أجرى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، الذي سيحصل هذا الأسبوع في سويسرا على شهادة دكتوراة فخرية من المعهد الفيدرالي للتكنولوجيا في البلاد، مقابلة مع صحيفة Le Temps السويسرية الناطقة بالفرنسية.
وفيما يلي أبرز ما جاء في الحوار حول تفاعلات الملف النووي الإيراني:
سؤال: إلى أي مدى ألحقت الهجمات الإسرائيلية والأمريكية في يونيو الماضي ضرراً ببرنامج إيران النووي؟
جروسي: الأضرار التي لحقت بالمواقع الأساسية في أصفهان ونطنز وفردو كانت جسيمة، ولكن رغم أن الرئيس السابق دونالد ترامب تحدث عن “تدمير”، فإن المعرفة التقنية الإيرانية لم تُمحَ، إذ إن أجهزة الطرد المركزي، التي يمكن استخدامها لتخصيب اليورانيوم، قابلة لإعادة البناء، وعلى أي حال، لا تزال إيران تحتفظ باليورانيوم المخصب، بما في ذلك نحو 400 كيلوجرام مخصب بنسبة 60٪، أي أقل بقليل من مستوى التخصيب العسكري. وإذا تجاوزت هذا الحد، فسيكون لدى إيران مواد تكفي لصنع حوالي عشر قنابل نووية.
لكننا لا نملك أي دليل على أن طهران تنوي تصنيع قنبلة، ومن أجل التأكد من ذلك، يجب استئناف عمليات التفتيش، ونحن نعتقد أن معظم اليورانيوم عالي التخصيب ما زال موجوداً في أصفهان ونطنز وفردو.
***
سؤال: ما الذي يجعلكم واثقين من هذه التقديرات؟
جروسي: الوكالة أجرت تفتيشا على هذه المواقع قبل الهجمات الإسرائيلية مباشرة، ومنذ ذلك الحين نتابعها عبر صور الأقمار الصناعية، والدول التي تراقب برنامج إيران توصلت إلى النتائج نفسها التي توصلنا إليها.
***
سؤال: ما الضمان بأن إيران ستوافق مجددا على عمليات التفتيش الدولية؟
جروسي: بعد حرب الأيام الاثني عشر، كان بإمكان إيران أن تقطع علاقاتها مع المجتمع الدولي، وتنسحب من معاهدة حظر الانتشار النووي، وتتحول إلى دولة منبوذة مثل كوريا الشمالية، لكنها لم تفعل ذلك، وأنا أُقدّر هذا القرار.
وأنا أحافظ على اتصال منتظم مع عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، للحفاظ على المساحة الدبلوماسية. حالياً، تسمح طهران للمفتشين بزيارات محدودة وتدريجية، وتفرض قيوداً لأسباب أمنية، وأنا أتفهم ذلك.
لكن إذا فشلت الدبلوماسية، فأنا أخشى العودة إلى استخدام القوة.
ومن اللافت أنه خلال المقابلة، سُئل جروسي ــ الذي يُقال إنه يسعى لتولي منصب الأمين العام للأمم المتحدة ــ عن رؤيته في هذا الشأن.
سؤال: هل حان الوقت لأن تتولى امرأة منصب الأمين العام للأمم المتحدة؟
جروسي: علينا أن نختار ببساطة أفضل شخص لهذا المنصب، سواء كان امرأة أو رجلاً. وعندما تسلمت مسؤولية الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كانت النساء يشكلن 28٪ من العاملين، وبعد خمس سنوات ارتفعت النسبة إلى 52٪. وما دام هناك مجموعة متنوعة حقاً من المرشحين، ولا يُستبعَد أحد مسبقاً، فلن يكون الجنس مسألة جوهرية بعد الآن.
ــــــــــــــــ
مادة مترجمة عن صحيفة “هممیهن” الإصلاحية يوم ٢٢ أكتوبر ٢٠٢٥م.

النص الأصلي لحوار رفائيل جروسي مع صحيفة Le Temps السويسرية الناطقة بالفرنسية