هددت إيران في غير ما مرة بإغلاق مضيق هرمز في وجه الملاحة الدولية من وإلى الخليج العربي، وكانت آخرها تلك التي أطلقها الرئيس الإيراني حسن روحاني وقائد الحرس الثوري الجنرال محمد علي جعفري، خلال شهر يوليو 2018، وذلك رداً على إعلان الرئيس الأمريكي ترامب انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع في الثامن من مايو 2018، وإقراره عقوبات اقتصادية جديدة على طهران، على خلفية انتهاكها روح الاتفاق وسلوكها الإقليمي المزعزع للاستقرار إلى جانب برنامجها الخاص بتطوير الصواريخ الباليستية، وعليه من المفيد التعرف على قدرات البحرية الإيرانية والإجابة عن سؤال: هل يمكن للبحرية الإيرانية فعلا إغلاق مضيق هرمز؟!
أولا: نظرة على البحرية الإيرانية وبحرية الحرس الثوري
يعود تاريخ تأسيس القوات البحرية الإيرانية إلى الخامس من نوفمبر بالعام 1932، وكانت فيما مضى تحمل اسم “البحرية الإمبراطورية الإيرانية”Imperial Iranian Navy IIN وظل هذا الاسم طوال العهد البهلوي Pahlavi Era حتى سقوط الشاه في ثورة عام 1979، ليتم تغيير الاسم إلى بحرية جمهورية إيران الاسلامية Islamic Republic of Iran Navy IRIN.
تتلخص مهام البحرية الإيرانية في مسؤوليتها عن تشكيل خط الدفاع الرئيس لإيران في الخليج العربي وخليج عمان وما وراءه، حيث تمتد تلك المهام إلى المحيط الهندي وبحر العرب، باعتبار أنه بحرية مياه زرقاء Blue-Water Navy (البحريات القادرة على العمل في المحيطات وأعالي البحار)، ولكنها في الحقيقة، ونظراً لقدراتها الحالية، لا يمكن تصنيفها إلا كبحرية مياه خضراء Green-Water Navy (البحريات القادرة فقط على العمل في المناطق الساحلية والبحار المفتوحة أو المحيطات الواقعة في نطاقها الإقليمي).
يبلغ حجم تلك القوات حوالي 18 ألف فرد شاملين أولئك العاملين في فرعي طيران البحرية Islamic Republic of Iran Navy Aviation ومشاة البحرية Marines اللذين يُعدان من مكوّنات القوات البحرية الإيرانية، هذا إلى جانب القوات البحرية كفرع رئيس من أفرع الجيش الإيراني، يمتلك 18 قاعدة بحرية، كما تم تشكيل قوات الحرس الثوري الإسلامي البحريةIslamic Revolutionary Guard Corps Navy IRGCN، كأحد مكوّنات قوات الحرس الثوري الإيراني.
وعلى الرغم من أن اختصاصاتها تتداخل في الكثير مع وظائف ونطاقات مسؤولية القوات البحرية الإيرانية، إلا أنها تتميز وتختلف في تدريباتها وتجهيزاتها، حيث تلعب دورا رئيساً وحيوياً في الحروب غير النظامية Irregular warfare نظراً لامتلاكها مخزوناً ضخماُ يتألف من 1500 قطعة من الزوارق والعائمات السريعة، ذات الاستخدامات المُنصبة على تكتيكات الكر والفر والحرب اللامتماثلة Asymmetric Warfare، لتكون أشبه بقوة من رجال العصابات Guerilla في البحر، وتحتفظ بترسانة ضخمة من الذخائر، إلى جانب بطاريات صواريخ الدفاع الساحلي والصواريخ الجوّالة المضادة للسفن، والألغام، ناهيك عن وحدة القوات الخاصة البحرية التابعة لها والتي تحمل اسم Sepah Navy Special Force SNSF وتقوم تلك القوات بالدفاع عن المنشآت الإيرانية البعيدة عن الشواطئ، والخطوط الساحلية، والجزر الواقعة في الخليج العربي (الجزر الخاضعة للسيادة الإيرانية إلى جنب تلك المُستولى عليها من الإمارات وهي: أبو موسى – طنب الكبرى – طنب الصغرى)
وقد كانت قوة إيران البحرية في عهد الشاه كبيرة للغاية إذ كانت تمتلك سُفناً حربية مُتطورة، حصلت عليها من الولايات المتحدة وبريطانيا، وتتألف من الفرقاطات والكورفيتات، إلى جانب لنشات الصواريخ فرنسية الصنع، وكاد أسطولها أن يزداد قوة وحجماً بالتعاقد على 8 فرقاطات جديدة من هولندا و4 مدمرات متطورة من الولايات المتحدة، ولكن كلا العقدين تم إلغاؤهما بعد الثورة الإيرانية.
