شهدت العلاقات الأمريكية ـ الإيرانية في الأسابيع الأخيرة تصعيدا كلاميا عالي الوتيرة، مع تهديدات من الجانبين بشن حرب على الطرف الآخر، على خلفية العقوبات الأمريكية التي اكتملت صورتها على إيران وتراجع صادرات طهران النفطية بشكل حاد إلى جانب التوتر الحادث في الخليج العربي على وقع تلك التصريحات المتبادلة من الجانبين، ما استتبع بروز عدة أسئلة، حول القدرات العسكرية لكل من الطرفين وجاهزية إيران التسليحية والقتالية لخوض حرب متماثلة مع الولايات المتحدة من عدمه.
ملخص تنفيذي
ــ شملت العقوبات الأمريكية على إيران أكثر من 700 شركة وشخصية، متضمنين 400 كانوا تحت عقوبات فعلية في عهد إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، فضلًا عن 300 شخص آخرين، ضمن سلسلة عقوبات ترامب.
ــ تعمد النظام الإيراني تعيين الجنرال حسين سلامي، قائدًا للحرس الثوري، في الثاني والعشرين من إبريل 2019، بعد أسبوعين فقط من تصنيف الرئيس الأمريكي ترامب الحرس الثوري منظمة إرهابية أجنبية، وهو المشهور بتصريحاته اللاذعة وتهديداته الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل منذ أن كان نائبًا لقائد الحرس السابق الجنرال محمد علي جعفري.
ــ ارتكبت إيران خطأ استراتيجيا كان جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي، قد خطط له مسبقا في العام 2017 حين قصد استفزاز إيران، لدفعها خارج الاتفاق حتى تخسر حليفها الأوروبي الذي ناوئ ظاهريا سياسات أمريكا العقابية بحق طهران في العام الأخير.
ــ أشارت تحقيقات الجيش الأمريكي التي تمت بطلب رسمي من دولة الإمارات العربية المتحدة بحسب ما جاء على لسان الأدميرال مايكل جيلداي، مدير الأركان المشتركة، إلى أن قوات الحرس الثوري الإيراني هي المسؤولة عن عملية تخريب السفن التجارية قبالة سواحل الفجيرة الإماراتية، من خلال استخدام الألغام البحرية.
ــ تعد الهجمات الإيرانية على سفن الخليج بمثابة رسائل من إيران مفادها أن العمق الاستراتيجي لدول الخليج ومنافذ تصدير ونقل النفط لديها تقع في متناول يدها، إلى جانب محاولة إظهار دول الخليج بشكل عام والسعودية والإمارات بشكل خاص بمظهر الدولتين غير القادرتين على حماية أمنهما ومصالحهما الاقتصادية.
ــ مارست الولايات المتحدة ضغطا على العراق لضمان عدم تدخل إيران باستخدام عدد من الملفات وعلى رأسها “إعادة الإعمار” الذي يبحث عن ممولين، إلى جانب إمكانية أن تكون بغداد وسيطاً بين طهران – وثيقة الصلة بها- وواشنطن التي كان لها الفضل الأول في تمكين نظام شيعي من الحكم خلفًا للنظام السني القديم إبان عهد الرئيس الراحل صدام حسين.
ــ إمعانًا في إيصال رسالة ردع مباشرة لإيران من قبل أمريكا، أعلنت قيادة الأسطول الخامس الأمريكي عن قيام مجموعة حاملة الطائرات إبراهام لينكولن الضاربةAbraham Lincoln Carrier Strike Group ABECSG ومجموعة الحاملة كيرسارج المُعدّة للإنزال البرمائيKearsarge Amphibious Ready Group ومعها وحدة مشاة البحرية الثانية والعشرون المُعدّة للانتشار الفوري 22nd Marine Expeditionary Unit بتنفيذ تدريب بحري مُشترك في الخليج العربي يومي 17، و18 مايو 2019 لتعزيز ورفع مستوى الكفاءة والفاعلية للقوات الأمريكية للرد على التهديدات وردع أية أعمال لزعزعة استقرار المنطقة ذات الأهمية القصوى لمصالح الولايات المتحدة.
ــ كان الطيارون الإيرانيون في عهد الشاه على مستوى عالي من الكفاءة وكان بحوزتهم إمكانيات تسليحية بالغة التطور في ذلك الوقت، ولكن بعد الثورة وعزل الشاه، ومع غياب تام للتدريبات الدولية المشتركة، أصبحت القدرات القتالية للطيارين الحاليين بالغة التواضع.
ــ تساعد السياسات الإيرانية القوى الدولية على تحقيق مصالحها الاستراتيجية المتمثلة في إحداث توازن استراتيجي قائم على عدم وجود قوة عسكرية مُطلقة ومنفردة في المنطقة يمكنها مواجهة إسرائيل.
ــ تنهض السياسة المصرية على أن عدم التوصل إلى حل نهائي بشأن القضية الفلسطينية هو سبيل إسرائيل لاستثمار مشكلات الدول العربية مع إيران وتمرير مشاريع تضمن لها مزيدًا من التوسع في احتلال الأراضي العربية.
ــ القدرات العسكرية الإيرانية لا تسمح لها بدخول حرب نظامية متماثلة مع القوات الأمريكية في المنطقة نظرا لاختلال الميزان العسكري الهائل بين الجانبين، لذلك من المرجح أن تلجأ إيران إلى استخدام أذرعها عملا بمبدأ الحرب اللامتماثلة، أو تكتفي بالتصعيد الخطابي فحسب.
مقدمة
في الثامن من مايو عام 2018 أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب بلاده أحادي الجانب من خطة العمل الشاملة المشتركةJoint Comprehensive Plan of Action “الاتفاق النووي” والمُوقعة في فيينا يوم 14 يوليو 2015 بين إيران ومجموعة (5 + 1) (الولايات المتحدة – فرنسا ـ بريطانيا ـ روسيا ـ الصين + ألمانيا)، والذي يتعلق بتقييد البرنامج النووي الإيراني، وعدم السماح لطهران بإنتاج البلوتونيوم أو تخصيب اليورانيوم بالنسب اللازمة لإنتاج الأسلحة النووية، وتقليص أعداد أجهزة الطرد المركزي، ليكون برنامجها النووي سلمي لأغراض تجارية وطبية وصناعية، بما يتماشى مع المعايير الدولية للحد من انتشار الأسلحة النووية، جاء ذلك الانسحاب لعدم التزام إيران ببنود الاتفاقية “الكارثية” على حد وصف ترامب، لأنها منحت النظام في طهران مليارات الدولارات التي تم استخدامها في العمليات الانفصالية والجماعات المسلحة، كحزب الله وحماس والحوثيين، إلى جانب قيام إسرائيل بنشر وثائق تؤكد أن إيران سعت للحصول على السلاح النووي، فضلا عن فشل آلية خطة العمل الشاملة المشتركة في التعامل مع برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، بعدم تضمنها لآلية قوية بما يكفي لتنفيذ أعمال التفتيش والتحقيق.[1][2]
وقد أعلن ترامب عن عودة العمل بالعقوبات الأمريكية على إيران، فضلاً عن توقيع حزم جديدة من العقوبات طالت قطاعات النفط والمعادن والبتروكيماويات، وشملت أكثر من 700 شركة وشخصية، متضمنة 400 كانوا تحت عقوبات فعلية في عهد إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، و300 آخرين جُدد.[3]
وكان قد تم وضع استثناء في ذلك الوقت لثماني دول مستوردة للنفط الإيراني (الصين – اليابان – كوريا الجنوبية – تايوان – الهند – اليونان – تركيا – إيطاليا)، وحصلت تلك الدول على فترة سماح لمدة 6 أشهر لإيجاد البدائل المناسبة للنفط الإيراني، والتي بدأت في نوفمبر 2018، وانتهت في الثاني من مايو 2019، وهو الشهر الذي شهد دخول العقوبات الأمريكية على إيران حيز التنفيذ بشكل كامل، ومعه، وعلى التوازي، اندلعت حرب التصريحات المُتبادلة بين طهران وواشنطن، مع تصعيد كلامي كانت بدايته الحقيقية متمثلة في خطاب الرئيس الإيراني حسن روحاني في يوليو 2018 خلال زيارته للنمسا، عندما قال نصًا: “إن أية دولة لن تتمكن من تصدير نفطها من الخليج إذا لم تصدر إيران نفطها”، لتنال تأييدًا فوريًا من المرشد الأعلى خامنئي الذي قال إن تهديدات روحاني بإغلاق مضيق هُرمز إذا ما مُنع تصدير النفط الإيراني “تُعبر عن سياسة ونهج النظام”.
