حصلت رئيسة وحدة الرصد والترجمة بالمنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية “أفايب”، شيماء مرسي، على درجة الماجستير في الشؤون الإيرانية من كلية الألسن في جامعة عين شمس بالقاهرة، بتقدير ممتاز.
وحملت الرسالة التي تقدمت بها شيماء مرسي لقسم اللغات الشرقية بكلية الألسن في جامعة عين شمس لنيل درجة الماجستير عنوان “قصة گاو (البقرة) لغلام حسين ساعدى بين الرؤية السردية والرؤية السينمائية دراسة بينية”.
وتألفت لجنة المناقشة والحكم على الرسالة من السادة الأساتذة: الأستاذة الدكتورة/ ثريا محمد علي “مشرفا”، والأستاذ الدكتور/ محمد خيري سعود “مشرفا”، والأستاذ الدكتور/ فكري إبراهيم سليم “مشرفا”، والأستاذ الدكتور/ وليد سيف الدين “مناقشا خارجيا”، والأستاذة الدكتورة/ عزة عبدالله مسلم “مناقشا خارجيا”. وقررت اللجنة الأكاديمية بالإجماع منح شيماء المرسي إبراهيم المرسي درجة “الماجستير” بتقدير ممتاز.
وعالجت الدراسة صيغ التحول بين السينما الإيرانية وبين الأدب الفارسي عند إنتاج المعنى، وتشكيل النسق الفني التخيلي، وكشفت التغييرات التي طرأت على النص الأدبي الفارسي في حلته السينمائية الجديدة تطبيقًا على قصة وسيناريو وفيلم “گاو ـ البقرة” والذي عد بداية الموجة الجديدة في السينما الإيرانية.
كما أن الدراسة تناولت بالشرح والوصف والتحليل والنقد الآليات التي يستعين بها كاتب السيناريو من أجل إنجاح مهمته في تحويل نصٍ أدبي فارسي إلى نصٍ فيلمي، ثم صورة فيلمية، وذلك بالتركيز على مضامين السرد القصصي والسينمائي للقصة القصيرة گاو (البقرة) عند تجسيد الشخصيات وتشخيصها خاصة أن “ساعدي” قد استعان بتكنيكات سينمائية في موضوعها السردي الدرامي، وفي الأحداث المتحركة، ما ساعد على تقوية البنية البصرية في القصة؛ لذا لم يكن غريبا وجود هذا التناغم بين القصة وبين السيناريو والفيلم.
وبرهنت الرسالة على أن الأعمال الأدبية وبخاصة فن القصة القصيرة ليس منوطا بجميعها محاكاة السينما، إلا تلك النصوص التي يعتمد بناؤها السردي على عنصر الصورة، يعني استخدام تقنية سينمائية؛ لأن لغة القصة هي القص والسرد، لا الصورة، أمَّا لغة السينما هي الصورة والحركة. فالتكامل بينهما أو الإضافة إليهما لا يحدث إلا إذا كان صاحبه متمكنًا من أدواته التعبيرية، ومدركًا لخصوصية كل جنس من أجناس الإبداع الذي ينفتح عليه.
من ثمار الدراسة أنها لم تؤكد تشعب الأنساق الدلالية للرؤية السردية والرؤية السينمائية فحسب؛ بل قربت بينهما، وذلك باستعراض رؤى متباينة، ومتداخلة تنبئ بإمكانية تعدد التصورات واتساع التفكير في الموضوع الواحد، أو الفكرة الواحدة في إطار بيني مكَّن من الجمع بين تخصصات متعددة في إطار مفاهيمي. كذلك أسهم في تبادل المكنونات التخصصية لكلٍ من الأدب والسينما، الأمر الذي مكن الباحثة من فهم أفضل لخصوصية كليهما، وتفردهما رغم تداخلهما.
وقد أتاحت الدراسة الفرصة لطرح أسئلة جديدة غير تلك التي جلتها مرتكزا للمناقشة، ومن ضمنها: هل يمكن الاتكاء على مخيلة كاتب السيناريو لترجمة النص السردي الحكائي البحت؟ ما يعني الإعوجاج عن آليات عملية التحويل من الأدب إلى السينما. ثمة سؤال آخر يضاف إلى هذا السؤال، وهو هل يمكن تحويل الأعمال السينمائية إلى أعمال أدبية سردية؟ وحقيقة الأمر أننا قلما نسمع عن عمل أدبي تمت معالجته عن محتوى فيلمي؟ هل لأن الأدب علم قديم، وأكثر شمولية وتشعبًا من السينما؟ على الرغم من أن السينما أثبتت قدرتها على مواكبة التغيرات والتحديات المعرفية. ولا شك أن مثل تلك التسؤلات أنتجت تحديًا معرفيًا جديدًا في حاجة إلى الدراسة.
وفي الختام استطاعت هذه الدراسة البينية دمج المعرفة الفكرية والتطبيقية، لاستخلاص مخرجات علمية عالية الجودة، كما ساعدت على تطوير طريقة التفكير، بل وتعميق الفهم والإبداع في عرض القضايا، ومزج المعلومات من وجهات نظر متعددة؛ ما ساعد على زيادة الوعي على المستويين المعرفي والعلمي، وتحقيق التكامل بين اختلاف وجهات النظر، كذلك التباين في النظرة الإبدعية للأعمال الأدبية والسينمائية على حد سواء.
يشار إلى أن شيماء مرسي تخرجت في شعبة اللغة الفارسية في كلية الألسن بجامعة عين شمس في القاهرة، وسبق لها العمل باحثة في الشؤون الإيرانية، ومحاضرة في اللغة الفارسية لغير أهلها، في عدد من المراكز ذات الصلة، قبل أن تنضم إلى المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية “أفايب”، وتصبح مديرة لوحدة الرصد والترجمة فيه.