وتأثّرت البحرية الإيرانية بشكل هائل بعد الثورة، نتيجة للعقوبات الاقتصادية وحظر التسليح المفروضين من الولايات المتحدة ومجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، وخاصة أنها كانت تعتمد بشكل رئيس على التسليح الغربي، واضطرت إلى إحالة العديد من سفنها للتقاعد، نظراً لعدم توافر قطع الغيار والدعم اللازمين لتشغيلها.
شاركت البحرية الإيرانية في حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران (22 سبتمبر 1980 – 20 أغسطس 1988)، ونفذت – بمشاركة القوات الجوية الإيرانية – العملية مورواريد Operation Morvarid ضد حفاري نفط عراقيين كانا يحويان راداراً ومعدات للمراقبة والتنصّت مُخصصين لاعتراض العمليات الجوية الإيرانية، ونتج عنها نصر إيراني كامل. هذا إلى جانب اشتعال حرب ناقلات النفط Tanker War تلك التي نشبت بين الجانبين، نتيجة لبدء العراق في قصف الأهداف الاقتصادية وناقلات النفط الإيرانية، لإجبار الجانب الإيراني على الإتيان برد فعل يتسبب في تدخل القوى العظمى بشكل مُباشر بين الصراع لصالح الجانب العراقي، الذي تحقق مُبتغاه.
لجأت إيران بعد الحرب العراقية ـ الإيرانية، إلى شراء المعدات العسكرية البحرية من روسيا والصين وكوريا الشمالية، كبديل للمعدات الغربية، إلى جانب الجهود المحلية لبناء القطع البحرية والغواصات والزوارق، وكذلك تطوير واستنساخ الصواريخ الجوالة والمضادة للسفن، وذلك للإبقاء على بحريتها في حالة فاعلة لتنفيذ المهام الموكلة وخدمة مصالحها في نطاق الإقليم، وخاصة تلك المتعلقة بدعم حلفائها في المنطقة من الدول كسوريا، أو التنظيمات والحركات السياسية الدينية المسلحة، كحزب الله في جنوبي لبنان أو الحوثيين في اليمن، وذلك من خلال تزويدهم بالمعدات العسكرية كصواريخ أرض – أرض والصواريخ المحمولة على الكتف والذخائر والأسلحة الفردية المتنوعة وغيرها.
ثانيا: القدرات العسكرية البحرية لإيران أمام الدول العربية
لدى إيران سلاح غواصات جيد للعمل في المياه الضحلة وغير العميقة كمياه الخليج العربي وتتمثل خطورته في الهجمات السريعة للغواصات القزمية Midget المسلحة بالطوربيدات المضادة للسفن والغواصات وخاصة عند العمل في جماعات، حيث يمثل خطورة بالغة على القطع البحرية الكبيرة كالفرقاطات والمدمرات، ولكنه في الوقت نفسه يسهل كشفه من قبل أيّة قوة بحرية تمتلك منظومات سونار متطورة سواء البحرية السعودية أو الإماراتية أو المصرية خاصة عن طريق البصمة الصوتية المرتفعة لمحركاتها حيث لا تمتلك إيران أية قدرة تكنولوجية متطورة تجعلها قادرة على بناء غواصات ديزل ذات بصمة صوتية منخفضة/ صامتة، ذات هياكل مُصنّعة من مواد ذات نشاط مغناطيسي منخفض كألمانيا، وفرنسا، والسويد، واليابان في المقام الأول أو روسيا والصين في المقام الثاني، وكل تقنياتها مُستنسخة من كوريا الشمالية التي هي بدورها لا تمتلك هذه التقنيات نهائيا.