وقد وصل هذا التصعيد إلى أقصاه من قبل المسؤولين الإيرانيين، وعلى رأسهم الجنرال حسين سلامي، الذي تم تعيينه في الثاني والعشرين من إبريل 2019 قائدًا لقوات الحرس الثوري ـ بعد أسبوعين فقط من تصنيف الرئيس الأمريكي ترامب الحرس الثوري منظمة إرهابية – وهو المشهور بتصريحاته اللاذعة وتهديداته ضد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل منذ أن كان نائبًا لقائد الحرس الثوري. [4][5][6][7]
ولعل بحث طبيعة التكافؤ العسكري بين طهران وواشنطن لتحديد مدى نجاح أي منهما في تحقيق النصر العسكري حال النظر إلى أي تحرك عسكري مرتقب يقود إلى رصد طبيعة القدرة العسكرية الإيرانية بالتحديد على عدة مستويات
المستوى الأول: تهديد إيراني وتحرك أمريكي وخليجي
في الخامس من مايو 2019 أعلن مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي جون بولتون، أن الولايات المتحدة سترسل حاملة الطائرات “إبراهام لينكولنUSS Abraham Lincoln ” ومجموعتها القتالية الضاربة، وعدد من قاذفات القنابل الاستراتيجية B-52 Stratofrtress ” إلى منطقة الخليج في رسالة لا لبس فيها لإيران بأن الجانب الأمريكي على أتم استعداد للرد على أية هجمات سيتم تنفيذها، إما بواسطة عناصر الحرس الثوري أو أية قوات نظامية إيرانية.
ومن جانبه أكد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن الولايات المتحدة ستحاسب إيران على أية هجمات على المصالح الأمريكية، وإذا ما تم تنفيذها من قبل طرف ثالث كمليشيات حزب الله، فسوف تحمل واشنطن القيادة الإيرانية المسؤولية المباشرة عن تلك الأعمال.[8][9]
وفي خطوة تُعد استفزازية للدول الأوروبية، جاء الرد الإيراني سريعًا متمثلاً في إعلان طهران تقليصها عددًا من التزاماتها تجاه الاتفاق النووي واستئناف أنشطتها النووية، مع إبلاغها هذا الأمر رسميًا لسفراء فرنسا وبريطانيا وألمانيا والصين وروسيا، وإمهال الدول المُوقعة 60 يومًا للالتزام بجانبها من الاتفاق، خاصة فيما يتعلق بالقطاعين النفطي والمصرفي، فيما ردت الدول الأوروبية الثلاث المعنية بالاتفاقية (فرنسا – ألمانيا – بريطانيا) على طهران بالرفض الحاسم لتلك المهلة، وأنها ستعيد تقييم احترام إيران لالتزاماتها في المجال النووي .[10][11]
في العاشر من مايو، أعلن البنتاجون تصديقه على نشر بطارية دفاع جوي طراز “باتريوت Patriot” المختص بهام اعتراض الصواريخ الباليستية والجوالة إلى جانب الطيران بأنواعه، وكذلك سفينة النقل البرمائيAmphibious Transport Dock” أرلينغتون USS Arlington” التي انضمت لمجموعة الحاملة كيرسارج المُعدّة للإنزال البرمائي Kearsarge Amphibious Ready Group المتواجدة بالفعل في منطقة الخليج.[12]
في الثاني عشر من مايو أعلنت الإمارات تعرض 4 سفن للتخريب في خليج عمان داخل المياه الاقتصادية الإماراتية قبالة ساحل إمارة الفجيرة، وتحمل 2 منها الجنسية السعودية والثالثة إماراتية، في حين حملت الرابعة عل النرويج.[13] ورغم تنصل إيران من هذا الأمر من خلال وصف المتحدث باسم خارجيتها للأمر بـ”المثير للقلق والمؤسف” وتحذيره من “مؤامرات من الحاقدين”، إلا أن تحقيقات الجيش الأمريكي التي تمت بطلب رسمي من الإمارات، أشارت بحسب ما جاء على لسان الأدميرال مايكل جيلداي، مدير الأركان المشتركة إلى أن قوات الحرس الثوري الإيراني هي المسؤولة عن العملية، من خلال استخدام الألغام البحرية، دون الحديث عن الوسائل المستخدمة في نشر تلك الألغام. [14][15]
وهو الأمر الذي سرعان ما تطور إلى ما هو أخطر من ذلك، حيث أعلنت المملكة العربية السعودية في الرابع عشر من مايو الجاري، تعرض 2 من محطات ضخ النفط بمنطقة الدوادمي بالعاصمة الرياض لهجوم بواسطة الطائرات بدون طيار المُسيّرة عن بعد، وهي المسؤولة عن ضخ النفط من حقول المنطقة الشرقية إلى ميناء ينبع بالساحل الغربي المُطل على البحر الأحمر، فيما يُعرف باسم خط أنابيب شرق-غرب، وقد اعترفت مليشيات الحوثي المدعومة من إيران بتنفيذ ذلك الهجوم، في تطور خطير وتهديد مباشر على العمق السعودي والخليجي.[16]
وتمثل تلك العمليات التخريبية رسائل من إيران بأن العمق الاستراتيجي لدول الخليج ومنافذ تصدير ونقل النفط لديها تقع في متناول يدها، إلى جانب محاولة إظهار دول الخليج بشكل عام والسعودية والإمارات بشكل خاص بمظهر الغير قادرتين على حماية أمنهما ومصالحهما الاقتصادية.
ولذلك، فإنه لم يُكن مُستغربًا أبدًا ان تقوم الخارجية الأمريكية في الخامس عشر من مايو، بإصدار أمر لموظفيها “غير الضروريين” بمغادرة العراق، ناشرة بيانًا تطلب فيه أيضًا من رعاياها عدم السفر إلى العراق بسبب “الإرهاب والاختطاف والصراع المسلح”، ولتتبعها الخارجية البريطانية يوم السابع عشر، بإصدار تحذير رعاياها حاملي الجنسيتين البريطانية والإيرانية من السفر إلى إيران، بسبب ما يمكن أن يتعرضوا له من “الاحتجاز التعسفي المستمر وإساءة المعاملة”.
تلك الإجراءات نعتبرها شديدة المنطقية في إطار التوتر والتصعيد بين طهران وواشنطن، حيث تخشى الأخيرة من تعرض موظفيها للاستهداف بواسطة المليشيات والعناصر التابعة لإيران داخل العراق، لا سيّما وأنه بعد يومين فقط من بيان الخارجية الأمريكية، وتحديدًا يوم التاسع عشر من مايو، سقط صاروخ أرض- أرض كاتيوشا في المنطقة الخضراء – عالية التحصين- ببغداد على مسافة تقل عن 1 ميل من السفارة الأمريكية بجوار النصب التذكاري للجندي المجهول، ولكن دون وقوع اية إصابات. [17][18][19]
وبالنظر للعراق تحديداً فإن الولايات المتحدة أولتها اهتمامًا كبيرًا خلال الأزمة الحالية، والذي ظهر جليًا خلال زيارة مفاجئة لم تتجاوز الساعات الأربع لوزير الخارجية مايك بومبيو لبغداد، لاغيًا زارته لبرلين وقبل أسبوع فقط من إصدار البيان سالف الذكر، ليلتقي خلالها برئيس الوزراء عادل عبد المهدي ورئيس الجمهورية برهم صالح، أكد بعدها للمراسلين الصحفيين، أن الجانب العراقي يتفهم طبيعة الموقف، وأن واشنطن لا ترغب بأي تدخل على أرض العراق كذريعة لمهاجمة دولة أخرى، إلى جانب طمأنة القادة في بغداد بأن الولايات المتحدة تقف مستعدة لضمان أن العراق دولة مستقلة ذات سيادة. [20]
قد تكون الولايات المتحدة الأمريكية قد مارست نوعًا من الضغط على العراق لضمان عدم تدخل إيران باستخدام عدد من الملفات وعلى رأسها ملف إعادة إعمار العراق، الذي يبحث عن ممولين، إلى جانب إمكانية أن تكون بغداد وسيطًا بين طهران – وثيقة الصلة بها – وواشنطن التي كان لها الفضل الأول في تمكين نظام شيعي من الحكم، خلفًا للنظام السني القديم إبان عهد الرئيس الراحل صدام حسين.
