إن تغير لهجة ترامب وعدم رغبته في إرسال صواريخ توماهوك إلى أوكرانيا، وقلق زيلينسكي وأوروبا من الاتصال الهاتفي بين بوتين وترامب، وعدم يقين فانس من استعداد موسكو وكييف للسلام، ووصول أول شحنة من مبادرة PURL “بورل” إلى أوكرانيا، هي من أهم الأحداث في المنطقة.
ومصطلح بورل هو اختصار لاسم آلية أطلقت بوساطة الناتو لتمكين أوكرانيا من الحصول السريع على الأسلحة الأمريكية التي تموّلها دول حلف الناتو في أوروبا، وفق قائمة أولويات تعدها كييف ويعتمدها الحلف.
وقد جرت مساء يوم الخميس، 16 أكتوبر 2025م، محادثة هاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، بمبادرة من الجانب الروسي واستمر لأكثر من ساعتين، وبعد انتهاء المكالمة، أعلن الرئيس الأمريكي أن الطرفين توصلا إلى اتفاق لعقد لقاء جديد في المجر.
ترامب يكتب غعن بوتين على تروث شوسال
ووفقًا لوكالة تسنيم، بعد هذه المحادثة، كتب ترامب على صفحته في شبكة التواصل الاجتماعي، تروث سوشال، أن حديثه مع بوتين كان بنّاء، وقد اتضح محتوى هذه المحادثة من رسالة الرئيس الأمريكي ومن تصريحات يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، الذي وصف الاتصال بأنه “مثمر”.
ووفقًا لمسؤول الكرملين، هنأ بوتين خلال الاتصال نظيره الأمريكي على نجاحه في حل أزمة الشرق الأوسط، وردًا على ذلك، أكد ترامب أن هذا النجاح يمكن أن يساعد أيضًا في حل الأزمة الأوكرانية.
وخصص الزعيمان جزءا كبيرا من محادثتهما لبحث العلاقات التجارية بين موسكو وواشنطن بعد انتهاء الأزمة الأوكرانية، وأكد الرئيس الأمريكي أن إنهاء هذا الصراع سيوفر فرصا كبيرة لتوسيع التعاون الثنائي بين روسيا والولايات المتحدة.
ومن المقرر أن يعقد الأسبوع المقبل لقاء بين كبار مستشاري الرئيسين، حيث سيشارك وفد أمريكي برئاسة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، وبعد ذلك، سيعقد اللقاء الشخصي بين الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، وقد طُرح اقتراح عقد هذا اللقاء في بودابست من قبل الرئيس الأمريكي، ووافق عليه الرئيس الروسي فورا.
ومن المقرر أن يناقش الطرفان في هذا اللقاء سبل إنهاء الصراع في أوكرانيا، وهو موضوع تم التأكيد عليه خلال الاتصال الهاتفي، وقد أوضح الجانب الروسي أنه مهتم بالتوصل إلى تسوية سياسية ودبلوماسية للأزمة، كما أكد ترامب على أهمية استعادة السلام في أسرع وقت ممكن.
وستبدأ الاستعدادات لهذه القمة في المستقبل القريب باتصال هاتفي بين ماركو روبيو ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف.
كما أثار بوتين وترامب خلال المحادثة موضوع الإرسال المحتمل لصواريخ “توماهوك” إلى أوكرانيا، وأكد الرئيس الروسي أن هذه الصواريخ الجوالة لن تغير الوضع في ساحة المعركة، لكن الضرر الناجم عن مثل هذا الإجراء سيكون كبيرًا، وأشار ترامب بعد الاتصال إلى أن الولايات المتحدة نفسها بحاجة إلى هذه الصواريخ.
يعتزم ترامب مناقشة محادثاته مع الرئيس الروسي خلال لقائه يوم الجمعة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ووعد بأنه سيأخذ في الاعتبار الملاحظات التي طرحها الرئيس الروسي في هذا اللقاء، وأكد ترامب أن محادثته مع بوتين حققت إنجازات مهمة.
