علاقات تجارية وسياسية ودبلوماسية وبعض المصالح المشتركة تجمع كلاً من إيران وتركيا في المنطقة، فقد اشترك البلدان في دعم أذربيجان في حربها مع أرمينيا، لكنهما يختلفان في الملف السوري لدرجة التباعد والتنافر وتضارب المصالح.
فمن يراقب النشاط السياسي والأمني للدولتين في المنطقة، سيتضح له وجود تنافس محموم بينهما، لم يتم تسليط الضوء عليه، إذ يعتبر البعض أن هناك نيةً لدى الجانبين في اقتسام الزعامة والنفوذ في العالم الإسلامي.
التطورات الجديدة عكست آفاقاً جديدة للعلاقة بين طهران وأنقرة، على رغم من حذر كل عاصمة من الأخرى، ومعرفتها بأن الصداقة التي تجمعهما هي شر لا بد منه.
في هذا السياق أعلنت السلطات التركية، القبض على 14 شخصاً للاشتباه في تعاونهم مع المخابرات الإيرانية لتنفيذ خطط لاختطاف معارضين إيرانيين من تركيا، إذ أطلق جهاز المخابرات والأمن التركيان عملية، أسفرت عن توقيف إيرانيين اثنين و12 تركياً، وتم إحالتهم إلى السلطات القضائية.
اقرأ أيضا:
وذكرت مصادر أمنية أن إحسان صاغلام، صاحب شركة الدفاع “باي صاغلام”By Sağlam” والمواطن الإيراني الذي يعمل لديه، مرتضى سلطان سنجاري، كانا يسعيان لاختطاف معارضين إيرانيين من تركيا، وتلقى صاغلام وسنجاري تعليمات من سيد مهدي حسيني وعلي قهرماني حجي أباد، اللذين يعملان لصالح المخابرات الإيرانية.
وحصل صاغلام وفريقه على 150 ألف دولار على فترات متقطعة مقابل اختطاف معارضين إيرانيين، وتعهد مسؤولي المخابرات الإيرانية بدفع مبلغ مقابل شخصيات أخرى يُخطط لاختطافها.
ونتيجة للأنشطة الاستخباراتية تقرر بدء الخطة بنقل المخابرات الإيرانية أسماء الأشخاص المراد اختطافهم إلى صاغلام وسنجاري، وفي المرحلة التالية تم تحديد منطقة إقامة المراد اختطافهم، حيث التقى صاغلام وسنجاري بهم وكسبوا ثقتهم، بحسب وسائل إعلام تركية.
اقرأ أيضا:
وكشفت المعلومات أن المعارض برتبة عقيد يعقوب حافظ، المقيم بول اية دنيزلي التركية، والذي خدم في الجيش الإيراني ضمن الأشخاص المراد اختطافهم، واتضح أن صاغلام قام بتعذيب المهرب الذي نقل حافظ إلى تركيا من أجل الوصول إلى الأخير.
أظهرت المعلومات أن سيد مهدي حسيني، الذي يعمل لصالح المخابرات الإيرانية أصدر تعليمات لإحسان صاغلام وسنجاري لاختطاف “م. ر” – الذي هرب إلى تركيا أثناء خدمته في البحرية الإيرانية – ونقله إلى إيران مقابل مليون دولار.
هذه التطورات ستأخذ العلاقات الإيرانية – التركية إلى مستوى آخر، يمكن توصيفه بأنه تنافس استخباري، قد ينعكس على العلاقات السياسية بين البلدين، كما أن وجود معارضين إيرانيين مطلوبين على الأراضي التركية، يعني بأن أنقرة تعمل على تشكيل أوراق ضغط لترميها بوجه طهران عندما تحين الحاجة.
ــــــــــــــــــــــــــ
مادة تنشر بالتزامن مع “رياليست” الروسية، طبقا لبروتوكول تعاون مشترك مع “المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية ـ أفايب”.