وفي الثامن عشر من مايو، وجه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، الدعوة لعقد قمتين خليجية وعربية طارئتين في مكة المكرمة نهاية نفس الشهر، لبحث الوضع المتوتر في منطقة الخليج والتهديد والعدوان الإيراني على المصالح السعودية والإماراتية وتداعياته على المنطقة.[21]
وبالتزامن مع الدعوة السعودية لعقد القمتين الطارئتين، وفي نفس اليوم، ذكرت جريدة الشرق الأوسط، أنه، وبحسب مصادر خليجية مُطلعة، فإن السعودية قد وافقت هي وعدد من دول مجلس التعاون الخليجي على طلب من الولايات المتحدة لإعادة انتشار قواتها العسكرية في مياه الخليج العربي، وعلى أراضي دول خليجية، وهو الأمر الذي أصبح مؤكدًا بما لا يدع مجالاً للشك، عندما أعلنت قيادة الأسطول الخامس الأمريكي، أنه اعتبارًا من يوم السبت 18 مايو 2019، بدأت بحريات دول مجلس التعاون الخليجي في تنفيذ الدوريات الأمنية المُعززة في المياه الدولية، وبالتحديد زيادة أعمال التنسيق والاتصال مع بعضها البعض لدعم التعاون البحري الإقليمي وعمليات الأمن البحري في الخليج العربي، وذلك وفقًا لما تم الاتفاق عليه الأسبوع الماضي خلال الاجتماع بمقر قيادة الأسطول الخامس الأمريكي في البحرين بالعاصمة المنامة، حيث أضافت قيادة الأسطول الخامس في بيانها، أن سفن دول مجلس التعاون الخليجي – سواء التابعة للبحرية أو خفر السواحل – تعمل في تنسيق وثيق مع بعضها البعض ومع بحرية الولايات المتحدة.[22][23]
وليس ذلك فحسب، بل وإمعانًا في إيصال رسالة ردع مباشرة، أعلنت قيادة الأسطول الخامس الأمريكي أيضًا عن قيام مجموعة حاملة الطائرات إبراهام لينكولن الضاربة Abraham Lincoln Carrier Strike Group ABECSG ومجموعة الحاملة كيرسارج المُعدّة للإنزال البرمائي Kearsarge Amphibious Ready Groupومعها وحدة مشاة البحرية الثانية والعشرون المُعدّة للانتشار الفوري 22nd Marine Expeditionary Unitبتنفيذ تدريب بحري مُشترك في الخليج العربي يومي 17، و18 مايو 2019 لتعزيز ورفع مستوى الكفاءة والفاعلية للقوات الأمريكية للرد على التهديدات وردع أية أعمال لزعزعة استقرار المنطقة ذات الأهمية القصوى لمصالح الولايات المتحدة. [24]
وسرعان ما جاء الرد الإعلامي الإيراني على لسان رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري، الذي قال أنه على الأعداء أن یدركوا أن القوات المسلحة الشجاعة والقوية تقف في طليعة المواجهة المقدسة والتاريخية، ولن تغفل للحظة عن مكر العدو، خاصة إدارة أمريكا البغيضة ورئيسها الواهم والمتهور. [25]
المستوى الثاني: دلالات إعلان أمريكا نشر قواتها في الخليج
يُعد يومي 24 و25 من شهر مايو 2019، يومان ذاخران بعدد ليس بالهين من الأحداث الهامة في إطار الأزمة الراهنة بين واشنطن وطهران، والتي كانت جاءت في تتابع تلهث معه أنفاس المراقبين والمحللين.
ففي يوم 24 مايو أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” أنها ستقوم بنشر 1500 جندي إضافيين وقدرات دفاعية جديدة في منطقة الخليج العربي، ضمن نطاق مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية US Central Command، التي تشمل منطقة الشرق الأوسط ووسط آسيا، وذلك على النحو الآتي:
– كتيبة صواريخ باتريوت Patriot PAC-3 للدفاع الجوي ضد التهديدات الصاروخية، وتضم 600 جندي متواجدين فعليا في المنطقة، وتم تمديد فترة انتشارهم ليتبقى 900 آخرين سيتم نشرهم لاحقًا مع باقي العناصر.
أ- سرب طائرات مقاتلة لتوفير قدرة إضافية على الردع والعمق لخيارات الاستجابة الجوية.
ب- عناصر إضافية من طائرات الاستخبار، المسح الجوي، والاستطلاع Intelligence, Surveillance & Reconnaissance.
ج- عنصر هندسي لتوفير حماية مُعززة للقوات عبر أنحاء المنطقة.[26]
وأعلن الرئيس دونالد ترامب عن موافقته على نشر العدد الإضافي من القوات، وقال أنها لغرض دفاعي، وأنه لا يعتقد بأن إيران ترغب في دخول حرب مع الولايات المتحدة[27]، وفي خطوة أخرى مفاجئة، أعلن ترامب أن إدارته ستستخدم المادة 36 من قانون صادرات السلاح الأمريكي لتتجاوز صلاحيات الكونجرس في مراجعات عقود التسليح التصديرية، لإتمام 22 عقدًا تسليحيًا مُعلقًا لصالح كلًا من السعودية والإمارات والأردن بقيمة 8.1 مليار دولار، وصرح وزير الخارجية مايك بومبيو بأن ذلك القرار يأتي في إطار دعم حلفاء الولايات المتحدة لردع التهديدات الإيرانية. [28]
أما على صعيد الحرب النفسية الإعلامية، نشر فريق التواصل بوزارة الخارجية الأمريكية، مقطع فيديو، نشر فيه قائمة من الأسلحة والمعدات التي أعلنت إيران عن تصنيعها محليًا وروجت لها بصورة كبيرة في المنطقة والعالم، ولكنها في حقيقة الأمر أسلحة أمريكية وغربية امتلكتها إيران إبّان عهد الشاه، وهو بالأمر الصحيح والذي نوضحه بشيء من التفصيل خلال الأسطر القادمة.[29]
وكعادة مسؤولي طهران في تصريحاتهم المتناقضة، نقلت وكالة “ميزان” للأنباء، يوم 25 مايو، عن الجنرال مرتضى قرباني مستشار القيادة العسكرية الإيرانية، قوله إن بوسع إيران أن تغرق السفن الحربية التي ترسلها الولايات المتحدة إلى منطقة الخليج باستخدام صواريخ و”أسلحة سرية”.
ولكن أحد مساعدي قائد الجيش الإيراني، العميد حسن سيفي، الذي صرح أن طهران تعوّل على العقلاء في الولايات المتحدة لإبعاد شبح الحرب، وفق ما نقلت وكالة مهر للأنباء، ما يُعطي دلالة أن تلك التصريحات لا تعدو كونها مجرد تصريحات إعلامية لا حقيقية. [30][31]
وفي يومي 25 و26 مايو أعلن وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، خلال زيارته للعراق، أن بلاده عرضت على دول الخليج مُقترحاً بتوقيع اتفاقية عدم اعتداء، وأن تلك المقترحات لا تزال على الطاولة، واستبعد أيضًا أن يكون هناك حلاً دبلوماسيًا سريعًا بين إيران والولايات المتحدة مُبررًا ذلك بانقطاع “قنوات الاتصال”.[32][33]
المستوى الثالث: القدرات العسكرية للطرفين
قبل بحث سيناريوهات المواجهة والأدوار التي يمكن تلعبها بعض الدول إقليميًا ودوليًا للوساطة والتهدئة، إلى جانب الدور المصري، يجب رصد تفاصيل القدرات العسكرية للجانبين الإيراني والأمريكي، وتسليح القوات البحرية والقوات الجوية وقوات الدفاع الجوي الإيرانية على وجه التحديد، باعتبارها المنوط بالتصدي لأي هجوم أمريكي محتمل أو تنفيذ أعمال هجوم ضد الجانب الأمريكي أو دول الخليج.
حجم العتاد الحربي الأمريكي الذي نشر في الخليج العربي وطبيعته
تتمثل القوات والمنصات القتالية الرئيسية التي أعلنت الإدارة الأمريكية عن إرسالها لمنطقة الخليج العربي للرد على ما أسمته بـ” التهديدات الإيرانية للمصالح الأمريكية في المنطقة” فيما يلي:
أولًا: مجموعة حاملة الطائرات أبراهام لنكولن الضاربة Abraham Lincoln Carrier Strike Group ABECSG (تتبع سلاح البحرية) وتتألف من:
ـ حاملة الطائرات “إبراهام لينكولن USS Abraham Lincoln” من فئة حاملات “نيميتز Nimitz Class” العملاقة العاملة بالطاقة النووية Nuclear Powered Supercarrier وتبلغ إزاحتها 105 ألف طن وتستطيع حمل حتى 90 طائرة مختلفة (مقاتلات – حرب إلكترونية – إنذار مبكر وتحكم محمول جوًا – مروحيات أنواع).
ـ المجموعة الثانية عشر الضاربة لحاملة الطائرات Carrier Strike Group CSG-12 وتتألف من:
1) طراد الصواريخ المُوجهة Guided Missile Cruiser” ليتي جولف USS Leyte Gulf ” من فئة طرادات “تيكونديروجا Ticonderoga” البالغة إزاحتها القصوى 9800 طن.
2) سرب المدمرات الثاني Destroyer Squadron (DESRON) 2 ويشمل:
– مدمرة الصواريخ الموجهة Guided Missile Destroyer” بينبريدج USS Bainbridge” من فئة مدمرات “آرلي بيرك Arleigh Burke” البالغة إزاحتها القصوى 9200 طن.
– مدمرة الصواريخ الموجهة “ماسون” USS Mason” من فئة آرلي بيرك.
– مدمرة الصواريخ الموجهة “نيتزه” USS Nitze” من فئة آرلي بيرك.
3) مدمرتا صواريخ موجهة مُستقلتان وهما “ماكفاول USS McFaul ” و”جونزاليز USS Gonzalez ” من نفس فئة مدمرات آرلي بيرك.
