يعتبر مضيق هرمز (بالإنجليزية: Strait of Hormuz) أحد أهم الممرات المائية في العالم وأكثرها من حيث حركة للسفن، يقع في منطقة الخليج العربي فاصلاً ما بين مياه الخليج العربي من جهة ومياه خليج عُمان وبحر العرب والمحيط الهندي من جهة أخرى، فهو المنفذ البحري الوحيد لكل من العراق والكويت والبحرين وقطر.
حول مضيق هرمز
تحكم مضيق هرمز وتطل عليه من الشمال محافظة بندر عباس الإيرانية وتحكمه من الجنوب محافظة مسندم العمانية التي تشرف على حركة الملاحة البحرية فيه على اعتبار أن ممر السفن يأتي ضمن مياهها الإقليمية.
وهنا لابد من ذكر بعض أهم المعلومات عن مضيق هرمز:
يقع المضيق في جنوبي الخليج العربي ويفصله عن مياه خليج عُمان وبحر العرب.
يحده من الشمال إيران ومن الجنوب سلطنة عُمان.
يحمل المضيق اسم جزيرة هرمز التي تقع في مدخله وكانت في القرن السادس عشر مملكة تخضع لحكم أسرة عربية من عُمان، ونجح البرتغاليون في احتلالها عام 1515، وفي عام 1632 استطاعت القوات البريطانية والفارسية المشتركة طرد البرتغاليين منها، وهي تتبع لإيران منذ ذلك الوقت.
يوجد أيضا في مدخل المضيق عدة جزر أخرى هي جزر قشم ولاراك الإيرانيتين وجزر طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبو موسى الإماراتية وهي محتله من قبل إيران ومحل نزاع مع دولة الإمارات.
حوالي 40 في المئة من الإنتاج العالمي من النفط يمر عبر مضيق هرمز.
يبلغ عرض المضيق 50 كيلو مترا، وعمق المياه فيه 60 مترا.
عرض ممري الدخول والخروج فيه 10.5 كيلو متر، ويستوعب من 20 إلى 30 ناقلة نفط يوميا.
تصدر السعودية 88 بالمئة من إنتاجها النفطي عبر هذا المضيق، والعراق 98 بالمئة، والإمارات 99 المئة، وكل نفط إيران والكويت وقطر، بالإضافة إلى صادرات الغاز.
تعتبر اليابان أكبر مستورد للنفط عبر مضيق هرمز.
جغرافيا المضيق
مساحة مضيق هرمز كبيرة لا بأس بها تسمح بمرور عدد كبير من السّفن يوميّا، ويبلغ طول هذا المضيق حوالي 63 كيلو متراً، كما تبلغ المسافة 34 كيلومتراً من جزيرة لاراك الإيرانية، أمّا مساحة المياه الإقليمة الخارجية للمضيق والتي تنتهي عندها مساحة هذا المضيق تصل إلى حوالي المائة كيلو متر من جنوب غرب جزيرة قشم إلى شواطئ مدينة كنكان الإيرانية.
ولا زالت إيران لا تَعترف باسم الخليج العربي بل تُطلق على هذا الخليج اسم الخليج الفارسي، حيث تُشرف عليه من الجهة الشّماليّة والغربيّة، وتمتلك العديد من الجزر على الخليج العربي ومضيق هرمز، ومن هذه الجزر جزيرة لاراك، وجزيرة قشم، وجزيرة هرمز التي سُمّي المضيق بهذا الاسم نسبةً إليها، وكلها جزر تقع ضمن مياه هذا المضيق.
تكمن أهمية مضيق هرمز بأنه لعب دوراً حيويّا في العصور القديمة، حيث كان يعتبر معبراً بحريّاً مهمّاً يُسهّل حركة مرور السّفن التّجاريّة القادمة من الهند والصين وتعبر بإتجاه دول أوروبا عبر دول غربي آسيا، ودول شمالي إفريقيا، وأبرز أنواع البضائع التجاريّة التي كانت تحملها السفن هي: تجارة البهارات، تجارة التمور، تجارة العود والبخور، وتجارة الأقمشة.