وبإمعان النظر للدول المتقدّمة عسكريا مثل تركيا أو الهند أو كوريا الجنوبية أو باكستان يمكن اكتشاف أنها جميعها قامت ببناء غواصات الديزل لديها بترخيص (تجميع بنسبة تصنيع محلي) من ألمانيا أو فرنسا وحتى أستراليا نفسها ستحصل على هكذا تقنية من فرنسا، وبالتالي فإن دولا كإيران أو كوريا الشمالية، مفروض عليها عقوبات دولية تحرمها بشكل نهائي من الحصول على تقنيات عسكرية متطورة، كل ما تملكه من قدرات يُعتبر شديد التواضع مقارنة بالدول سالفة الذكر.
الأمر نفسه ينسحب على حالة سفن السطح، فكل ما تملكه إيران من قدرة، يعود إلى حقبتي الستينيات والسبعينيات وبالتالي فإن استنساخها فرقاطات أو كورفيتات جديدة، نتج عنه نسخ متواضعة من حيث جودة التصنيع أو حتى التصميم الذي لا يرتقي نهائيا للتصميمات الحديثة التي تعتمد على التقنيات الشبحية والمحركات المتطورة ذات البصمة الصوتية شديدة الانخفاض وتقنيات الرصد والحرب الإلكترونية والأنظمة التسليحية الأكثر تطور مما لديها، وبناءً على ذلك، فإن هذه القدرات تُمكّنها من القيام بمهام الدفاع في نطاق الخليج العربي ليس أكثر، خاصة أنها تفتقر بشدة إلى منظومات دفاع جوي حديثة تكفل لها قدرة العمل في المياه المفتوحة بعيدا عن سواحلها، فأقوى صاروخ تمتلكه إيران على متن سفنها هو السي – 802 ونسخته الإيرانية ذات التوجيه الراداري والرأس الحربي ذات القدرة التدميرية الأقل من صاروخي الـExocet Block III الفرنسي والـHarpoon Block II الأمريكي المملوكان لبحريات مصر والسعودية والإمارات، وكذلك لا وجود لصواريخ دفاع جوي مماثلة للـMICA أو الـAster-15 الفرنسيان أو صواريخ الـStandard أو الـRAM أو الـSea Sparrow الأمريكية الموجودة أيضا لدى بحريات الدول الثلاث.
أما قدرات الطيران لدى إيران، فهي أقل من المتوسطة، مُتمثلة في مقاتلات إف 14 أو فانتوم أو ميج 29 وجميعها ذات تقنيات تعود لحقبتي السبعينيات والثمانينيات، دون أية تطويرات ذات قيمة ولا يُمكنها توفير قدرة مرافقة وحماية سفنها الحربية، بل فقط تنفيذ الضربات الجوية الخاطفة في مدى قريب من السواحل الإيرانية، على عكس القدرات الهائلة لدى الطيران المصري أو السعودي أو الإماراتي متمثلة في مقاتلات إف 16 والرافال وإف 15 وتايفون وميراج 2000.
وبالنسبة للنشات وزوارق الصواريخ والطوربيد، فإن إيران لديها أعداد هائلة من اللنشات والزوارق التي تتزود جميعها بالصواريخ المضادة للسفن والطوربيدات والقذائف من مختلف الأعيرة، ما يوفر لها قدرة على تشكيل تهديد هائل للسفن في الخليج العربي خاصة في مضيق هرمز، لا سيّما عند استخدامها أساليب الهجوم في مجموعات كبيرة ضد القطع البحرية الثقيلة، مُعتمدة على مقاطها الرادارية والحرارية وبصمتها الصوتية المنخفضة جدا، ما يُزيد من صعوبة رصدها من مسافات كبيرة ومناسبة، وسيتدعي وجود دوريات جوية مُكثّفة ودائمة لتوفير الإنذار المبكر وقدرة التعامل معها من مسافات كافية وفي توقيتات مناسبة، وذلك لتخفيف العبء على القطع البحرية الصديقة، والتي سيتوجّب عليها أن تشتبك مع أعداد كبيرة من تلك الزوارق في آن واحد.