ثانيًا: مجموعة الحاملة كيرسارج المُعدّة للإنزال البرمائي Kearsarge Amphibious Ready Group ( تتبع سلاح مشاة البحرية ) وتتألف من:
ـ سفينة الهجوم البرمائي Amphibious Assault Ship ” كيرسارج USS Kearsarge ” من فئة ” واسب Wasp-Class ” الحاملة للمروحيات وطائرات القتال ذات قدرة الإقلاع القصير والهبوط العمودي ( طائرات الهجوم والدعم هاريير AV-8B Harrier II بخلاف المروحيات الهجومية البحرية فايبر AH-1Z Viper ومروحيات النقل أوسبري MV-22B Osprey وسوبر ستاليون CH-53E Super Stallion )، وتحمل على متنها أيضا وحدة مشاة البحرية الثانية والعشرون المُعدّة للانتشار الفوري 22nd Marine Expeditionary Unit، وتبلغ إزاحتها القصوى 41 ألف طن.
ـ سفينة النقل البرمائي Amphibious Transport Dock ” آرلينجتون USS Arlington ” من فئة ” سان أنطونيو San Antonio-Class ” ويمكنها حمل حتى 800 مقاتل + 14 مركبة إنزال برمائي مدرعة، بخلاف وسائط الهوفركرافت للإنزال البرمائي، وتبلغ إزاحتها القصوى 25 ألف طن.
ـ سفينة الإنزال المُزودة بحوض الوسائط البرمائية Landing Dock Ship ” فورت ماكهنري Fort McHenry ” من فئة ” ويدبي أيلاند Whidbey Island ” وتسع لـ504 فرد من مشاة البحرية إلى جانب قدرتها على حمل 5 وسائط هوفركرافت للإنزال البرمائي او حتى 36 مركبة هجوم برمائي Amphibious Assault Vehicle AVV.[34]
ثالثًا: طيران القوات الجوية
1) قاذفات القنابل الاستراتيجية الثقيلة بعيدة المدى “القلعة الجوية B-52H Stratofortress ” تمركزت بقاعدة العُديد الجوية في قطر بعدد 4 قاذفات، وهي قادرة على حمل 31.5 طن من القنابل بمختلف الاوزان والأنواع، مُتضمنة عائلة Paveway الموجهة بالليزر أو ذخائر الضرب المباشر المشترك Joint Direct Attack Munitions JDAM الموجهة بأنظمة الـGPS والقنابل النووية التكتيكية والصواريخ الجوالة الشبحية بعيدة المدى.[35]
2) مقاتلات التفوق الجوي Air Superiority Fighter طراز “النسر F-15C Eagle” وصلت للخليج قادمة من قاعدة “لاكينهيث Lakenheath” الجوية في بريطانيا، وكل منها مُسلح بـ6 صواريخ قتال جوي خلف مدى الرؤية طراز “أمرام AIM-120C AMRAAM” وصاروخين للاشتباك الجوي القريب والقتال المتلاحم طراز ” سايدوايندر إكس AIM-9X Sidewinder ” المُوجهة بواسطة مستشعرات خوذة الطيار بمجرد النظر للهدف.[36]
3) مقاتلات الجيل الخامس الشبحية F-35A Lightning II تتمركز بقاعدة الظفرة الجوية بالإمارات بعدد 4 مقاتلات منذ منتصف إبريل 2019.[37]
4) سرب مقاتلات إضافي سيتم نشره قريبًا.
5) سرب طائرات استخبار ومسح جوي واستطلاع سيتم نشره.
رابعًا: أعلن الجيش الأمريكي عن نشره كتيبة من منظومة باتريوت Patriot PAC-3 للدفاع الجوي المضاد للطائرات والصواريخ الباليستية والجوالة إلى منطقة الخليج، وهي متواجدة فعليًا مع 600 جندي تم تمديد فترة نشرهم بخلاف 900 آخرون سيتم نشرهم قريبًا مع باقي المعدات المُقررة كما أسلفنا، كما سبق وأن قام الجيش الأمريكي أيضًا بنشر بطارية من منظومة “ثاد THAAD” للدفاع ضد الصواريخ الباليستية خارج نطاق الغلاف الجوي في صحراء النقب بالأراضي المحتلة في الفترة “مارس – إبريل 2019″، لتنفيذ تدريبات مُشتركة مع القوات الإسرائيلية للتصدي لمخاطر وتهديدات الصواريخ الباليستية الإيرانية، وقد تم – ولأول مرة- دمج منظومة ثاد ضمن شبكة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية والتعامل معها كنظيرتها الإسرائيلية “آرو Arrow”، ولكن تم تشغيلها بواسطة الطواقم الأمريكية.[38]
بحسب تقديرات الموقف الاستراتيجية الواردة بشكل مستمر من القيادة المركزية الأمريكية حول أوضاع الجانب الإيراني المختلفة (سياسيًا – عسكريًا – اقتصاديًا.. إلخ)، يستطيع الجيش الأمريكي نشر المزيد من القوات والمعدات القتالية بالكم والكيف المناسبين للتعامل مع التهديدات المُستجدة، ومن الوضع الحالي للقوات الأمريكية في منطقة الخليج، وبالنظر لحجمها وتسليحها، فإنها وبكل تأكيد ليست قوات مُخصصة لأية عمليات غزو أو اجتياح بري.
الموقف الحالي لسلاح الطيران الإيراني
تم تأسيس القوات الجوية الإيرانية عام 1925 إبّان “العهد البهلوي Pahlavi Era” وحملت اسم “القوات الجوية للإمبراطورية الإيرانية Imperial Iranian Air Force”، واستمرت على هذا المُسمى حتى سقوط الشاه في ثورة عام 1979، ليتغير اسمها بعد ذلك إلى “القوات الجوية لجمهورية إيران الإسلامية IRIAF Islamic Republic of Iran Air Force”، ويبلغ حجم القوات الجوية الإيرانية حاليًا حوالي 37 ألف فرد مُتضمنين أولئك العاملين في فرعي طيران الجيش وطيران البحرية التابعين لها، وتمتلك 17 قاعدة جوية رئيسية، إلى جانب 26 مطار آخر يُمكن استخدامهم كقواعد جوية، ومنها ما هو فعليًا ذات استخدام مدني/عسكري مُشترك.[39][40]
وعلى التوازي، تم تشكيل “القوات الجو فضائية للحرس الثوري الإسلاميIslamic Revolutionary Guard Corps Aerospace Force IRGC AF، وغير معروف عل وجه التحديد عدد الأفراد العاملين بها، حيث تُشارك القوات الجوية نفس المُنشآت، ولكنها تملك أسطولها الخاص من الطائرات الحربية الذي يتضمن طائرات الهجوم الأرضي والدعم والإسناد القريب، المروحيات الهجومية، وطائرات النقل العسكري، وأسطول الطائرات بدون طيار بمختلف نسخها الاستطلاعية والقتالية، إلى جانب قوات الصواريخ Missile Forces المسؤولة عن تشغيل وإدارة الصواريخ الباليستية قصيرة المدى وتلك ذات المديات الاكثر طولاً التي تتجاوز 1000 كم بمختلف أنواعها (شهاب – فجر – قدر – عاشوراء – سجيل – عماد). [41]
امتلكت إيران في عهد الشاه، قوات جوية بالغة التطور والحداثة، وذلك بفضل الدعم الكامل والمُطلق من الولايات المتحدة، حيث حصلت على المقاتلة الأيقونة لتلك الفترة ” إف-14 F-14 Tomcat” المُختصة بمهام السيطرة الجوية والدفاع الجوي، لتُصبح القوة الجوية الوحيدة في العالم، إلى جانب القوات الجوية الأمريكية، التي تتسلح بتلك المقاتلة، إلى جانب المقاتلات القاذفة الأكثر شهرة “فانتوم F-4 Phantom II” والمروحيات الهجومية “AH-1J Super Cobra”، وغيرها من المنظومات التسليحية المتطورة في تلك الفترة.