أمّا اليوم يشكّل مضيق هرمز معبراً حيوياً لتجارة النّفط، والبضائع التجارية الضرورية المستوردة لدول الخليج، حيث يبلغ عدد السّفن المُحمّلة بالنفط من عشرين إلى ثلاثين سفينة يوميّاً، ولذلك يُلقّب مضيق هرمز بشريان النّفط العالمي.
سيناريوهات الحرب والسلم
مع دخول موعد تطبيق الولايات المتحدة لعقوبة وقف تصدير النفط الايراني أول شهر مايو الجاري، بدأت تتعالى أصوات التهديد والوعيد وحالة الشد والجذب بين إيران والولايات المتحدة والتهديد بإغلاق المضيق، ما بدأ ينعكس سلبا على المزاج السياسي لدول المنطقة.
ومن الضروري هنا طرح بعض السيناريوهات المحتملة التي قد تحدث في المرحلة المقبلة والتي أضحت تقترب بوتيرة متسارعة، مع ظهور بعض مؤشراتها ودلائلها.
أولا: سيناريو المواجهة
تستمر المواجهة اليومية بين بحرية الحرس الثوري والبحرية الأمريكية، فمنذ سنوات لا يكاد يخلو شهر من حادث عرضي أو احتكاك غير مقصود أو مدروس بين القوتين، ما ينذر بحدوث عمل عسكري محدود قد يتطور إلى حالة حرب بين القوتين، وذلك سيؤثر ضمنا على الملاحة في مضيق هرمز ومياه الخليج العربي، من خلال قيام قوات الحرس الثوري بزرع الألغام وإعاقة مرور السفن باستخدام الصواريخ الساحلية المنتشرة بالفعل على طول السواحل الإيرانية، وهو السيناريو الذي ستتحاشاه القوات الإيرانية لكي لا تتهم بتهديد الإمدادات العالمية، ولكي لا تخسر الحكومة الإيرانية التعاطف الدولي الذي بدأ يتبلور منذ الآن آسيويا وأوروبيا.
ثانيا: سيناريو الحادث المفتعل
قد تضطر بحرية الحرس الثوري لافتعال حادث غرق ناقلة أو تصادم بين سفن تجارية ما سيعيق المرور في مضيق هرمز لبعض الوقت، ويوفر الوقت لكي تحاول إيران الضغط لرفع العقوبات، ويرفع الحرج عن إيران ولا يدخلها في مواجهة مع الولايات المتحدة، وهذا السيناريو ستكون له انعكاسات خطيرة على اقتصاد دول المنطقة من حيث إعاقة خطوط الإمداد التجاري.
ثالثا: سيناريو العمل التخريبي والإرهابي
في هذه الحالة تقوم إيران ومن خلال خلاياها المدعومة من قبل فيلق القدس الذراع الخارجية للحرس الثوري في المنطقة بمهاجمة منصات النفط بالمنطقة وموانئ التصدير والإنتاج وكذلك التعرض لناقلات النفط والسفن التجارية، وذلك لمعاقبة دول المنطقة على مساعدتها خطط الولايات المتحدة ومحاولة خنق إيران اقتصاديا، وهو السيناريو الأخطر والذي ليس من الممكن إثبات التهمة والأعمال التخريبية فيه على إيران أو مناصريها.
خاتمة
مما سبق تناوله يتضح بأن أفضل السيناريوهات المحتملة يعتبر سيئاً وخطراً بكل نواحيه، فالمنطقة مقبلة على فترة من التصعيد السياسي والإعلامي وربما العسكري وهو ما سيعيدها إلى أجواء عام 2003 قبل قيام القوات الأمريكية بغزو العراق وما حدث بعد ذلك من موجات عدم استقرار ارتدادية، ما سيؤدي إلى استنزاف موارد دول الخليج وتوجيهها للإنفاق العسكري والأمني بدلاً من الإنفاق على مشاريع التنمية وترقية المجتمعات ورفاهية المواطنين.
ومن المؤكد أن هذا الشد والجذب سيظل قائما بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية ودول المنطقة حول إمدادات النفط واستيعاضها وحول أمن الممرات المائية وهنا نتحدث عن مضيق هرمز الذي يعتبر واحدا من أهم المضائق المائية في العالم، إن لم يكن أهمها على الإطلاق.
د. خليل ملا يوسف
خبير الشؤون الاستراتيجية والإقليمية