تضمنت القمة الروسية ـ الإسرائيلية التي عقدت في مدينة سوتشي أول من أمس الجمعة بين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وبين نفتالي بينيت، رئيس وزراء إسرائيل، سلسلة من القضايا المتعلقة بسياسة البلدين تجاه ملفات الشرق الأوسط، أخذا في الاعتبار أن إسرائيل تواجه في الداخل وعلى مستوى المنطقة أيضا سلسلة من الإخفاقات.
وبسبب العلاقات القديمة والتقليدية بين روسيا وبين إسرائيل فإنه بطبيعة الحال في مثل هذه الحالات يذهب المسؤولون الإسرائيليون إلي الكرملين ويطلبون المساعدة من المسؤولين الروس.
ولعل إحدى القضايا التي تمت مناقشتها بين رئيس وزراء إسرائيل ورئيس روسيا الاتحادية قضية نفوذ إيران في “محور المقاومة”، بما أن هذا الأمر من المسائل التي تقلق إسرائيل بسبب النفوذ القوي لطهران في دول وحركات تعرف بـ”محور المقاومة”، خاصة حزب الله في المنطقه الحساسة إلى الجنوب من دولة الاحتلال.
اقرأ أيضا:
من جانب آخر أثار الاتحاد الراهن بين الحركات المسلحة الفلسطينية في الداخل ضد إسرائيل مخاوف رئيس الوزراء الإسرائيلي، وقد ادعت حكومته أنها خصصت مليار ونصف المليار دولار للتصدي لإيران وكبح جماح نفوذها وتدمير المنشات النووية لجمهورية إيران الإسلامية.
قبل كل شيء، يبدو أن هذه الطريقة لإبداء الآراء تنطوي على جانب مسرحي وتعرف إسرائيل أنها غير قادرة على القيام بأي عمل ضد إيران، لكن إذا ما خاطرت إسرائيل بمثل هذه المغامرة ضد إيران وأرادت شن هجوم ضد المنشات النووية الإيرانية؛ فالطبيعي أن تتضرر بشدة، وفي الحقيقة ستنهار من الداخل في نهاية المطاف.
ومن الممكن أن يستخدم الكيان الصهيوني القوات العسكرية والحرب الإلكترونية لتدمير المنشات النووية الإيرانية لفترة ما ولكن وجود محور المقاومة وقوة الردع الإيرانية سيمنعان مغامرة إسرائيل ضد المنشآت النووية الإيرانية.
لهذا السبب يمكن القول إن اللقاءات التي جمعت بين رئيس وزراء الكيان الصهيوني وبين رئيس روسيا كان سببها وجود اختلافات في وجهات النظر بين روسيا وبين إسرائيل، أو أن هناك قضايا خلافية بين الجانبين يجري بحثها على قدم وساق.
اقرأ أيضا:
الملاحظ هنا أن إسرائيل قد شنت ولمرات عديدة عمليات عسكرية ضد سوريا، وهاجمت قواعد عسكرية سورية، وهو ما يعني أن بوتين غير راضٍ عن السلوك الإسرائيلي في منطقة العمليات المشار إليها.
وهو ما يعني أن الخلافات بين روسيا وبين إسرائيل ممتدة ويسعى رئيس وزراء إسرائيل بطريقة ما إلى توسيع الأنشطة الإسرائيلية وبسطها في كثير من ميادين المنطقة من بينها إقليم كردستان، وجنوبي الخليج العربي، وأخيرا في أذربيجان.
ففي السنوات الأخيرة نجحت إسرائيل في تعزيز نفوذها بكثير من مناطق الشرق الأوسط، وهي الآن تسعى لتغيير نظرة روسيا تجاه إيران وتحديا في سوريا بالنظر إلى العلاقات بين الجانبين في هذا البلد.
ولعل زيارة رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الأيرانية الجنرال محمد باقري إلي روسيا، وكذلك موافقة بوتين على التعاون عسكريا وتصدير أنواع مختلفة من الأسلحة الروسية إلي إيران ألبت وأثارت القلق أو المخاوف لرئيس الوزراء الإسرائيلي ووضعت زيارته إلى موسكو في هذا الإطار.
اقرأ أيضا:
ومن القضايا التي طرحت على طاولة مباحثات الجانبين الإسرائيلي والروسي الرغبة الإسرائيلية في التطبيع مع المملكة العربية السعودية، ظنا من تل أبيب أن الرياض عندما أعربت عن رغبتها في إقامة علاقات مفتوحة مع الجميع، فإنها بذلك تعني إسرائيل، وفي هذا السياق تريد تل أبيب من موسكو الضغط على الرياض للتطبيع مع حكومة بينيت خاصة بعد أن أعلنت المملكة العربية السعودية أنها غير مستعدة لإقامة علاقات مع إسرائيل.
في ضوء كل تلك الظروف أدت نتيجة هذه الأحداث إلى الزيارة التي قام بها نفتالي بينيت إلى منتجع سوتشي في روسيا رغبة منه في التأثير على وجهة نظر روسيا بشأن علاقتها مع إيران، وهو أمر غير مرجح.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
مادة مترجمة عن صحيفة: “آرمان ملى” بعنوان “نخست وزیر اسرائیل از روسیه چه میخواهد؟” نشرها “حسن هانى زاده” المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الدولية، يوم شنبه ۱ آبان ۱۴۰۰ هـ. ش، الموافق/ السبت 23 أكتوبر 2021م.