وكادت إيران أن تكون أول قوة جوية في العالم – بعد نظيرتها الأمريكية – لتحصل على المقاتلة الأمريكية متعددة المهام الأحدث “الصقر المقاتل F-16 Fighting Falcon ” التي قدمت طلبًا للحصول على 150 مقاتلة منها عام 1976، ولكن لم يتم التسليم نهائيًا نتيجة اندلاع الثورة الإيرانية، لتُصبح تتلك الصفقة من نصيب القوات الجوية الإسرائيلية التي بدأت في استلامها عام 1980.[42][43][44]
وفي فترة الحرب العراقية – الإيرانية (1980- 1988)، وبعد فرض عقوبات اقتصادية وحظر تسليح من الولايات المتحدة بعد الثورة التي أطاحت بالشاه عام 1979، دخلت إيران في حالة من حرب الاستنزاف مع العراق مع تطور مراحل الحرب، ومع حصول العراق على مقاتلات جديدة ومعدات عسكرية جديدة، وأصبحت في وضعية دفاعية معظم الوقت للتصدي للهجمات الجوية للطيران العراقي على المدن والأهداف الإقتصادية والمنصات النفطية في الخليج العربي، وعلى الرغم من بذلها جهودًا مُكثّفة لتوفير قطع غيار محلية الصنع بديلة لنظيرتها الأمريكية للحفاظ على الكفاءة التشغيلية لأسطولها الجوي، إلا أن إيران وجدت نفسها أيضاً في مواجهة الولايات المتحدة أيضًا بداية منذ عام 1987، والتي تدخلت لحماية ناقلات النفط الخليجية في فترة ما يُعرف بـ”حرب الناقلات”، وكل ذلك دون وجود أي وسيلة لتعويض خسائرها من الطائرات نفسها، إلى جانب إنهاكها بشكل هائل في المواجهات الجوية العديدة التي حدثت في الفترة من يوليو 1987 حتى أغسطس 1988، لحماية مجالها الجوي ضد الهجمات المتكررة الطيران العراقي.[45][46]
وللحقيقة أفضل طيارو إيران كانوا في عهد الشاه وكانوا على أعلى مستوى ممكن، وكان بحوزتهم إمكانيات تسليحية بالغة التطور في ذلك الوقت، ولكن، وبعد الثورة وعزل الشاه، ومع غياب تام للتدريبات الدولية المشتركة، كان حال الطيارين الجُدد ينتقل من سيء إلى أسوأ.
بيان تفصيلي لمكوّنات التسليح الخاص بالقوات الجوية الإيرانية شاملاً طيران الحرس الثوري
الطائرات المقاتلة:
1- مقاتلات السيطرة الجوية إف-14 F-14A Tom Cat الأمريكية:
حوالي 24 – 40 مقاتلة في الخدمة من أصل 79 مقاتلة تم استلامهم في السبعينيات، وأعلن الايرانيون أنهم طوروا الرادار وأنهم قاموا بدمج صواريخ HAWK الأمريكية الخاصة بالدفاع الجوي عليها، بالإضافة لدمج صاروخ القتال الجوي الروسي متوسط المدى R-27 عليها.
2- مقاتلات ميج-29 MiG-29 Fulcrum الاعتراضية الروسية
حوالي 20 – 30 مقاتلة، 4 منها عراقية هربت أثناء حرب الخليج الثانية، وتم تطوير عددًا منها تطويرًا جزئيًا محدودًا وليس كاملًا، حيث تم تحديث بعض الأنظمة وتفعيل بعض الصواريخ، ولكنها لا تستطيع إطلاق قاذفات R-77الرئيسية المخصصة للقتال الجوي خلف مدى الرؤية.
3- مقاتلات فانتوم F4D/E Phantom القاذفة الامريكية
حوالي 42 – 60 مقاتلة تبقت في الخدمة من أصل 225 مقاتلة تم استلامهم منذ أواخر الستينيات وحتى السبعينيات، وقامت إيران باستنساخ راداراتها الأمريكية بأخرى صينية، بالإضافة لدمج صواريخ PL-7 الصينية جو- جو قصيرة المدى، إلى جانب صواريخ Nasr-1 قصيرة المدى المضادة للسفن والبالغ مداها 35 كم “استنساخ إيراني لصواريخ C-704 الصينية قصيرة المدى المضادة للسفن” وصواريخ نور Noor محلية الصنع البالغ مداها 170 كم، ونسختها الأحدث قادر Qader البالغ مداها 200 كم “استنسخها الإيرانيون من صواريخ C-802 الصينية المضادة للسفن البالغ مداها 120 كم بعدمًا اوقف الصينيون التعاقد الإيراني بضغط أمريكي في عام 1995).
4- مقاتلات إف-5 F-5E/F Tiger II الخفيفة الأمريكية
حوالي 24 مقاتلة تبقت في الخدمة وصالحة للطيران، وكان العدد يصل إلى 60 مقاتلة في التسعينيات من أصل 179 مقاتلة تم استلامهم منذ منتصف الستينيات وحتى منتصف السبعينيات، وقامت إيران بعمل بعض التطويرات على الرادار ودمج صواريخ روسية – صينية جو- جو قصيرة المدى عليها، بجانب صواريخ سايدويندر الأمريكية من النسخ القديمة.
قالت إيران إنها قامت بتصنيع مقاتلة جديدة تحمل اسم “كوثر” ولكنها بكل بساطة مقاتلة إف-5 مُعاد طلاؤها، وهي التي تحدث عنها فريق التواصل للخارجية الأمريكية في مقطع الفيديو سالف الذكر، والذي تضمن أيضًا الحديث عما يُسمى بقاهر-313، التي ادعت إيران أنها هي الأخرى تصميم لمقاتلة “شبحية”، والتي في حقيقة الأمر لا تعدو كونها نموذج هزلي لا يصلح علميًا وفيزيائيًا للطيران بأي صورة من الصور.
5- مقاتلات ميراج- إف1 Mirage F-1 متعددة المهام الفرنسية:
لدى إيران منها 9 مقاتلات كانت تابعة للقوات الجوية العراقية، وهربت للأراضي الإيرانية عام 1991.
6- مقاتلات إف-7 F-7M الصينية “الاستنساخ الصيني للميج 21 السوفييتية العريقة”:
حوالي 17 مقاتلة في الخدمة.
7- طائرات سو-22 Su-20/22 Fitter القاذفة الروسية:
حوالي 40 طائرة فرت جميعها من العراق عام ،1991 وتبقى منها عدد بسيط في الخدمة يُقدّر بحوالي 7، وخضعت لأعمال عمرة وصيانة، وتتبع طيران الحرس الثوري.
8- مقاتلات سو-24 Su-24K/MK القاذفة الروسية:
حوالي 23 مقاتلة عدد منها يعود للعراق وهرب أثناء الحرب عام 1991، وهي مخصصة للهجوم الأرضي وتم تزويدها بصواريخ مضادة للسفن.
9- طائرات الهجوم الأرضي سو-25 Su-25UBK/UBT الروسية:
لدى إيران منها حوالي 10 طائرات جميعها هربت من العراق عام 1991، وتستخدم في الهجوم الأرضي والدعم والإسناد القريب للقوات البرية، وتتبع طيران الحرس الثوري.
طائرات النقل والإنذار المبكر والمراقبة
– طائرة إليوشن IL-76 الروسية
طائرتان للإنذار المبكر (أواكس AWACS) كانتا تخدمان لدى القوات الجوية العراقية تحت اسم “عدنان 1” وهربتا أثناء الحرب عام 1991 وتحطمت إحداهما في حادث عام 2009، وتبقت واحدة فقط في الخدمة إلى جانب 5 طائرات إليوشن 76 أخريات تخدم في مهام النقل ومنها 2 مُخصصتان لطيران الحرس الثوري.
– طائرة أوريون P-3F Orion الأمريكية:
حوالي 5 طائرات لأعمال المراقبة البحرية تم الحصول عليهم في السبعينيات.
– طائرات سي-130 هيركليز C-130 Hercules:
امتلكت إيران 60 طائرة منذ الستينيات والسبعينيات وأخذت تتساقط حتى أصبح العدد 29 بسبب تهالكها وعدم وجود أي برامج صيانة أو عمرة أو تزود بقطع الغيار، ويذكر أنه سقطت إحدى هذه الطائرات وعلى متنها 94 فرًدا منهم 40 صحفيًا بالإضافة لـ12 آخرين، وذلك عام 2005.
– طائرات أنتونوف AN-74 الأوكرانية:
7 طائرات نقل تخدم لدى طيران الحرس الثوري.
– طائرات بوينج Boeing-707 الأمريكية:
ـ 5 طائرات منذ السبعينيات ومنها 4 مخصصة للتزود بالوقود جوًا وواحدة للنقل.
– طائرات بوينج Boeing-747 الأمريكية:
ـ 9 طائرات منذ السبعينيات ومنها 3 مخصصة للتزود بالوقود جوًا و6 للنقل.
– طائرات فالكون 20 Dassault Falcon 20 الفرنسية:
ـ 3 طائرات تخدم واحدة فقط منها في مهام الدورية البحرية لصالح طيران البحرية وواحدة أخرى للنقل لدى طيران الحرس الثوري.
– طائرات فوكر Fokker F27 Friendship الهولندية:
12 طائرة تخدم 9 منها في مهام النقل لدى طيران القوات الجوية، و2 للنقل لدى طيران الجيش و1 للدورية البحرية لدى طيران البحرية.
المروحيات
مروحيات سوبر كوبرا AH-1J Super Cobra الأمريكية
في بداية السبعينيات اشترت إيران 202 مروحية سوبر كوبرا قتالية من النسخة المحسنة AH-1J International عالية التجهيز والتسليح، وبحسب المصادر فقدت منها حوالي 13 مروحية خلال الحرب مع العراق وغير معروف الأعداد المتبقية في الخدمة منها الآن “ربما 50 – 60 مروحية”، ولكن خضعت للعديد من التطويرات والتعديلات المحلية لتزعم إيران إنتاجها لمروحيات جديدة ولكنها في الحقيقة مروحيات سوبر كوبرا نفسها تم إعادة طلائها مع باقي التعديلات تحت مُسمى “Panha 2091” و “طوفان Toufan”، وتم الإشارة لها أيضًا في فيديو فريق التواصل للخارجية الأمريكية سالف الذكر.
