قال محمد محسن أبو النور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، أن قرار السلطات الفرنسية تجميد حسابات وأرصدة وأصول لإدارة الأمن في وزارة المخابرات الإيرانية بباريس يؤكد أن علاقات التحالف أكثر تعقيدا من علاقات العداء، معتقدا أن مرد ذلك إلى امتعاض باريس من طهران بسبب قصف الأخيرة مواقع في سوريا ردا على عملية الأحواز.
وأضاف أبو النور في مقابلة مع برنامج “العربية الليلة” المذاع على قناة العربية مساء الثلاثاء أنه بالرغم من التحالف الإيراني ـ الأوروبي ورفض بروكسل قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخصوص الاتفاق النووي والعقوبات الأحادية على إيران، إلا إن طهران لا تترك فرصة إلا وتستثمرها لتحقيق الأهداف الإستراتيجية.
ولفت أبو النور إلى أن باريس بها فلذات كبد المعارضة الإيرانية منذ نجاح الثورة وعلى رأسها الرئيس أبو الحسن بني صد والإمبراطورة فرح بهلوي، والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، ومجاهدي خلق؛ لذلك تريد إيران أن تستغل تلك العاصمة كمنصة لإطلاق العمليات الأمنية والاستخباراتية.
وأوضح رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية أن قرار فرنسا يعني أن صناع السياسات في قصر الإليزيه رأوا أنهم بالرغم من أنهم متناقضين مع ترامب في موقفه من خطة العمل الشاملة المشتركة، إلا إنهم لم يعد لديهم ما يبكون عليه، خاصة بعد خروج الشركات الفرنسية الكبرى وعلى رأسها توتال وإيرباص وبيجو من السوق الإيرانية.
وقررت السلطات الفرنسية صباح الثلاثاء تعليق إرسال سفيرها الجديد إلى إيران، بعد ساعات من اتهام المخابرات الفرنسية، وزارة المخابرات الإيرانية، بالوقوف وراء هجوم أحبطته السلطات كان يستهدف مسيرة لجماعة معارضة إيرانية في المنفى بالقرب من باريس في يونيو الماضي.
كما جمدت أصول إدارة الأمن في الوزارة الإيرانية وإيرانيَّين أحدهما الدبلوماسي أسد الله الأسدي، الموقوف لاتهامه بأنه على صلة بمخطط الاعتداء في فيلبنت، في سلسلة من الخطوات التصعيدية الفرنسية ضد إيران، احتجاجا من جانبها على سلوك الأخيرة السياسي والأمني.