بوتين وترامب يفاجئان زيلينسكي بمحادثتهما
أفاد موقع “أكسيوس” الإخباري أن المحادثة الهاتفية التي جرت بين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب كانت غير متوقعة على الإطلاق بالنسبة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
ووفقًا لمصادر مطلعة، كان زيلينسكي متفائلًا قبل لقائه مع ترامب وكان يأمل في مناقشة إمكانية الحصول على صواريخ بعيدة المدى؛ لكن إعلان محادثة ترامب الهاتفية مع بوتين ولقائهما المرتقب في المجر فاجأه تمامًا.
وكتب “أكسيوس”: “فوجئ زيلينسكي وفريقه عندما رأوا ترامب يعلن أنه تحدث مع فلاديمير بوتين، وأنه راضٍ عن هذه المحادثات، بل واتفق على لقائه في المجر، الدولة الأقل ودًا تجاه أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي”.
ضربة ترامب – بوتين للاتحاد الأوروبي
ذكرت صحيفة “ذا تليجراف” البريطانية أن إعلان الرئيس الأمريكي عن عقد لقاء مع الرئيس الروسي في بودابست لمناقشة الوضع في أوكرانيا، يُعتبر ضربة مؤلمة للاتحاد الأوروبي، ولكنه نجاح كبير لرئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان.
وجاء في التقرير: “تصريحات دونالد ترامب بشأن لقاء فلاديمير بوتين في بودابست لمناقشة الوضع في أوكرانيا ستكون ضربة مؤلمة لأوروبا، وفي الوقت نفسه، ستعزز مثل هذه القمة مكانة أوربان، وهو ما سيسبب مشاكل للاتحاد الأوروبي”.
وفي هذا السياق، أشار الدبلوماسي البريطاني إيان براود إلى أن قادة الاتحاد الأوروبي وفولوديمير زيلينسكي أصيبوا “بحالة من الهستيريا” بسبب اللقاء المقرر بين بوتين وترامب في بودابست. ويرى أن المجر أصبحت الآن مركزًا للدبلوماسية الأوروبية، وأن المسؤولين في بروكسل يبكون في وسائدهم، تمامًا كما سيفعل فولوديمير زيلينسكي.
ووفقًا لهذا الخبير، فإن بودابست هي المكان المنطقي الوحيد في أوروبا الذي يمكن أن يلتقي فيه الزعيمان الأمريكي والروسي، وهو خيار ممتاز.
ترامب يغير لهجته في محادثته مع بوتين
أفادت وكالة “بلومبرج” الأمريكية للأنباء أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غيّر لهجته في حديثه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى لهجة بناءة، وهذا الإجراء سيكون على حساب مصالح كييف.
وجاء في التقرير: “كانت لهجة ترامب يوم الخميس مختلفة. بدا أنه أوضح عدم رغبته في تسليم صواريخ توماهوك إلى كييف، ويبدو أنه اتخذ هذا القرار بعد مناقشة الأمر مع بوتين”.
ووفقًا للوكالة، فإن هذه المسألة تشير إلى أن ترامب مستعد لإعطاء فرصة أخرى للدبلوماسية قبل اتخاذ إجراءات أكثر عدوانية ضد موسكو، على الرغم من أن جهوده لم تسفر عن نتائج حتى الآن.
فانس يعتقد أن روسيا وأوكرانيا ليستا مستعدتين للاتفاق بعد
يعتقد جي. دي. فانس، نائب رئيس الولايات المتحدة، أن روسيا وأوكرانيا ليستا مستعدتين بعد للتوصل إلى اتفاق بشأن تسوية النزاع.
وقال فانس في مقابلة مع شبكة “نيوز ماكس” التلفزيونية صباح الجمعة 17 أكتوبر 2025م،: “على الرغم من كل الجهود الدبلوماسية النشطة التي يبذلها الرئيس دونالد ترامب للوصول إلى خط النهاية، يجب أن يكون الطرفان الروسي والأوكراني مستعدين للتوصل إلى اتفاق. في الوقت الحالي، ورغم كل ما قمنا به وسنواصل القيام به، لم يصل الروس والأوكرانيون بعد إلى مرحلة يمكنهم فيها التوقيع على اتفاق سلام”.
ترامب يأمل في عقد لقاء بناء مع بوتين في بودابست
أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن أمله في أن يُعقد لقاءه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بودابست خلال الأسبوعين المقبلين. وقال الليلة الماضية ردًا على سؤال أحد الصحفيين: “يمكنني القول خلال أسبوعين أو نحو ذلك – سيتم هذا اللقاء قريبًا نسبيًا”.