مروحيات شينوك CH-47 Chinook الأمريكية
مروحيات نقل عسكري امتلكت إيران منها في الأساس 81 مروحية، وتبقى منها 40 تخدم 38 منها لدى طيران البحرية.
مروحيات Mi-8/M-171 الروسية
حوالي 22 مروحية منها 17 تخدم لدى طيران الحرس الثوري و5 لدى طيران البحرية.
مروحيات بيل Bell 214/212/206 الأمريكية
مروحيات نقل ودعم خدمات عامة يخدم منها 25 مروحية لدى طيران الجيش و5 لدى طيران القوات الجوية و8 لدى طيران البحرية.
مروحيات RH-53D الأمريكية
5 مروحيات تابعة لسلاح البحرية الأمريكية استولت عليها إيران بعد أن تخلى عنها أفراد القوات الخاصة الأمريكية المنفذين لعملية “مخلب النسر Operation Eagle Claw” لإنقاذ الرهائن من السفارة الأمريكية في طهران عام 1980 والتي باءت بالفشل.
مروحيات Sikorsky SH-3 Sea King الأمريكية
20 مروحية للمهام البحرية تبقى منها 8 في الخدمة من النسخة ASH-3D المبنية بترخيص لدى شركة أجوستا Agusta في إيطاليا.
بيان مُوجز لمكوّنات تسليح الدفاع الجوي الإيراني
تم اعتبار قوات الدفاع الجوي كفرع رئيسي من أفرع القوات المسلحة الإيرانية عام 2008 تحت مسمى” قوات الدفاع الجوي لجمهورية إيران الإسلامية Islamic Republic of Iran Air Defense Force بعد أن كانت تابعة للقوات البرية. [47]
لا يختلف حال الدفاع الجوي الإيراني عن حال القوات الجوية من حيث التسليح الأمريكي والغربي إبّان عهد الشاه، قبل أن يتوقف الدعم الفني للمنظومات الإيرانية بعد الثورة عام 1979 نتيجة للعقوبات الأمريكية.
وإذا نظرنا سريعًا على المكوّن التسليحي للدفاع الجوي الإيراني قديما، فسنجد أنه كان يعتمد على منظومتين أمريكية وبريطانية ومنظومتين سوفييتيين هما:
أ- منظومة هوك Hawk الأمريكية متوسطة المدى، وأدعت إيران أنتها استنسخت منها نسخة بعيدة المدى ” مرصاد ” يصل مداها إلى 100 كم بدلا من 30 كم للنسخة القديمة التي كانت تملكها. [48]
ب- منظومة رابيير Rapier البريطانية قصيرة المدى ويصل مداها الى 10 كم.[49]
ج- منظومة S-200 السوفييتية بعيدة المدى ( تعرف أيضا باسم SA-5) والتي يصل مداها إلى أكثر من 200 كم بحسب النسخة، وادعت إيران أنها استنسخت إصدارات أحدث تصل مداها إلى أكثر من 300 كم. [50]
د- منظومة SA-6 السوفييتية متوسطة المدى، يصل مداها إلى 24 كم، وتدعي إيران أنها انتجت نسخة حديثة منها بعيدة المدى تحمل إسم رعد وطير. [51]
أما فيما بعد ذلك، فقد بدأت إيران في الحصول على أنظمة صينية وسوفييتية وروسية وقامت – بحسب ادعائها- باستنساخ بعضًا منها وابتكار البعض الآخر على النحو الآتي:
1- نظام صياد
وهو نسخة كورية شمالية- مُطعمة بتقنيات صينية- مبنية على نظام HQ-2 الصيني والذي هو بدوره منسوخ من منظومة “SA-2” السوفييتية متوسطة المدى، وتدّعي إيران أن نسخته الحديثة “صياد-2” يمكن أن يصل مداها إلى 80 – 100 كم. [52]
2- نظام Bavar 373 بعيد المدى
تدعي إيران أنها ابتكرته كبديل منظومة الدفاع الجوي الروسية بعيدة المدى S-300، الذي رفضت موسكو إمداد طهران به في الفترة “2010 – 2015 “، وغير معروف أية تفاصيل عنه.[53]
3- نظام S-300PMU2 الروسي بعيد المدى
يصل مدى النظام إلى 200 كم، حصلت عليه إيران عام 2016، ما يؤكد كذب ادعاءاتها بتصنيع منظومة محلية بديلة، وخاصة في ظل افتقارها الشديد للمعرفة التقنية والقدرات التصنيعية المتطورة لتصنيع منظومة حديثة بهذا المستوى كالمنظومة الروسية التي تعد من أقوى وأفضل أنظمة الدفاع الجوي في العالم، وحتى الصين نفسها بتقدمها التقني الهائل تصنع منظومتها المماثلة للإس-300 بترخيص روسي. [54]
هناك منظومات أخرى عديدة هي في حقيقة الأمر ذات أصول صينية أو أمريكية ولا علاقة لها بأية ابتكارات محلية، ونفس الأمر ينطبق على الرادارات التي أخذت إيران في الإعلان عن طرازات وأسماء لا نهاية لها، تدعي أنها صنعتها بتقنيات محلية، وهي في حقيقة الأمر صناعات دقيقة ومُعقّدة ولا تمتلك طهران القاعدة التصنيعية التكنولوجية لتصنيعها، أو على أقل تقدير، تصنيع نسخ ذات جودة وكفاءة تصل للحد الأدنى من مستويات الجودة العالمية لمثيلاتها لدى الدول الأخرى.
الموقف الحالي لسلاح البحرية الإيرانية
يعود تاريخ تأسيس القوات البحرية الإيرانية إلى الخامس من نوفمبر عام 1932، وكانت تحمل إسم “البحرية الإمبراطورية الإيرانية Imperial Iranian Navy IIN” طوال العهد البهلوي Pahlavi Era” حتى سقوط الشاه في ثورة عام 1979، ليتم تغيير الاسم إلى بحرية جمهورية إيران الإسلامية Islamic Republic of Iran Navy IRIN.
تتلخص مهام البحرية الإيرانية في مسؤوليتها عن تشكيل خط الدفاع الرئيسي لإيران في الخليج العربي وخليج عمان وما وراؤه، حيث تمتد تلك المهام إلى المحيط الهندي وبحر العرب، باعتبار أنه بحرية مياه زرقاء Blue-Water Navy (البحريات القادرة على العمل في المحيطات وأعالي البحار)، ولكنها في الحقيقة، ونظرًا لقدراتها الحالية، لا يمكن تصنيفها إلا كبحرية مياه خضراء Green-Water Navy (البحريات القادرة على العمل في المناطق الساحلية والبحار المفتوحة أو المحيطات الواقعة في نطاقها الإقليمي)، ويبلغ حجم تلك القوات حوالي 18 ألف فرد شاملين أولئك العاملين في فرعي طيران البحرية Islamic Republic of Iran Navy Aviationومشاة البحرية Marines اللذين يُعدا من مكوّنات القوات البحرية الإيرانية.
