رأى محمد محسن أبو النور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية “أفايب”، أن العقوبات الأمريكية على إيران، التي دخلت الحزمة الأولى منها حيز التنفيذ في السابع من أغسطس الماضي، أجبرت الأخيرة على الحد من الإنفاق العسكري على العمليات المسلحة بالإقليم.
وأضاف أبو النور في حوار أدلى به لجريدة “الأهرام إبدو” الرسمية الناطقة بالفرنسية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لن يتمكن من الحصول على مظلة دولية لأي عمل عسكري ضد إيران على الأقل في الظرف الراهن، موضحا أن معضلة الاتفاق النووي تتمثل في أن إيران ما تزال ملتزمة به وهذا وفق أحدث تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية وهو ما يضع ترامب في حرج بالغ.
ونوه إلى أن العقوبات الأمريكية التي قررها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مساء الثامن من مايو الماضي أدت كنتيجة حتمية إلى أزمة اجتماعية كبيرة في إيران ناتجة عن حزمة من المشاكل الهيكلية الاقتصادية التي لم تتمكن الحكومة الإيرانية من التعامل معها.
وأشار إلى أن عدم تبني إيران موقف الرئيس السوري بشار الأسد والموقف الروسي حول معركة إدلب بشكل كامل وموازنتها مع الموقف التركي، يدلل على أن تموضعها في الملف السوري شهد تحولا محوريا.
وتابع بالقول: “تقليص إيران من الإمدادات اللوجيستية للحوثيين في اليمن وسحبها جزءا من الميليشات في سوريا دليل كافي على أن العقوبات الأمريكية نجحت في تعديل سلوك إيران الخارجي”.
ولفت مؤسس ورئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية إلى أن السياسة الفرنسية تتعامل في الملف الإيراني بوعي أقرب إلى الواقعية لذلك نصحت باريس طهران في غير ما مرة بالجلوس على طاولة المفاوضات رغبة منها في إنقاذ الاتفاق النووي وليس اقتناعا منها بأنه معيب.
واختتم أبو النور حديثه مع الصحيفة المصرية الرسمية بقوله: “التجارب التاريخية مع النظام الإيراني تشير إلى أن الجمود الحالي سوف يجبر طهران في نهاية المطاف على العودة إلى طاولة المفاوضات لمناقشة اتفاق تكميلي، وإلا فإن اقتصادها سينهار كليا وسيحفر النظام قبره بيده”.