يشعر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذه الأيام بإعجابٍ بالغٍ بنفسه وبأمريكا، إذ يتدخّل في كل قضيةٍ وزاويةٍ من زوايا العالم، وكأنه لا يرى نفسه رئيسًا للولايات المتحدة فحسب، بل يعتبر نفسه “سلطانًا للعالم أجمع”.
وتشير مواقفه العديدة إلى رغبته الجامحة في لعب دورٍ عالمي في كل منطقة، غير أن خلف هذا المظهر المتغطرس تختبئ نوايا غيرُ حميدة.
اقرأ أيضا:
فلقد عمّق ترامب الانقسامات الحزبية والاجتماعية في الداخل الأمريكي بسياساته الهجومية، بحيث يمكن القول إن صراعاته مع حكّام الولايات، ووسائل الإعلام، والهيئة القضائية دفعت البلاد نحو مزيدٍ من التشرذم والانقسام بدلًا من أن تسهم في بناء وحدةٍ وطنيةٍ متماسكة.
وفي الوقت الذي رفع فيه شعار “إعادة العظمة لأمريكا”، أشعل حربًا تجاريةً وتكنولوجيةً ضد الصين، غير أنّ هذه الحرب، في واقع الأمر، لم تجعل الصين تتراجع قيد أنملة، بل دفعتها إلى توسيع نفوذها الاقتصادي والعسكري؛ لذا يبدو أن هذا الصراع قد يجرّ أمريكا إلى منافسةٍ مرهقةٍ طويلةِ الأمد ومكلفة.
اقرأ أيضا:
قد يظنّ ترامب أنّه من خلال التسويات العربية – الإسرائيلية الجديدة، والضغط على إيران، سيتمكّن من إخضاع الشرق الأوسط، لكن ما يحدث على أرض الواقع يقول غير ذلك.
أما النهج المهين الذي يتعامل به ترامب مع الحلفاء التقليديين لأمريكا، من فرنسا إلى ألمانيا، فقد أضعف الرصيد السياسي لواشنطن لدى الغرب، ولم يعد الأوروبيون يرون في أمريكا القائد المطلق، بل يسعون إلى استقلالهم الإستراتيجي عنها.
كما أن إصراره على مواصلة تقديم الدعم السياسي والعسكري لأوكرانيا، دون أي مؤشراتٍ واضحةٍ على النصر، قد حوّل الحرب هناك إلى مستنقعٍ جديدٍ لواشنطن؛ أي حربٍ لا تنتهي ولا تحقق إنجازًا حاسمًا.
اقرأ أيضا:
خلاصة القول إن ترامب يريد أن يصوّر نفسه “إمبراطورًا عالميًا”، لكن الواقع يثبت أنه في كل جبهةٍ دخلها شكّل مستنقعًا جديدًا لأمريكا.
ومع ذلك، لا يمكن لإيران أن تغضّ الطرف عن الحقيقة القاسية، وهي أنّه لا بدّ من إقامة علاقاتٍ شاملةٍ مع “أمريكا ترامب”.
ــــــــــــــــــ
مقال بـعنوان ” واقعیت زمخت دیپلماسی” (بالعربية: الواقع المرير للدبلوماسية)، للكاتب، يد الله كريمى پور، منشورة بجريدة “آرمان امروز” (بالعربية: الآمال اليوم) يوم 23 مهر 1404 هـ. ش. الموافق 15 أكتوبر 2025م.
