لقد انتهت خطة العمل الشاملة المشتركة المعروفة باسم “الاتفاق النووي”، والتي تعرف في إيران باسم “برجام”، والآن لم يعد هناك أي اتفاق سار بين إيران والدول الموقعة، ومع ذلك، فإن لدي الغرب والأمريكيين توقعات كبيرة تجاه إيران.
فأوروبا تقول إنه يجب على إيران التفاوض المباشر مع أمريكا، بينما ليس لهذا الطلب أي داع قانوني، كما أن هدف أوروبا هو سياسي بحت؛ إذ إنهم يريدون تحقيق امتيازات من علاقة إيران مع أوكرانيا وإظهار طهران كطرف مصلح.
وقد وضعت أوروبا لإيران ثلاثة شروط أساسية هي:
1ــ قضايا الصواريخ.
2ــ التخصيب.
3ــ المفاوضات المباشرة.
ومع كل هذه الشروط وصلت عملية التفاوض إلى نقطة حرجة، وفي هذا الوضع المعقد أصبحت إيران الآن تواجه خيارا يقضى بأحد أمرين، وهما: إما الحفاظ على الوضع الراهن وقبول البقاء على مسافة من العالم الغربي، أو الدخول في مفاوضات وقبول الضغوط الناجمة عن ذلك.
بمعنى آخر، هناك فقط طريقان حقيقيان.
الأول: هو تحمل العقوبات ودفع ثمنها.
الثاني: هو الدخول في طريق جديد من المفاوضات.
والواقع أن لكل من هذين المسارين صعوباته ومتطلباته الخاصة، وبشكل عام يمكن القول إننا لسنا بصدد طريق سهل، لأن كلا من هذين الخيارين له ثمنه الداخلي والإقليمي.
ومن ناحية أخرى، فإن التجربة الأمريكية في العراق وأفغانستان وليبيا تظهر أن واشنطن لا تستطيع تحقيق أهدافها من خلال الإجراءات العسكرية، وأيضا لا يمكن مقارن إيران بتلك الدول، فالفرق شاسع للغاية.
ولذلك فلن تحبذ أمريكا أن تطبق هذه الطريقة ضد إيران، وبما أنه ليس من مصلحة ترامب الدخول في صراعات خطيرة ومكلفة، فقد اقتصرت جهوده على الضغط الاقتصادي والدبلوماسي.
وفي ظل هذه الظروف، يتعين على إيران أن تتصرف بحكمة؛ لأن المقاومة المطلقة للضغوط دون مرونة دبلوماسية سيكون لها ثمن اقتصادي وسياسي باهظ، إذ إن المفاوضات من دون برنامج دقيق قد تؤدي إلى خلق قيود جديدة.
وعليه يتعين على إيران أن تمتلك تحليلاً دقيقاً للشروط، ودبلوماسية فعالة، واستعداداً للتعامل مع كل سيناريو، فالوضع الحالي ليس بسيطا ولا مستقرا، وسيكون لخيار طهران اليوم عواقب بعيدة المدى على علاقاتها مع الغرب ومكانتها الإقليمية.
كما يجب على إيران أن تجد إستراتيجية ذكية بين الضغط والمصالحة؛ لحماية المصالح الوطنية.
ـــــــــــــــــــــ
مقال بعنوان “ايران ورهبرد هوشمندانه” (بالعربية: إيران والإسترتيجة الذكية) بقلم خبير العلاقات الدولية، على بيگدلى منشور بتاريخ 24 مهر 1404 هــ. ش. الموافق 16 أكتوبر 2025م، بجريدة “آرمان ملى” الإصلاحية (بالعربية: الآمال الوطنية).