بعكس الحال إذا تعرضت للهجوم، فإن لدى إيران فرصة جيدة جدا للدفاع عن سواحلها عند إشراكها قطعها البحرية وغواصاتها وبطاريات صواريخ الدفاع الساحلي وقواتها الجوية معاً ضد أية هجمات بحرية مُحتملة، وسيتوجّب على المُهاجم الاعتماد على وسائل الرصد بعيدة المدى، كطائرات الإنذار المبكر والدورية والمراقبة البحرية والاستطلاع والمسح الجوي والاستخبار الإلكتروني، لرصد وتحديد الأهداف، مع تُكثيّف استخدم الذخائر الذكية عالية الدقة المُطلقة من مسافات بعيدة من دون الدخول في مواجهات قريبة لتجنب الخسائر.
القاعدة التصنيعية لدى إيران تعتمد على الاجتهادات، لكنها في النهاية تبقى مجرد اجتهادات، وذلك في ظل الافتقار الشديد للتقنيات التصنيعية الحديثة لبناء هياكل السفن والغواصات المتطورة، التي يُمكن مقارنتها بما لدى الدول الأخرى، وتعتمد في المقام الأول على البروبجاندا والميديا العسكرية المُضخّمة، كعامل نفسي مؤثر على المُشاهد والقارئ من غير المُتخصصين.
ثالثا: تسليح البحرية الإيرانية وبحرية الحرس الثوري
تمتلك إيران 3 غواصات “كيلو Kilo Class” من النسخة القديمة 877 EKM بإزاحة 2325 طن غير مُطوّرة ومُسلّحة بالطوربيدات فقط (تم التسليم في الفترة من 1992 – 1997) ولكن أهم نقطة هي تسليحها بطوربيدات حوت Hoot المستنسخة من طوربيدات شكفال Shkval الروسية، وبحسب إدعاء ايران فإن سرعتها 360 كم/ س ومداها الأقصى 15 كم.
كما تمتلك غواصة بساط Besat محلّية البناء بإزاحة 1200 طن وهناك واحدة أخرى قيد البناء وغير معروف مصدر المحركات وخلايا الوقود أو مكوّنات الهيكل وتدّعي إيران أنها مسلحة بالطوربيدات والصواريخ بدون توضيح الأنواع، فضلا عن غواصتين من طراز فاتح Fateh محلّية البناء بإزاحة 600 طن وطولها 48 مترا وتغوص على عمق 200 متر بحد أقصى مُستنسخة في تصميمها من الغواصة Sang-O class الكوريّة الشمالية وغير معروف مصدر محركاتها وخلايا الوقود أو مكوّنات هيكلها.
إضافة إلى ذلك تمتلك إيران غواصة ناهانج Nahang محلّية البناء بإزاحة 350 – 400 طن وطولها 22 مترا (من فئة الغواصات القِزمة Midget) مُستنسخة في الغالب من التصميمات الكورية الشمالية وتشير بعض المصادر إلى بناء إيران غواصتين من هذه الفئة وتدّعي إيران أنها يُمكنها إطلاق الصواريخ بجانب الطوربيدات، وغير معروف مصدر المحركات وخلايا الوقود أو مكوّنات الهيكل بها.
فضلا عن 21 غواصة غدير Ghadir محلّية البناء مُستنسخة من الغواصة يونو Yono-class الكورية الشمالية بإزاحة 120 طنا وطولها 29 مترا وذات قدرة إطلاق الطوربيدات (من فئة الغواصات القِزمة Midget). و4 غواصات يوجو Yugo كورية شمالية بإزاحة 90 طنا (من فئة الغواصات القِزمية Midget).