إلى جانب القوات البحرية كفرع رئيسي من أفرع الجيش، تم أيضًا تشكيل قوات الحرس الثوري الإسلامي البحرية Islamic Revolutionary Guard Corps Navy IRGCN، كأحد مكوّنات قوات الحرس الثوري الإيراني، وعلى الرغم من أن اختصاصاتها تتداخل في الكثير من وظائف ونطاقات مسؤولية القوات البحرية الإيرانية، إلا أنها تتميز وتختلف في تدريباتها وتجهيزاتها، حيث تلعب دورًا رئيسيًا وحيويًا في الحروب الغير نظامية Irregular warfare نظراً لامتلاكها مخزونًا ضخمًا يتألف من 1500 قطعة من الزوارق والعائمات السريعة، ذات الاستخدامات المُنصبة على تكتيكات الكر والفر والحرب اللا متماثلة Asymmetric Warfare، لتكون أشبه بقوة من رجال العصابات Guerilla في البحر، تحتفظ بترسانة ضخمة من الذخائر، إلى جانب بطاريات صواريخ الدفاع الساحلي والصواريخ الجوّالة المضادة للسفن، والألغام، ناهيك عن وحدة القوات الخاصة البحرية التابعة لها والتي تحمل اسم “Sepah Navy Special Force SNSF”، وتقوم تلك القوات بالدفاع عن المنشآت الإيرانية البعيدة عن الشواطئ، الخطوط الساحلية، والجزر الواقعة في الخليج العربي (الجزر الخاضعة للسيادة الإيرانية إلى جنب تلك المُستولى عليها من الإمارات “أبو موسى – طنب الكبرى – طنب الصغرى”).[55][56][57][58]
كانت قوة إيران البحرية في عهد الشاه تمتلك سُفنًا حربية مُتطورة، حصلت عليها من الولايات المتحدة وبريطانيا، تتألف من الفرقاطات والكورفيتات، إلى جانب لانشات الصواريخ فرنسية الصنع، وكاد أسطولها أن يزداد قوة وحجمًا بالتعاقد على غواصات من ألمانيا الغربية وقطع بحرية أخرى أوروبية و4 مدمرات متطورة من الولايات المتحدة، ولكن تلك العقود تمل إلغاؤها بعد الثورة الإيرانية، وتأثّرت البحرية الإيرانية بشكل هائل بعد الثورة، نتيجة للعقوبات الإقتصادية وحظر التسليح المفروضين من الولايات المتحدة، وخاصة أنها كانت تعتمد بشكل رئيسي على التسليح الغربي، حيث اضطرت إلى إحالة العديد من سفنها للتقاعد، نظرًا لعدم توافر قطع الغيار والدعم اللازمين لتشغيلها.[59][60]
لجأت إيران بعد الحرب العراقية الإيرانية، وتكبدها خسائر فادحة، إلى شراء المعدات العسكرية البحرية من روسيا والصين وكوريا الشمالية، كبديل للمعدات الغربية، إلى الجهود المحلية لبناء القطع البحرية والغواصات والزوارق، وكذلك تطوير واستنساخ الصواريخ الجوالة والمضادة للسفن، وذلك للإبقاء على بحريتها في حالة فاعلة لتنفيذ المهام الموكلة وخدمة مصالحها في نطاق الإقليم، وخاصة تلك المتعلقة بدعم حلفائها في المنطقة من الدول كسوريا، او التنظيمات والحركات السياسية الدينية المسلحة، كحزب الله في جنوب لبنان أو الحوثيين في اليمن، وذلك من خلال تزويدهم بالمعدات العسكرية كالصواريخ أرض- أرض والصواريخ المحمولة على الكتف والذخائر والأسلحة الفردية المتنوعة وغيرها.[61][62][63]
بيان تفصيلي لمكوّنات تسليح البحرية الإيرانية شاملة بحرية الحرس الثوري:
الغواصات
– 3 غواصات “كيلو Kilo Class” من النسخة القديمة ” EKM 87″ بإزاحة 2325 طن غير مُطوّرة ومُسلّحة بالطوربيدات فقط، حصلت عليهم إيران في الفترة من 1992 إلى 1997، ولكن أهم نقطة هي تسليحها بطوربيدات “حوت Hoot ” المستنسخة من طوربيدات “شكفال Shkval” الروسية، وبحسب ادعاء إيران فإن سرعتها 360 كم / س ومداها الأقصى 15 كم.
– غواصات “بساط Besat” محلّية البناء بإزاحة 1200 طن، وهناك واحدة أخرى قيد البناء وغير معروف مصدر المحركات وخلايا الوقود أو مكوّنات الهيكل، وتدّعي إيران أنها مسلحة بالطوربيدات والصواريخ بدون توضيح للأنواع.
– غواصات “فاتح Fateh” محلّية البناء بإزاحة 600 طن وطولها 48 متر، وتغوص على عمق 200 متر بحد أقصى مُستنسخة في تصميمها من الغواصة “Sang-O class” الكوريّة الشمالية وغير معروف مصدر المحركات وخلايا الوقود أو مكوّنات الهيكل.
– غواصات “ناهانج Nahang” محلّية البناء بإزاحة 350 – 400 طن وطولها 22 متر “من فئة الغواصات القِزمة Midget” مُستنسخة في الغالب من التصميمات الكورية الشمالية، وتشير بعض المصادر إلى بناء غواصتين من هذه الفئة وتدّعي إيران أنها يُمكنها إطلاق الصواريخ بجانب الطوربيدات، وغير معروف مصدر المحركات وخلايا الوقود أو مكوّنات الهيكل.
– غواصات “غدير Ghadir” محلّية البناء مُستنسخة من الغواصة “يونو Yono-class” الكورية الشمالية بإزاحة 120 طن وطولها 29 متر وذات قدرة إطلاق الطوربيدات “من فئة الغواصات القِزمة Midget”.
-غواصات “يوجو Yugo” كورية شمالية بإزاحة 90 طن “من فئة الغواصات القِزمية Midget”.
الفرقاطات
– 3 فرقاطات من طراز “ألفاند Alvand-class” بريطانية الصنع، تم تسليمهم ما بين 1971 – 1972، بإزاحة 1540 طن “تُصنّف حاليًا كفرقاطة خفيفة أو كورفيت” مسلحة بصواريخ “نور Noor” محلّية الصنع البالع مداها 170 كم، والمُستنسخة من صواريخ “C-802” الصينية المضادة للسفن ذات المدى البالغ 120 كم.
– فرقاطتين “موج Moudge” إيرانية الصنع “5 أخريات قيد البناء” مُستنسخة من الفرقاطة “ألفاند Alvand-class” البريطانية بإزاحة 1500 طن وطول 90 متر، وتدّعي إيران أنها مُدمّرة وهذا غير صحيح فهي تُصنّف كفرقاطة خفيفة أو كورفيت “المدمرة إزاحتها تبدأ من 7000+ طن والفرقاطة إزاحتها تبدأ من 3000+ طن”، وهي مسلحة بصواريخ “نور Noor” المضادة للسفن وغير معروف مصدر المحركات أو مُكوّنات الهيكل.
– فرقاطة “ساهاند Sahand” إيرانية الصنع مُشتقة من الفرقاطة “مودج Moudge” ولكن بإزاحة أكبر تصل الى 2000 طن “مازالت تُصنّف ككورفيت أو فرقاطة خفيفة”، وتتسلح بصواريخ “قادر Qader” المُشتقة من صواريخ “نور Noor” المضادة للسفن ويبلغ مداها 200 كم.
الكورفيتات
– كورفيتين “باياندور Bayandor” أمريكي البناء، تم تسليمهم في 1964 بإزاحة 1135 طن، ويتم تسليحهم بصواريخ “C-802” الصينية المضادة للسفن.
– كورفيت “حمزة Hamzeh” هولندي البناء تم تسليمه في 1965 بإزاحة 580 طن.
لانشات الصواريخ وزوارق الطوربيد:
– 8 لانشات من طراز “هنديجان Hendijan Class” هولندية الصنع، تم تسليمهم في 1985 بإزاحة 447 طن وتتسلح بصواريخ “C-802” الصينية المضادة للسفن.
– 14 لانش من طراز “Combattante II type” فرنسي الصنع بإزاحة 275 طن، منقسمين إلى 10 لانشات فئة “Kaman” تم تسليمهم في ما بين عامي 1977 و 1981، و4 لانشات فئة “Sina” محلية الصنع مُستنسخة تم تسليمها في “2003 – 2008” وجاري بناء 7 أخرى، وهي جميعها عادة ما يتم تسليحها بصواريخ “C-802” أو “نور Noor” المضادة للسفن.
– 10 لانشات “هودونج Houdong ” وتُعرف ايضا باسم “ثوندور Thondar” صينية البناء تم تسليمهم في بين “1994 – 1996” بإزاحة 175 طن مُسلّحة بصواريخ “C-802” الصينية المضادة للسفن.
– 3 لانشات “بارفين Parvin” أمريكية الصنع، تم تسليمهم في بداية السبعينيات بإزاحة 148 طن، وهي مُسلّحة بصواريخ “نصر 1” مُستنسخة من صواريخ “C-704” الصينية الخفيفة المضادة للسفن ويبلغ مداها 35 كم.
– 10 زوارق من طراز “C-14” صينية الصنع، تم تسليمها في 2002 بإزاحة 19 طن مُسلّحة بصواريخ “كوثر” المُستنسخة من صواريخ “C-701” الصينية الخفيفة المضادة للسفن، ويبلغ مداها 15 – 20 كم، أو صواريخ “نصر 1” المُستنسخة من صواريخ “C-704” الصينية الخفيفة المضادة للسفن.
– 10 زوارق من طراز “MK 13” صينية تم تسليمها في 2006، وغير معروف الإزاحة الخاصة بها، ولكنها مقاربة لـ “C-14″، وهي مسلحة بصواريخ “TL-10” الصينية الخفيفة المضادة للسفن، ويبلغ مداها 20 كم، وكذلك طوربيدات خفيفة مضادة للسفن والغواصات.
– 30 زورق من طراز “IPS-16” كوري شمالي الأصل، بناء محلّي بإزاحة 13.75 طن منقسمين إلى 10 لانشات طراز “Paykaap” مسلحة بطوربيدات خفيفة مضادة للسفن والغواصات، و10 لانشات “Bavar” مسلحة بصواريخ “كوثر”، و10 لانشات أخرى من طراز “Zolfaghar” مسلحة بصواريخ “نصر 1″، المُستنسخة من صواريخ “C-704” الصينية الخفيفة المضادة للسفن.
