رأى الدكتور، محمد محسن أبو النور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية ــ أفايب، أن أي تسوية محتملة في فيينا بين إيران والقوى الكبرى لا تراعي مصالح الدول العربية لن تؤدي إلى استقرار الإقليم، ولن تحل المشاكل البنيوية القائمة بين إيران وبين الدول العربية منذ عام 1979.
وبرهن أبو النور في كلمته بالحلقة النقاشية التي عقدها المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية ظهر الأربعاء 22 يونيو 2022، على أن إيران أصبحت بالفعل لديها كل المعارف التقنية التي تجعلها تتخطى العتبة النووية غير أنها تنتظر القرار السياسي لإرجاء ــ أو الشروع في ــ إنتاج السلاح النووي.
وأضاف أبو النور أن صانع القرار الإيراني اتخذ من البرنامج النووي أداة لكبح التدهور الداخلي فيما يتعلق برضا المجتمع الإيراني عن الحكومة وعن سياساتها الاقتصادية وعن علاقاتها الدولية التي تسببت في العقوبات الأمريكية.
وشرح أبو النور كيفية تحول نسب التخصيب في إيران إلى وتيرة أعلى بكثير من المنصوص عليها في الاتفاق النووي لعام 2015، وبرهن بالأرقام والقرائن على أن وصول إيران إلى نسبة 60% من التخصيب يعني أنها قادرة على الوصول إلى نسبة تفوق 90% وبالتالي قادرة على إنتاج السلاح النووي لو توفرت لها الإرادة السياسية.
وبخصوص مستقبل النظام الإيراني، تنبأ أبو النور بأن يشهد النظام الإيراني تغييرا من داخله ــ مع استبعاد حدوث أي تغيير من خارج النظام أو من المعارضة الخارجية ــ حال تغيب المرشد الإيراني الحالي، علي خامنئي، للمرض أو للوفاة، مؤكدا أن طبيعة التغيير ووتيرته سيتوقفان على شخصية المرشد الثالث المحتمل.
ونوه أبو النور إلى أن النظام الإيراني برغم العقوبات الشديدة وحالة الانكشاف الأمني غير المسبوقة والمظاهرات المطلبية الفئوية شبه اليومية قادر على تجاوز أزماته الداخلية واستمرار مشروعه النووي وسياساته الإقليمية الخارجية.
ونظم المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية، حلقة نقاشية ظهر اليوم الأربعاء بعنوان: “القوى الكبرى وإيران: تطورات لافتة وتداعيات محتملة” أدارتها الدكتورة/ دلال محمود، مديرة برنامج الأمن وقضايا الدفاع بالمركز، وشارك فيها الدكتور/ محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة وعضو الهيئة الاستشارية بالمركز، والدكتور/ توفيق أكليمندوس، رئيس وحدة الدراسات الأوروبية بالمركز، والدكتور/ محمدعباس ناجي، رئيس تحرير مجلة مختارات إيران بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إلى جانب فريق عمل إيران بالمركز.