ولدى إيران 3 فرقاطات ألفاند Alvand-class بريطانية البناء تم تسليمها في (1971 – 1972) بإزاحة 1540 طنا (تُصنّف حاليا كفرقاطة خفيفة أو كورفيت) مسلحة بصواريخ نور Noor محلّية الصنع البالغ مداها 170 كم والمُستنسخة من صواريخ C-802 الصينية المضادة للسفن ذات المدى البالغ 120 كم.
وفرقاطتين موج Moudge إيرانية البناء (5 أخريات قيد البناء) مُستنسخة من الفرقاطة ألفاند Alvand-class البريطانية بإزاحة 1500 طن وطول 90 مترا تدّعي ايران أنها مُدمّرة وهذا غير صحيح فهي تُصنّف كفرقاطة خفيفة أو كورفيت (المدمرة إزاحتها تبدأ من 7000+ طن والفرقاطة إزاحتها تبدأ من 3000+ طن) وهي مسلحة بصواريخ نور Noor المضادة للسفن وغير معروف مصدر المحركات او مُكوّنات الهيكل.
وفرقاطة من طراز ساهاند Sahand إيرانية البناء مُشتقة من الفرقاطة مودج Moudge ولكن بإزاحة أكبر تصل الى 2000 طن (مازالت تُصنّف ككورفيت أو فرقاطة خفيفة) وتتسلح بصواريخ قادر Qader المُشتقة من صواريخ نور Noor المضادة للسفن ويبلغ مداها 200 كم.
هذا إلى جانب كورفيتين من طراز باياندور Bayandor أمريكيي البناء تم تسليمهما في 1964 بإزاحة 1135 طنا ويتم تسليحهما بصواريخ C-802 الصينية المضادة للسفن. وكورفيت حمزة Hamzeh هولندي البناء تم تسليمه في 1965 بإزاحة 580 طناز
وتمتلك إيران 8 لنشات هنديجان Hendijan Class هولندية البناء تم تسليمها في 1985 بإزاحة 447 طنا وتتسلح بصواريخ C-802 الصينية المضادة للسفن. و14 لنشا من فئة Combattante II type فرنسي البناء بإزاحة 275 طنا منقسمة إلى 10 لنشات فئة Kaman تم تسليمها في (1977 – 1981) و4 لنشات فئة Sina محلية البناء مُستنسخة تم تسليمها في (2003 – 2008) وجاري بناء 7 أخريات وهي جميعها مُسلّحة بصواريخ C-802 أو نور Noor المضادة للسفن.
وتقول مصادر دولية في الشؤون العسكرية أن إيران لديها10 لنشات هودونج Houdong وتُعرف أيضا باسم ثوندور Thondar صينية البناء تم تسليمها في (1994 – 1996) بإزاحة 175 طنا مُسلّحة بصواريخ C-802 الصينية المضادة للسفن. و3 لنشات بارفين Parvin أمريكية البناء تم تسليمها في بداية السبعينيات بإزاحة 148 طنا وهي مُسلّحة بصواريخ “نصر 1” مُستنسخة من صواريخ C-704 الصينية الخفيفة المضادة للسفن ويبلغ مداها 35 كم. و10 زوارق C-14 صينية تم تسليمها في 2002 بإزاحة 19 طنا مُسلّحة بصواريخ كوثر المُستنسخة من صواريخ C-701 الصينية الخفيفة المضادة للسفن (يبلغ مداها 15 – 20 كم) أو صواريخ “نصر 1” المُستنسخة من صواريخ “C-704″ الصينية الخفيفة المضادة للسفن.
وتمتلك 10 زوارق MK 13 صينية تم تسليمها في 2006 وغير معروف قدر الإزاحة ولكنها مقاربة لـ”C-14” وهي مسلحة بصواريخ “TL-10” الصينية الخفيفة المضادة للسفن ويبلغ مداها 20 كم وكذلك طوربيدات خفيفة مضادة للسفن والغواصات. و30 زورقا IPS-16 كوري شمالي الأصل بناء محلّي بإزاحة 13.75 طن منقسمين إلى 10 لنشات Paykaap مسلحة بطوربيدات خفيفة مضادة للسفن والغواصات و10 لنشات Bavar مسلحة بصواريخ كوثر و10 لنشات Zolfaghar مسلحة بصواريخ “نصر 1” المُستنسخة من صواريخ C-704 الصينية الخفيفة المضادة للسفن.
