقة.
ونوه محسن عبد اللهي أستاذ القانون الدولي بجامعة شهيد بهشتي، ورئيس لجنة القانون الدولي التابعة لمجمع تشخيص مصلحة النظام إلى أن اغتيال محسن فخري زادة ما هو إلا مؤامرة دولية معقدة لها أهداف عدة تتمثل في: استفزاز إيران لبدء حرب إقليمية، وتثبيط دولي لتفاوض إيران مع الحكومة الأمريكية الجديدة، وبالتالي رفع العقوبات، بالإضافة إلى تعميق الفجوات السياسية في الداخل الإيراني، فضلا عن كشف تهتك الأمن الداخلي ومنه الإضرار بمكانة إيران الأمنية.
علاوة على هذا فقد أدانت محافظة خرسان رضوى الهجوم المسلح على العالم النووي الإيراني محسن فخرى زادة واصفة إياه بالوجه الآخر لعلامات ضعف وعجز “الأعداء إزاء بطش الأمة الإيرانية العظيمة”.[5]
وأدان علي أکبر ولایتي مستشار المرشد الإیراني للشؤون الدولية الهجوم الذی قتل فيه محسن فخری زادة، متوعدًا من وصفهم بـ”المتورطين المرئيين والمتوارين” في حادثة الاغتيال بانتقام الأمة الإيرانية.[6]
في حين كتب المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور، عباس علي كدخدائي، في تغريدة عبر تويتر: أن اغتيال فخرى زادة وعلماء نوويون آخرين على يد من قال إنهم “عناصر إجرامية صهيونية” يتطلب ردا حاسما وسريعا.
خامنئي يقطع بالرد
أما المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي فقد نعى فخري زاده وقال إنه “استشهد على أيدي مرتزقة مجرمين”. وشدد على قطعية معاقبة مرتكبي واقعة اغتياله مع استمرارية جهوده العلمية.
كما طالب كل المعنيين في البلاد بأهمية طرح موضوعين مهميين على جدول الأعمال وهما: تتبع هذه الجريمة وإنزال عقاب حاسم على مرتكبيها وقادتها، ومتابعة الجهود العلمية والتقنية للزادة في كل المجالات التي عمل فيها.
أبرز عناوين الصحف الإيرانية
نشرت صحيفة خراسان الأصولية في افتتاحية عددها اليوم عنوانا: “إرهاب معادٍ لتقدم إيران”.
أما صحیفة جام جم التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون فعنونت: “عودة إلى نوفمبر 2010″، في إشارة إلى الذكرى السنوية لاغتيال الدكتور مجيد شهرياري.
أما مانشيت صحيفة “شروع” الإيرانية فكان: “سنجعل قتلة الشهيد فخري يندمون”.
وكتبت صحيفة “حمايت” التابعة للسلطة القضائية: “الشعب ينتظر الانتقام”.
أما افتتاحية صحيفة كيهان الأصولية فكانت: “العين بالعين، وعلى الصهاينة الانتظار”.
وعنونت صحيفة وطن امروز الصفحة الأولى: “إن لم نضرب سيضربون”
وجاء مانشيت صحيفة جملة: “اغتيال رجل البرنامج النووي الإيراني والعقيد باقرى يتوعد مرتكبي واقعة الاغتيال بانتقام شديد”.
وعنونت صحيفة صبح امروز خراسان رضوي الإصلاحية: “تورط إسرائيل في واقعة اغتيال علماء إيران.. استشهاد كبار علماء البرنامج النووي والصاروخي في إيران”.
وأفردت صحيفة “سياست روز” الأصولية صفحتها الأولى لعنوان: “استشهاد رئيس منظمة التحقيقات والإبداع في وزارة الدفاع جراء حادث إرهابي”.
وكتبت صحيفة تجارت في افتتاحيتها: “استشهاد العالم النووي الإيراني على خلفية عملية إرهابية”.
ـــــــــــــــ
[1] اغتيل فجر جمعة الثالث من يناير للعام الجاري في غارة جوية أمريكية قرب مطار بغداد.
[2] جزئيات ترور شهيد فخري زاده در آبسرد دماوند، خبرگزاری فارس، 07 آذر 1399-20:14، لینک خبر انلاین: https://bit.ly/3mlRudS
[3][3] عاملان شهادت فخري زاده را از سرير قدرت به زير مى كشيم، خبرگزاری فارس، 07 آذر 1399- 22:38، لينك خبر انلاين: https://www.ilna.news/fa/tiny/news-1002121
[4] روحاني: پاسخ ترور شهید فخری زاده را به موقع می دهیم، خبرگذاری 24 رویداد، 08 آذر 1399-11:16، لینک خبر انلاین: https://bit.ly/37exXFH
[5] ترور شهيد فخرى زاده نشانه ضعف واستيصال مستكبران دربرابر اقتدار ملت ايران است، خبرگزاری ایلنا، 07 آذر 1399- 20:58، لینک خبر انلاین: https://www.ilna.news/fa/tiny/news-1002082
[6] مسببان پیدا وپنهان ترور شهید فخری زاده در انتظار انتقام ملت ایران باشند، خبرگزاری ایلنا، 07 آذر 1399 – 22:15، لینک خبر انلاین: https://www.ilna.news/fa/tiny/news-1002110