تناولت الصحف العربية الصادرة صباح اليوم الأحد، تطورات الأحداث المتعلقة بالملفات الإيرانية بالمنطقة، والحراك الدولي بشأن التواجد الإيراني في سوريا، ومحاولات التصدي لأنشطتها الصاروخية والتوسعية، وعرّجت على قمة هلسنكي المرتقبة بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين.
جعجعة بلا طحن
تقول جريدة الرياض السعودية: “إن النظام الإيراني بات مرادفاً للازدواجية والارتباك، ففي الوقت الذي يرفض خلاله التخلي عن برامجه النووية والباليستية والتدخلات الخارجية المزعزعة للاستقرار بالمنطقة، يرفض أيضاً التوافق الدولي على فرض عقوبات اقتصادية عليه، بممارسة التصريحات البكائية والمظلومية تارة، والتهديدات الهجومية تارة أخرى”.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها أعده مدير مكتبها من القاهرة، محمد عبد الواحد: “حالة الارتباك التي يمر بها النظام الإيراني دفعت الرئيس الإيراني حسن روحاني في أثناء زيارته لسويسرا، للتهديد بغلق مضيق هرمز أمام شحنات النفط من الدول المجاورة، إذا تم منع بلاده من تصدير النفط، ما يشير إلى تهديد حركة الملاحة البحرية العالمية وسوق النفط الدولية، وهو التصريح ذاته الذي لاقى قبولاً من الحرس الثوري الإيراني، إلا أنه سرعان ما تدارك النظام خطورة التهديد وعدم مسؤوليته، بعد الرد السريع من قبل المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية، الذي أكد خلاله “أن القوات الأمريكية وحلفاءها الإقليميين مستعدون لضمان حرية وتداول التجارة الحرية وفقاً للقانون الدولي”، ليعود بعدها رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني حشمت الله فلاحت بشه ليقول: “إن إيران لا يمكنها إغلاق مضيق هرمز”.
وتابع: “العقوبات الأميركية على إيران، تمثل مأزقاً كبيراً للنظام الإيراني، بسبب معاناته في الوقت الراهن من أسوأ حالاته السياسية والاقتصادية، ففي حالة فرض عقوبات تقضي بخفض تصدير النفط الإيراني سيؤدي ذلك إلى نقص شديد في العملات الأجنبية الواردة إلى إيران، ما سيزيد من انهيار العملة المحلية «التومان»، في الوقت الذي يبلغ خلاله سعر الدولار الواحد أكثر من تسعة آلاف تومان إيراني، كما ستزداد نسبة التضخم التي تبلغ حالياً مستوى قياسياً وهو 54%، ما يعد هاجسا كبيرا يشغل النظام في الوقت الذي يرتبط خلاله بإنفاقات خارجية على دعم الميليشيات الإرهابية في اليمن وسورية والعراق ولبنان بمليارات الدولارات”.
واستطرد: “ما يعزز من تأثير العقوبات الاقتصادية هو إعلان كبرى الشركات الأوروبية مثل “توتال”، و”ميرسك” عن ابتعادهما عن السوق الإيرانية في الأسابيع الأخيرة، وفي وقت سابق، أعلنت شركات “بيجو” لصناعة السيارات، و”سيمنز” الإلكترونية، و”إيرباص” لصناعة الطائرات، و”جنرال إليكتريك”، و”بوينغ ولوك”، و”أويل”، و”داور كوريوريشن”، وقف التعامل مع السوق الإيرانية”.
صفقة هلسنكي
وتطرقت الجريدة إلى القمة الأمريكية الروسية في العاصمة الفنلندية، هلسنكي بين الزعيم الأمريكي دونالد ترمب، والزعيم الروسي فلاديمير بوتين، لافتا إلى أنها هي العاصمة ذاتها التي اشتهرت بلقاءات تاريخية جمعت زعماء البلدين في فترة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق، وفي فترة ما بعد الحرب الباردة، فيما يتعلق بالبعد العالمي والدولي للعلاقات الأمريكية ـ الروسية.
ويرى محمد أن ترمب يعول على انتزاع ما يمكن أن ينتزعه فيما يتعلق بموقف الرئيس بوتين من مستقبل الوجود الإيراني في سورية، والعقوبات على النظام الإيراني.
وأضاف أن: “الملف السوري هو الأبرز كي يتصدر طاولة المفاوضات بسبب التركيز الأمريكي على هدف إخراج إيران من سورية، بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، ووضع واشنطن موعد شهر نوفمبر كموعد لإيقاف تصدير النفط الإيراني للخارج.
وتابع: “من الممكن أن تطلب واشنطن من موسكو استغلال نفوذها في سورية للحيلولة دون توسع الوجود الإيراني أكثر مما هو عليه الآن. وقد يحدث ذلك في شكل استخدام موسكو نفوذها لمنع بناء قواعد إيرانية جديدة، أو بالتدخل لمنع القوات الإيرانية وميليشيات حزب الله من التقدم في المناطق التي تتقدم فيها قوات النظام السوري في الجنوب. وهو ما يهيّئ الوضع للولايات المتحدة وحلفائها للتعامل مع الدور الإيراني في سورية بعد أن تكون قد ضمنت تضييق الخناق على الحرس الثوري هناك وضمنت عدم تقدمهم إلى أية مناطق جديدة”.
