في هذا الأسبوع، واستمرارًا لمحاولات أعداء إيران لخلق دوامة ومستنقع اجتماعي، وسياسي، واقتصادي، وأمني وعسكري في المنطقة، جرت محاولات للخروج من هذا الوضع وتغيير موازين القوى، ما يدل على الذكاء في ميدان الدبلوماسية، بالتزامن مع الثبات على مسار المقاومة.
على الرغم من أن فرصًا عديدة قد ضاعت في السنوات الأخيرة نتيجة تطرف المجموعة الأقلية الشمولية، ولحقت خسائر فادحة بالبلاد والشعب جراء سوء التدبير وانعدام البصيرة هذا، إلا أنه بما أن وقف استمرار الخسارة يجلب المصالح من أي نقطة يمكن فيها التدارك، يجب تبني توجهات خاصة مع فهم عميق للوضع والظروف السياسية المعقدة والدور المخادع للقوى المتسلطة.
ولأجل الابتعاد عن المخاطر والمهالك، يجب اللجوء إلى البصيرة الإستراتيجية والعقلانية التوجيهية، ورفع قوة المساومة السياسية للبلاد في مختلف المجالات عن طريق زيادة الذكاء.
فالآن وقت حساس يجب على الأجهزة صانعة القرار في البلاد أن تتصرف فيه بسرعة وخفة، وبطريقة مستقبلية وعملية، لإبعاد إيران عن المخططات المشؤومة التي يسعى الأعداء لتنفيذها.
اتفاق شرم الشيخ
لا يزال أهم موضوع إخباري خارجي مخصصاً للتطورات في فلسطين المحتلة.
هذا الأسبوع، تصدرت محادثات وقف إطلاق النار في غزة واستمرار جرائم النظام الصهيوني العناوين الرئيسية لمعظم وسائل الإعلام العالمية، في الوقت الذي شهدت فيه أجزاء كثيرة من العالم مظاهرات للتعبير عن الاشمئزاز من النظام الصهيوني ودعم أهل غزة.
تُعقد مفاوضات اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حاليًا في شرم الشيخ بمصر، وذلك في أعقاب الرد الإيجابي لحركة حماس على الخطة المقترحة.
وصفت المصادر المطلعة الأجواء السائدة في المفاوضات بأنها إيجابية، ونظرًا لأن النظام الصهيوني هو من أفشل جولات المفاوضات العديدة السابقة، فإن مصير هذه المفاوضات أيضًا يتوقف على التزام الصهاينة ببنود الاتفاق المقترح.
بمناسبة مرور عامين على العدوان الذي بدأه النظام الصهيوني على غزة في أعقاب عملية طوفان الأقصى، نشرت المراكز الفلسطينية المسؤولة هذا الأسبوع إحصائيات صادمة حول حجم وحشية النظام الصهيوني.
ووفقاً لهذا التقرير:
ـ استشهاد أكثر من 60 ألف فلسطيني جراء جرائم الصهاينة.
ـ إصابة أكثر من 150 ألف شخص بجروح أو إعاقات أو عمليات بتر للأطراف.
ـ تدمير أكثر من ثلثي المباني والبنى التحتية في غزة بالكامل.
ـ نزوح وتشريد حوالي 2 مليون شخص.
ـ تدمير المئات من المدارس والجامعات والمساجد والمستشفيات.
هذا الحجم من الوحشية والأعمال المناهضة للإنسانية وقع أمام مرأى المجتمع الدولي، ولم تُلحظ أي تحركات فعالة من هذه المؤسسات لوقف الإبادة الجماعية الواضحة.
كما أن العديد من حكومات العالم، لم تتخذ خطوات فعالة لمساعدة الشعب الفلسطيني، واكتفت في أحسن الأحوال بالإدانة اللفظية.
في غضون ذلك، لعبت الحكومة الأمريكية دورًا مهمًا في هذه الجريمة التاريخية ضد الشعب الفلسطيني، ولم تدخر أي مساعدة للكيان الصهيوني في ارتكاب جرائم.
إن النقطة المضحكة والمؤسفة في آن واحد هي ادعاء دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، بأنه يستحق الحصول على جائزة نوبل للسلام، متجاهلاً دور أمريكا في مذبحة الفلسطينيين ومتخذاً من اتفاق وقف إطلاق النار المحتمل في غزة ذريعة لذلك.
الحرب الروسية الأوكرانية
هذا الأسبوع أيضًا، اندلعت نيران الحرب في الجانب الآخر من العالم، أي في أوكرانيا، في ظل تقاعس المجتمع الدولي، وادّعى الطرفان إلحاق خسائر وإصابات جديدة ببعضهما البعض.
استهدفت روسيا أجزاء من أوكرانيا بهجمات صاروخية وبطائرات مُسيّرة (درونز) في حين هاجمت أوكرانيا أيضًا عدة مناطق نفطية روسية.
الروس، الذين بدأوا هجومهم العسكري على أوكرانيا قبل ثلاث سنوات ونصف بحجة التصدي لتقدم حلف الناتو وادعاء حماية الناطقين بالروسية، رفضوا حتى الآن إنهاء الحرب قبل تحقيق أهدافهم.
بشكل عام، صرّحت موسكو بأن أهدافها من الحرب هي إزالة التهديدات الأمنية، أما الغرب، وخاصة أوروبا، فقد اعتبروا أن دعم أوكرانيا هو بمثابة دفاع في وجه أي تقدم روسي محتمل، وقدموا دعماً شاملاً لأوكرانيا.
في غضون ذلك، ادّعى الرئيس الأمريكي ترامب أنه سينهي هذه الحرب في مدة وجيزة، إلا أنه لم ينجح في هذا الادعاء، بل إن الولايات المتحدة تتورط أكثر فأكثر في مستنقع حرب أوكرانيا مع مرور كل يوم.
في مثل هذه الظروف، لا يمكن توقع نهاية سريعة لهذه الحرب المدمرة التي أدت حتى الآن إلى مقتل مئات الآلاف من كلا الجانبين.
ـــــــــــــــــــــــــــ
جانب من مقالة مترجمة عن الفارسية بجريدة “جمهورى اسلامى” (بالعربية: الجمهورية الإسلامية) بعنوان “تحليل سياسى هفته” (بالعربية: التحليل السياسي الأسبوعي)، يوم پنجشنبه مهر 1404 هـ. ش. الموافق الخميس 9 أكتوبر 2025م.