كما تمتلك زورق Kajami ويُعرف أيضا باسم Taedong-B كوري شمالي البناء وهو مسلح بطوربيدات خفيفة مضادة للسفن والغواصات. و5 زوارق Gahjae ويُعرف ايضا باسم Taedong-C كوري شمالي البناء مسلح بطوربيدات خفيفة مضادة للسفن والغواصات. و10 زوارق IPS-18 كوري شمالي البناء مسلح بطوربيدات خفيفة مضادة للسفن والغواصات. وزورق Dalaam غير معروف أية تفاصيل عنه غير أنه مجهز بقاذف إطلاق طوربيدات حوت المستنسخة من طوربيدات شكفال الروسية. و15 زورقا Tarlan غير معروف منشأة غير أنه أيضا مجهز بقاذف إطلاق طوربيدات حوت المستنسخة من طوربيدات شكفال الروسية.
هذا إلى جانب أعداد كبيرة من زوارق الدورية السريعة مجهزة براجمات عيار 107 مم لإطلاق القذائف الصاروخية غير الموجهة وكذلك رشاشات ثقيلة عيار 12.7 مم. وأعداد كبيرة من لنشات وزوارق الدورية المزودة برشاشات ثقيلة عيار 12.7 مم ومدافع عيار 20 مم و23 مم و40 مم وقواذف RPG مضادة للدروع ومدافع هاون عيار 60 مم و81 مم لإطلاق قذائف الأعماق المضادة للغواصات.
ومن المهم في هذا السياق معرفة أن إيران تمتلك سفينة خرج Kharg ذات إزاحة بالغة 33 ألف طن تم بناؤها في بريطانيا نهاية السبعينيات، ويمكنها حمل 3 مروحيات بحرية، وتُطلق عليها إيران مُسمى “حاملة مروحيات” وهو أمر غير صحيح على الإطلاق. فضلا عن سفينتين من طراز بندر عباس Bandar Abbas ألمانيتي الصنع ذات إزاحة بالغة 4673 طنا تم تسليمهما في (1973 – 1974).
إلى جانب 7 سفن ديلفار Delvar خفيفة ذات إزاحة بالغة 1300 طن تم بناؤها في باكستان في الثمانينيات، وتستخدم في نقل المعدات والمياه، ويمكن استخدامها كناثرة ألغام بحرية. و4 سفن كانجان Kangan ذات إزاحة بالغة 12 ألف طن، تم بناؤها في الهند في نهاية السبعينيات، ويتم استخدامها في نقل المياه.
وبالنسبة للصواريخ المحمولة بحرا تمتلك إيران صواريخ C-801 الصينية ونسختها الإيرانية ثاقب ومداها 80 كم ذات توجيه راداري. وصواريخ C-801K النسخة المُطلقة جوا من صواريخ C-801 الصينية ومداها 40 كم ذات توجيه راداري. وصواريخ C-802 ونسختها الإيرانية نور ومداها 120 – 170 كم توجيه راداري. وصواريخ قادر Qader المطورة من صواريخ نور ويبلغ مداها 200 كم. وصواريخ قدير Ghadir ويصل مداها إلى 300 كم. وصواريخ كوثر المُستنسخة من صواريخ C-701 وTL-10 الصينية الخفيفة المضادة للسفن وهي: النسخة كوثر مداه 10 كم ذات توجيه تليفزيوني. والنسخة كوثر 1 مداه 15 كم ذو توجيه تليفزيوني. والنسخة كوثر 2 مداه 20 كم ذو توجيه حراري. والنسخة كوثر 3 مداه 25 كم ذو توجيه راداري. وصواريخ “نصر” مُستنسخة من صواريخ C-704 الصينية الخفيفة المضادة للسفن ويبلغ مداها 35 كم ذات توجيه راداري. وصواريخ HY-2 الصينية المضادة للسفن ويبلغ مداها 90 كم ذات توجيه راداري. وصواريخ رعد Ra’ad مستنسخة من صواريخ HY-2 الصينية ويصل مداها إلى 360 كم ذات توجيه راداري. وصواريخ خليج فارس Khalij Fars الباليستية المضادة للسفن يبلغ مداها 300 كم ذات توجيه حراري/ كهروبصري وتحمل رأسا حربيا ثقيلا يزن 650 كج، والمُستنسخة من صواريخ “فاتح ـ 110” أرض – أرض الباليستية التكتيكية ذات المدى البالغ 200 كم.
