أقل من أربع وعشرين ساعة على بدء تحرك الجيش في السودان لتصحيح المسار، واعتقال المسؤولين الحكوميين، بينما تعرض قادة الجيش لسيل من الانتقادات الدولية بسبب تحول العديد من المدن إلى مسرحٍ للاشتباكات الدامية بين المتظاهرين وقوات الجيش، ولفت صمت إسرائيل الواضح، الانتباه إلى توجهات كثيرة لدور الصهاينة في أعمال الشغب الواقعة في الخرطوم.
اقرأ أيضا:
بحسب “رويترز”، أسفرت الاشتباكات عن مصرع سبعة وإصابة أكثر من مئة وأربعين – بحسب ما ذكرته وزارة الصحة السودانية – وانقطاع خطوط الهواتف والإنترنت عن الكثير من المناطق، وذلك بعد ساعات من وقوعها بسبب تصريح “عبد الفتاح البرهان”، رئيس المجلس الانتقالي بشأن حل المجلس، واعتقال مسؤولين حكوميين وإعلان حالة الطوارئ.
ربما يتحول الوضع في السودان إلى أزمة في القريب العاجل، لدرجة القول إنه لا يُستبعد عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن خلف الأبواب المغلقة؛ لبحث تطورات الموقف.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض “كارين جون بيير”، في أول ردة فعل أمريكية على تلك التطورات: “نحن لا نؤيد الأعمال العسكرية، ونأمل في إطلاق سراح رئيس الوزراء والمسؤولين الآخرين في أسرع وقت ممكن”.
كما أدان وزير الخارجية الأمريكي “أنتوني بلينكين”، تحرك الجيش قائلًا: “إن أمريكا تدين وبشدة تصرفات الجيش السوداني، وتدعو إلى تسوية فورية للوضع”.
اقرأ أيضا:
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة “أنتونيو جوتريس”، عن قلقه إزاء الأحداث في السودان قائلًا: “نحن لا نؤيد التحرك العسكري في السودان، ولابد من إطلاق سراح رئيس الوزراء السوداني “حمودك” والمسؤولين الآخرين في أسرع وقت ممكن.
في الوقت نفسه، وطبقًا لوكالة “فرانس برس”، انتقد وزير الخارجية الروسي “سرجي لافروف” ضعف الحكومة الانتقالية، محذرًا من التدخل الأجنبي في البلاد قائلًا: “إن وجهات النظر الروسية تتضارب مع الآراء الأمريكية وبقية الدول الفاعلة على المستوى الدولي بشأن الأحداث الأخيرة في السودان، فروسيا لديها مصالح مهمة في السودان”.
لمّا كان رئيس الوزراء السوداني هو حجر العثرة الوحيد في دفع اتفاق تطبيع العلاقات مع إسرائيل، فعلى ما يبدو أن الصهاينة يعيشون حالة من الرضا بخصوص الوضع في السودان من دون التعليق رسميًا على الأحداث الأخيرة. ووصل الأمر إلى حديث بعض وسائل الإعلام العبرية عن جهود الصهاينة وراء الكواليس لتنفيذ هذا التحرك العسكري من قبل الجيش.
بالنسبة لانتقاد الولايات المتحدة، فقد أثار تهديد الأخيرة بإلغاء سبعمئة مليون دولار من مساعداتها للسودان، غضب المسؤولين في الكيان الصهيوني مع الأخذ في الاعتبار أن حكومة “جو بايدن”، تعد أحد الروابط في اتفاقية تطبيع السودان مع إسرائيل.
وطبقًا لصحيفة “إسرائيل هيوم”، فقد صرّح أحد مسؤولي النظام الصهيوني في مقابلة له مع ذات الصحيفة بقوله: “إذا ما أرادت أمريكا الانحياز لأحد بعينه، فلن يكون هذا الشخص رئيس وزراء السودان المعتقل. مثلما ينبغي على إسرائيل دعم الجيش والجنرال عبد الفتاح برهان”.
وذكرت الصحيفة أن هذا التحرك العسكري كان أمرًا طبيعيًا نتيجة للخلافات بين رئيس الوزراء والجيش التي استمرت لأعوام، وكان من الواضح أنه سوف يصل إلى هذه النقطة عاجلًا أم آجلٍ، وأن السودان لم يذق طعم الديمقراطية.
على أية حال، لو أرادت أمريكا أن يكون لها خيار، فسوف يكون “برهان” أكثر فاعلية – من دون شك – في تعزيز مصالح الولايات المتحدة وإسرائيل.
اقرأ أيضا:
من ناحية أخرى، فإن “البرهان” قائد قوي، ويمكنه ــ على الأرجح ــ تحقيق الاستقرار في السودان، وهو العامل الأهم في المنطقة، بعد الأحداث الأخيرة.
تم طرح هذا الأمر من قِبل إسرائيل في الوقت الراهن، وهو أن السودان ضمن الدول التي تجلس على طاولة المفاوضات من أجل الموافقة على التطبيع مع إسرائيل لكنها وعلى عكس الثلاث دول الأخرى لم تقم إلى الآن بخطوة رسمية من أجل افتتاح السفارة الإسرائيلية في الخرطوم.
ــــــــــــــــــــــــــ
مادة مترجمة عن صحيفة: “ايران”، بعنوان: “فرضیه توطئه «تلآویو» در تحولات سودان“، نشرتها: “زهره صفارى”، يوم چهارشنبه ۵ آبان ۱۴۰۰، الموافق الأربعاء 27 أكتوبر 2021.