كما أشار الرئيس الأمريكي إلى أن وزير الخارجية ماركو روبيو يعتزم لقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وأن هذا اللقاء سيعقد قريبًا، حيث يجري حاليًا تنسيق الزمان والمكان.
ترامب: تم تجنب حرب عالمية ثالثة بسبب الصراع الأوكراني
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد محادثته الهاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه تم تجنب اندلاع حرب عالمية ثالثة بسبب النزاع في أوكرانيا.
وقال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض: “في رأيي، كان يمكن أن يؤدي هذا الصراع (في أوكرانيا) إلى حرب عالمية ثالثة. هذا لن يحدث، لكنه كان يمكن أن يحدث”.
وأكد أن الصراع الأوكراني لا علاقة له بالولايات المتحدة، مضيفًا: “بسبب علاقاتي الجيدة مع الرئيس بوتين، اعتقدت أننا سنحل هذه المسألة بسرعة”.
وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن مثل هذا الوضع كان يمكن أن يحدث نتيجة قرارات تكتيكية خاطئة.
ترامب: ليس الوقت مناسبًا لفرض عقوبات جديدة على روسيا
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه لا يعارض فرض عقوبات جديدة على روسيا، لكن قد لا يكون الوقت الحالي مناسبًا لتنفيذها.
وقال ترامب ردًا على سؤال أحد الصحفيين وتعليقًا على تصريحات زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ جون ثون حول ضرورة فرض عقوبات جديدة على روسيا: “أنا لا أعارض هذا الإجراء بشكل عام. أنا فقط أقول إنه قد لا يكون الوقت المناسب الآن للقيام بذلك”.
ترامب يؤكد ضرورة الاحتفاظ بصواريخ توماهوك للولايات المتحدة
أعلن الرئيس الأمريكي أن إرسال صواريخ توماهوك إلى أوكرانيا مهم، لكن أمريكا لا تستطيع إضعاف مواردها.
وصرح بهذا الشأن: “تحدثنا قليلًا عن هذا الموضوع. لم أقل الكثير، لكنني أقول لكم: نحن أيضًا بحاجة إلى صواريخ توماهوك للولايات المتحدة. لدينا الكثير منها، لكننا نحتاجها بأنفسنا؛ لذلك لا أعرف ما يمكننا فعله حيال ذلك”.
وأضاف أنه أثار في محادثته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين موضوع إمكانية تسليم هذه الصواريخ لأعداء روسيا، وقال إن الفكرة لم تعجب بوتين. وقال ترامب: “قلت له حقًا: ‘ألا تعترض إذا أهديت بضعة آلاف من صواريخ توماهوك لأعدائك؟’ قلت ذلك بالضبط. لم تعجبه الفكرة”.
أوربان يؤكد بدء التحضيرات للقاء ترامب وبوتين
أعلن رئيس وزراء المجر، فيكتور أوربان، بعد محادثة هاتفية مع دونالد ترامب، أن التحضيرات للقاء بين الزعيم الأمريكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد بدأت بالفعل.
وكتب أوربان الليلة الماضية على صفحته في شبكة التواصل الاجتماعي إكس (تويتر سابقًا): “تحدثت للتو هاتفيًا مع الرئيس دونالد ترامب. لقد بدأت التحضيرات لقمة السلام بين الولايات المتحدة وروسيا”.
وأضاف أن المجر لا تزال “جزيرة سلام”.
ووصف وزير الخارجية المجري، بيتر سيارتو، خبر اللقاء المحتمل بين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب في بودابست بأنه “رائع”، مضيفًا أن الطريق إلى السلام يمر عبر الحوار.
البيت الأبيض يصف محادثة بوتين وترامب بالبناءة
أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن المحادثة الهاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب كانت بناءة. وقالت في مقابلة مباشرة مع شبكة “فوكس نيوز” التلفزيونية: “لقد كانت مكالمة هاتفية جيدة جدًا وبناءة”.
وأضافت ليفيت أن المحادثة استمرت لأكثر من ساعتين.
