شنت إسرائيل حربا على إيران فجر الجمعة 13 يونيو 2025 تفوق كونها مجرد حملات عسكرية أو ضربات محدودة مستهدفة مواقع في العاصمة الإيرانية وعدد كبير من المدن، وأسفرت هجماتها التي عرفت باسم “الأسد الصاعد” عن استهداف البرنامج النووي الإيراني وأصول عسكرية واستهداف قادة كبار في المنظومة العسكرية الإيرانية.
النتائج المبدئية للحرب على إيران
أدت العمليات في التقييم المبدئي إلى اغتيال قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، ورئيس الأركان الإيراني محمد باقري، وقادة كبار آخرين في الحرس الثوري وعلماء ذرة كبار.
اقرأ أيضا:
يمكن القول إن هذه الحرب تنقسم حتى الآن إلى 3 مستويات متزامنة وهي:
ــ المشروع النوويز
ــ تدمير منصات إطلاق الصواريخ
ــ القضاء على كبار مسؤولي النظام بمن فيهم القادة والعلماء.
يعني ذلك أن إسرائيل أرادت إحداث خلل بالغ في منظومة القيادة الإيرانية، تمهيدا لشن المزيد من الضربات الموسعة التي تطال رأس النظام نفسه، بمعنى أن هذه الحرب لا تستهدف تقويض البرنامج النووي بل تستهدف القضاء التدريجي على النظام مع توقعات باستهداف المرشد الإيراني على خامنئي.
اقرأ أيضا:
وتشير نجاحات إسرائيل هذه المرة في الوصول السهل إلى قلب طهران وقلب المدن المركزية في الهضبة الفارسية التي طالما تحصنت تاريخيا ضد العدوان الخارجي إلى أن تل أبيب لديها القدرة الراهنة على استهداف المرشد علي خامنئي نفسه وإحداث أكبر الخسائر السريعة والمؤثرة للغاية بالنظام.
ما سبق يؤدي حتميا إلى أن إيران أولا تعرضت لخداع إستراتيجي بالغ من كل الأطراف الدولية وعلى رأسها أمريكا والترويكا الأوروبية (فرنسا ــ بلريطانيا ــ ألمانيا) التي نبذت إعلاميا اللجوء إلى الحل العسكري لحل المعضلة الإيرانية كما أنه يشير إلى ضعف بنيوي وهيكلي في منظومة الأمن الوقائي لدى إيران لا يمكن التعبير عنه بالكلمات.
معضلة الداخل الإيراني أو معجزته
هنا يمكن التذكير بأنه في عهد أوباما رفضت أمريكا توجيه أي ضربة لإيران لإدراك أوباما أن أي عمل عسكري سيترجمه الشعب الإيراني على أنه عدوان على الأمة الإيرانية، وليس مجرد استهداف للنظام السياسي.
اقرأ أيضا:
واليوم الجمعة بعد أن شنت تل أبيب حربها على طهران أدرك الشعب الإيراني والنخب الثقافية والمجتمعية أن العمليات تستهدف مقدرات الأمة والدولة، وليس مقدرات نظام ولاية الفقيه، بمعنى أن حرب إسرائيل التدميرية على قدرات إيران النووية والصاروخية معناها كسر إرادة الأمة وكسر عنقها وإذلالها سيكولوجيا لعقود طويلة، وبالتالي التحكم في ثرواتها تماما كما حدث في عهود ما قبل مصدق وما بعده حتى نشوب الثورة الإسلامية لعام ١٩٧٩م.
لذلك سارع عدد من السياسيين والشبان إلى تدشين هاشتاج #پاینده_ایران ومعناه “تحيا إيران”، فضلا عن هاشتاج #بمب_اتم_مطالبه_ملی ومعناه “القنبلة الذرية مطلب قومي”.
إن معضلة الأمة الإيرانية الآن أو معجزتها هو التفافها حول النظام السياسي حتى لو لم يكن هناك إجماع عليه، وما رصدته شخصيا منذ الثالثة فجرا وحتى الآن هو:
ــ المطالبة بوقف التفاوض مع أمريكا.
ــ نبذ سلوك الإصلاحيين المتمسكين بالتفاوض.
ــ الإعلان عن التجربة النووية.
ــ الرد المزلزل على إسرائيل.
خاتمة
وفق الصورة الراهنة حتى اللحظة فإنه من المؤكد أن إيران سترد على تلك الحرب الإسرائيلية بعمليات صاروخية ومسيرات، لكن لو لم تقم إيران باتخاذ القرار السياسي والإعلان عن الامتلاك النووي والقيام بعمليات حقيقية مماثلة تماما في قلب تل أبيب واغتيال قادة في قلب النظام، فهذا يعني سماح إيران لإسرائيل باستمرار حملاتها على إيران، وبالتالي إسقاط النظام كليا وإخضاعه عسكريا تماما كما حدث في حالات الغزو البري التي تعرضت لها إيران على مدى تاريخها الحديث المفعم بالانكسارات العسكرية أمام القوى الخارجية.
🛑 للانضمام إلى النشرة البريدية للمنتدى على واتساب من خلال الرابط التالي:
https://chat.whatsapp.com/HRhAtd7IrydFFx6i1zSI7S
🛑 رابط قناة الدكتور محمد محسن أبو النور على تليجرام:
https://t.me/iran_with_egyptian_eyes