وأردف بالقول: “قد تكون تلك التفاهمات مقدمة لتفاهمات أكبر وأشمل من المحتمل أن تمثل الإطار العام لترتيبات الوضع فيما بعد انسحاب القوات الأمريكية من سورية في نوفمبر القادم. حيث تخشى واشنطن من أن يتكرر الخطأ الذي ارتكبته إدارة أوباما في أثناء انسحابها من العراق، والذي أدى إلى تغول الدور الإيراني في بلاد الرافدين. ولضمان عدم حدوث ذلك الخطأ، قد يركز الرئيس الأمريكي على تقريب وجهات نظر إدارته مع الرئيس الروسي بخصوص طهران بشكل عام وبخصوص أدوارها في سورية والعراق بشكل خاص”.
العراق تقاوم المصير السوري
في جريدة عكاظ السعودية نطالع تقريرا لهاني الظاهري يقول فيه: “لا أحد في العالم العربي اليوم يرغب في أن ينزلق العراق إلى المصير الذي انزلقت إليه سوريا، فعراق عربي موحد قوي عون لمحيطه العربي خير من كانتونات متناحرة تصدر الدمار للعالم، لكن هناك قوى متربصة يهمها تفكيك العراق والتهام نفطه وأراضيه وعلى رأسها جارة السوء إيران ونظامها الكهنوتي المجنون الذي يحلم بالاستيلاء على الجنوب العراقي لاعتبارات طائفية وخزعبلاتية”.
وأضاف: “قد نرى خلال الأسابيع القادمة (إن تصاعدت حدة الانتفاضة العراقية) تدخلاً عسكرياً أو مليشياوياً إيرانياً بحجة حماية المراقد المقدسة، كما كانت حجة مخابيل طهران عند بداية تدخلهم في النزاع السوري، وهذا ما يجب أن تتكاتف الجهود الدولية لمنعه بدءاً من اليوم عبر الضغط على الحكومة العراقية للاستجابة لمطالب المحتجين وقطع الطريق على الإيرانيين”.
وتابع قائلا: “كما يجب أن لا تغفل الحكومات العربية أهمية الملف العراقي وضرورة العمل مع العراقيين على حل هذه الأزمة بحكمة وبأسرع وقت، فقد جرب العرب أن يتجاهلوا الملف العراقي سابقاً وكانت النتيجة أن ملأ الإيرانيون الفراغ، وهذا برأي جميع العقلاء أمر لا ينبغي أن يتكرر”.
إيران باتت تحترم أمريكا
وتطرقت جريدة البيان الإماراتية إلى تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي أكد خلاله أن إيران باتت تتعامل مع الولايات المتحدة بقدر أكبر بكثير من الاحترام مما كان عليه الحال في السابق، بعدما شعرت بألم كبير، متوقعاً تواصلاً بين الطرفين سيؤدي لاتفاق ما.
وأضاف ترامب وفقا للصحيفة: “إيران ستتصل بي في وقت ما وتطلب التوصل لاتفاق وسنفعل ذلك”. وتابع متحدثاً عن الإيرانيين: “أعلم أن لديهم الكثير من المشكلات وأن اقتصادهم ينهار. إنهم يشعرون بألم كبير الآن”.
إرهاب أذرع إيران
وتناولت صحيفة الاتحاد الإماراتية تصريح الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، والذي قال خلاله: “إن قوى التطرف والإرهاب تمثل الوجه الآخر لأذرع إيران في المنطقة إلى جانب ميليشيات الحوثي الإنقلابية”.
ونقلت الصحيفة عن هادي قوله في اجتماع ضم قيادة المنطقة العسكرية الأولى والسلطات التنفيذية بمحافظة حضرموت: “إن توحيد الصف والجهود أساس في مكافحة الظواهر الدخيلة ومحاربة هذه القوى الإجرامية في المنطقة، والاستقرار المنشود كفيل بعودة عجلة التنمية لتلامس احتياجات المواطن في تذليل سبل معيشته وتوفير متطلباته.
المجتمع الدولي مقتنع بردع إيران
كما أبرزت جريدة الاتحاد تقريرا لمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، يشير إلى أن قناعات المجتمع الدولي تتزايد يوماً بعد الآخر بضرورة التصدي لأنشطة إيران المهددة لأمن واستقرار المنطقة والعالم.
وأضاف التقرير: “إن قمة حلف شمال الأطلسي التي انعقدت في بروكسل مؤخراً عبرت عن القلق من الأنشطة المزعزعة للاستقرار التي تقوم بها طهران في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة الاختبارات الصاروخية المكثفة التي تجريها ومن مداها ودقتها في الوقت الذي وجهت فيه العديد من الدول الأوروبية فرنسا وألمانيا والنمسا وألمانيا، انتقادات حادة لإيران على خلفية تورطها في محاولة تفجير مؤتمر المعارضة الإيرانية الأخير في باريس”.