رابعا: هل تستطيع البحرية الإيرانية إغلاق مضيق هرمز فعليا؟
مضيق هُرمز هو عبارة عن ممر مائي ضيق يصل الخليج العربي بخليج عُمان، ويقع بين الأراضي الإيرانية ونظيرتها العُمانية، ويمر من خلاله 30% إلى 35% من حركة التجارة البحرية من النفط للعالم، بما يقارب 17 مليون برميل يومياً يتم نقلها خلال المضيق، من موانئ العراق، الكويت، البحرين، قطر، الإمارات، والسعودية. وبالتالي فإن توقف حركة الملاحة في هذا المضيق، سوف يخل بالسوق العالمية بشكل هائل؛ لأن كل الواردات النفطية والغازية الكبيرة لدول العالم ـ متضمنة تلك الخاصة بالولايات المتحدة – تعتمد على المرور الآمن للناقلات من هناك.
بعيداً عن التهديدات الإيرانية، فإن هذا الخيار لا يمكن اعتباره إلا بالخيار الأخير والأكثر صعوبة لطهران، التي يعتمد اقتصادها وأنشطتها البحرية على المرور من مضيق هُرمز نفسه. وفي حقيقة الأمر فإن لجوء إيران لهذا الخيار سينتج عنه حرباً عاصفة مع الولايات المتحدة ودول الخليج العربية التي تسعى للحفاظ على حرية حركة الملاحة في المضيق الاستراتيجي. ناهيك عن أن هذا الإجراء يتعارض في الأساس مع جهود إيران لتجنب المزيد من العقوبات الأمريكية الاقتصادية إلى جانب الإبقاء على العلاقات مع الدول الأوروبية والحلفاء كالصين وروسيا، فهي في أمس الحاجة لهم حالياً أكثر من أي وقت مضى.
ومن غير المُستبعد أن تلجأ بحرية الحرس الثوري لأعمال التحرش والمُضايقات للسفن العابرة للمضيق، كاستراتيجية بديلة، ومن دون الدخول في صدام مباشر مع القوة العسكرية الأمريكية أو العربية. وخاصة أنه توجد لدى إيران عدد من السوابق التي لم تنته في صالحها على الإطلاق، ومن أهمها سابقتين رئيستين، وهما عملية “الرامي الرشيق Operation Nible Archer” في 19 أكتوبر 1987، والتي قامت خلالها الولايات المتحدة بمهاجمة وتدمير منُشأتين نفطيتين بحريتين إيرانيتين، رداً على الهجوم الصاروخي الإيراني ضد إحدى ناقلات النفط الكويتية التي كانت تحمل علما أمريكياً، وعملية “فرس النبي Praying Mantis” في 18 إبريل 1988، والتي شنت خلالها القوات الأمريكية هجوماً انتقامياَ ضخماَ داخل المياه الإقليمية الإيرانية، رداً على قيام البحرية الإيرانية بنشر الألغام في مياه الخليج العربي، مُتسببة في إصابة إحدى الفرقاطات الأمريكية المشاركة في عمليات حماية ناقلات النفط الكويتية من الهجمات الإيرانية في أثناء حرب الخليج الأولى، ونتج عن هذا الهجوم إغراق فرقاطة إيرانية وإعطاب أخرى، وإغراق زورق دورية مسلح بالصواريخ، وإغراق 3 زوارق سريعة، وتدمير منصتين، لتفقد البحرية الإيرانية في عدة ساعات أكثر مما فقدته في حربها مع العراق على مدار 8 سنوات.