وكانت آخر محادثة هاتفية بين زعيمي روسيا والولايات المتحدة قد جرت في 19 أغسطس. في ذلك الوقت، دعم بوتين وترامب استمرار المفاوضات المباشرة بين الوفدين الروسي والأوكراني.
زيلينسكي يعتزم مناقشة تشديد الضغط على روسيا مع ترامب
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الخميس أنه يعتزم إثارة موضوع ضرورة زيادة الضغط على روسيا خلال لقائه يوم الجمعة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وكتب زيلينسكي على قناته في تليجرام: “الآن، من المهم تسريع عملية السلام في الشرق الأوسط، وهذا ممكن أيضًا في أوروبا. ولهذا السبب تحديدًا سأتحدث غدًا في واشنطن”.
ويرى أن أوكرانيا يمكن أن تحقق هدفها بمساعدة “قرارات حاسمة” تعتمد على الولايات المتحدة وأوروبا وشركاء كييف الآخرين. ودعا زيلينسكي إلى استخدام “لغة الضغط ضد موسكو”.
وكان ترامب قد أكد في وقت سابق استعداده للقاء زيلينسكي في البيت الأبيض يوم الجمعة، 17 أكتوبر، على الرغم من أنه لم يقدم تفاصيل عن محتوى هذه المحادثات.
أوكرانيا تتسلم أولى شحنات الأسلحة في إطار مبادرة بورل
أفادت وكالة “بلومبرغ” نقلًا عن مصادر مطلعة أن أوكرانيا تسلمت أولى شحنات أسلحتها في إطار مبادرة بورل (قائمة الاحتياجات ذات الأولوية لأوكرانيا) التي تمولها الدول الأعضاء في حلف الناتو.
وجاء في التقرير: “تم تسليم أول شحنتين [في إطار مبادرة بورل]”. كما أُشير إلى أنه يجري تجهيز شحنتين أخريين من الأسلحة لكييف لإرسالها.
وقبل يوم، أعلن الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، أن أكثر من نصف الدول الأعضاء في الحلف مستعدة حاليًا لشراء أسلحة من الولايات المتحدة لصالح القوات المسلحة الأوكرانية. ووفقًا له، فإن بعض أنواع المعدات العسكرية متاحة فقط لدى الولايات المتحدة ولا يوجد بديل لها.
اهتمام الناتو والاتحاد الأوروبي بتصعيد الصراع في أوكرانيا
أعلن فلاديسلاف ماسلينكوف، مدير إدارة الشؤون الأوروبية في وزارة الخارجية الروسية، أنه لا شك في الاهتمام العميق للاتحاد الأوروبي وحلف الناتو باستمرار وتصعيد الصراع في أوكرانيا.
وقال في مقابلة: “لا شك في الرغبة العميقة للاتحاد الأوروبي في استمرار الصراع الأوكراني ونية السلطات الأوروبية التحرك في مسار تصعيده. ويمكن قول الشيء نفسه عن الناتو، بما في ذلك بناءً على نتائج اجتماع وزراء دفاع الدول الأعضاء في الحلف الذي عُقد في 15 أكتوبر في بروكسل”.
وأضاف الدبلوماسي الروسي أن الموارد المالية للاتحاد الأوروبي تختفي في “الثقب الأسود الأوكراني”، ولهذا السبب تسعى بروكسل بنهم لمصادرة الأصول الروسية المجمدة بأي ذريعة.
وقد عُقد اجتماع وزراء دفاع الدول الأعضاء في الناتو يوم الأربعاء في بروكسل. وفي هذا الاجتماع، أعلن وزير الدفاع الأوكراني دينيس شميهال أن بلاده ستحتاج في عام 2026 إلى أسلحة أمريكية بقيمة تتراوح بين 12 و20 مليار دولار في إطار مبادرة بورل.
ــــــــــــــــــــــــ
ترجمة مقال بعنوان: “آیا دیدار پوتین-ترامپ امید تازهای برای پایان درگیری خواهد بود؟” (بالعربية: هل سيكون لقاء بوتين – ترامب أملًا جديدًا لإنهاء الصراع؟) في صحيفة جوان (بالعربية: الشبان) بتاريخ : ۲۵ مهر ۱۴۰۴ هـ. ش. الموافق 17 أكتوبر 2025م.