– زورق “Kajami” و يُعرف أيضا باسم “Taedong-B” كوري شمالي البناء، وهو مسلح بطوربيدات خفيفة مضادة للسفن والغواصات.
– 5 زوارق من طراز “Gahjae”، ويُعرف أيضا باسم “Taedong-C” كوري شمالي البناء، مسلح بطوربيدات خفيفة مضادة للسفن والغواصات.
– 10 زوارق “IPS-18” كوري شمالي البناء مسلح بطوربيدات خفيفة مضادة للسفن والغواصات.
– زورق من طراز “Dalaam” غير معروف أية تفاصيل عنه غير أنه مجهز بقاذف إطلاق طوربيدات “حوت” المستنسخة من طوربيدات “شكفال” الروسية.
– 15 زورق من طراز “Tarlan” غير معروف منشأه، غير أنه أيضًا مجهز بقاذف إطلاق طوربيدات “حوت” المستنسخة من طوربيدات “شكفال” الروسية.
– أعداد كبيرة من زوارق الدورية السريعة، مجهزة براجمات عيار 107 مم لإطلاق القذائف الصاروخية الغير موجهة وكذلك رشاشات ثقيلة عيار 12.7 مم.
– أعداد كبيرة من لانشات وزوارق الدورية، المزودة برشاشات ثقيلة عيار 12.7 مم ومدافع عيار 20 مم و23 مم و40 مم وقاذفات RPG مضادة للدروع، ومدافع هاون عيار 60 مم و81 مم لإطلاق قذائف الأعماق المضادة للغواصات.
سفن الإمداد والتموين
– سفينة “خرج Kharg” ذات إزاحة بالغة 33 ألف طن، تم بناؤها في بريطانيا نهاية السبعينيات، ويمكنها حمل 3 مروحيات بحرية، وتُطلق عليها إيران مُسمى “حاملة مروحيات” وهو أمر غير صحيح على الإطلاق.
– سفينتان “بندر عباس Bandar Abbas” ألمانيتا الصنع، ذات إزاحة تبلغ 4673 طن تم تسليمهما في (1973 – 1974).
– 7 سفن “ديلفار Delvar” خفيفة ذات إزاحة تبلغ 1300 طن، تم بناؤها في باكستان في الثمانينيات، تستخدم في نقل المعدات والمياه، ويمكن استخدامها كناثرة ألغام بحرية.
– 4 سفن “كانجان Kangan” ذات إزاحة تبلغ 12 الف طن، تم بناؤها في الهند في نهاية السبعينيات، ويتم استخدامها في نقل المياه.
الصواريخ المضادة للسفن
– صواريخ “C-801” الصينية ونسختها الإيرانية “ثاقب”، ومداها 80 كم ذات توجيه راداري.
– صواريخ “C-801K” النسخة المُطلقة جوا من صواريخ “C-801” الصينية، ومداها 40 كم ذات توجيه راداري.
– صواريخ “C-802” ونسختها الإيرانية “نور”، ومداها 120 – 170 كم ذات توجيه راداري.
– صواريخ ” قادر Qader ” المطورة من صواريخ ” نور ” ويبلغ مداها 200 كم.
– صواريخ “قدير Ghadir” ويصل مداها إلى 300 كم.
– صواريخ “كوثر” مُستنسخة من صواريخ “C-701 ” و “TL-10” الصينية الخفيفة المضادة للسفن.
– النسخة “كوثر” مداه 10 كم ذات توجيه تليفزيوني.
– النسخة “كوثر 1” مداه 15 كم ذات توجيه تليفزيوني.
– النسخة “كوثر 2” مداه 20 كم ذات توجيه حراري.
– النسخة “كوثر 3” مداه 25 كم ذات توجيه راداري.
– صواريخ “نصر” مُستنسخة من صواريخ “C-704” الصينية الخفيفة المضادة للسفن، ويبلغ مداه 35 كم ذات توجيه راداري.
– صواريخ “HY-2” الصينية المضادة للسفن، ويبلغ مداها 90 كم ذات توجيه راداري.
– صواريخ “رعد Ra’ad” مستنسخة من صواريخ “HY-2” الصينية، ويصل مداها الى 360 كم ذات توجيه راداري.
– صواريخ “خليج فارس Khalij Fars” الباليستية المضادة للسفن، ويبلغ مداها 300 كم ذات توجيه حراري / كهرو بصري وتحمل رأس حربي ثقيل يزن 650 كج، والمُستنسخة من صواريخ “فاتح-110” أرض- أرض الباليستية التكتيكية ذات المدى البالغ 200 كم.
قدرات إيران في الدفاع عن نفسها أمام العتاد والتسليح الأمريكي في الخليج
1- الطيران والدفاع الجوي
سلاح الجو الإيراني أقل من المستوى المتوسط، ولا يقارن بقوة سلاح الجو الأمريكي، خاصة وأن 90% من الطيران الإيراني تم الحصول عليه إبان حكم الشاه في السبعينيات أو أواخر الستينيات، والباقي حصلت عليه إيران من الاتحاد السوفييتي بعد انتهاء الحرب مع العراق، إلى جانب الطائرات التي فرّ بها الطيارون العراقيون إبّان حرب الخليج الثانية، بعد تدخل قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لتحرير الكويت من الغزو العراقي.[64][65]أيضًا، ونتيجة للعقوبات الدولية الصارمة، لا تمتلك إيران القدرة على شراء طائرات حربية جديدة أو التكنولوجيا اللازمة لصناعة مقاتلة أو أية طائرة مقارنة بأية دولة لديها تلك القدرة.
والدفاع الجوي ليس أفضل حالًا بمنظوماته المتقادمة، اللهم إلا أنظمة الـ “إس 300” التي تم الحصول عليها مؤخرًا من روسيا مع بعض المنظومات قصيرة المدى كالـTor-M1، ولكن في ظل الافتقار الشديد لقدرات القيادة والسيطرة والتحكم المحمول جوًا الحديثة “طائرات الأواكس AWACS “، وكذا قدرات الحرب الإلكترونية والربط الآني والاتصالات عالية التشفير، ناهيك عن رادارات الإنذار المبكر والمسح الجوي المتطورة القادرة على رصد الأهداف الجوية الشبحية ذات البصمة الرادارية المنخفضة والمنخفضة جدًا، فسيكون الوضع شديد الحرج لدى إيران في حال تعرضها لهجوم جوي أمريكي مركز سيكون مصحوبا بقدرات – بلا أدنى مبالغة – هي الأحدث والأفضل عالميًا في مجال القيادة والسيطرة والإعاقة والشوشرة الإلكترونية والذخائر الجوية الذكية والصواريخ الجوالة المُطلقة من مسافات مُباعدة Stand-Off Missiles خارج نطاق الدفاعات الجوية، وخاصة وأن الجيش الأمريكي دائمًا ما يعتمد تكتيك “الصدمة والرعب Shock and Awe”، الذي يتلخص في استخدام القوة المُفرطة ضد الطرف الآخر من خلال الإغراق الصاروخي بواسطة صواريخ توماهوك الجوالة المُطلقة من السفن والغواصات والصواريخ الجوالة المُطلقة من القاذفات الاستراتيجية والطائرات المقاتلة مع استخدام طائرات الحرب الإلكترونية لإصابة رادارات الدفاع الجوي بالعمى، واختراق شبكات الدفاع الجوي والقيادة بأساليب الحرب السيبرانية Cyber Warfare، وتزويدها بإحداثيات وبيانات كاذبة تتسبب في إطلاق واستنفاذ صواريخ الدفاع الجوي ضد أهداف وهمية وزائفة، لتنهار معنويات العدو سريعًا وتُحسم المعركة في مراحلها الأولى.
وعلى الجانب الآخر، هناك ميزة قوية لكل من سلاح الجو والدفاع الجوي الإيراني، وهي امتلاك أعداد كبيرة من المطارات المُطلّة على الخليج العربي وعلى حدود العراق، وتليها مطارات أخرى في المناطق الوسطى والشمال والجنوب بجانب مطارات للطوارئ، ما يمنح إيران عمقًا استراتيجيًا جيد جدًا للقيام بمهام الدفاع والاعتراض الجوي، خاصة مع مساحتها الكبيرة التي تقدر بـ 1.6 مليون كم²، وتضاريسها الوعرة جدًا، والتي يمكن استغلالها بشكل جيد في إرهاق الطرف المهاجم وتشتيت مجهوده الحربي في أكثر من اتجاه، فضلًا عن استنزافه لاستخدام المزيد من الذخائر والطلعات الجوية المُكلفة بشدة طبقًا للمعادلة القائلة بأنه “تقنيات عسكرية حديثة = تكاليف تشغيل باهظة”، وتنفيذ الكمائن الجوية في المناطق الجبلية للطيران الأمريكي في حال قرر التقدم إلى العمق الإيراني.
الميزة الثانية هي قدرة الطيران الإيراني على شن هجمات سريعة وخاطفة على أهداف بحرية أو برية قريبة من حدود الدولة.
على الرغم من طيرانها قديم الطراز، وفي ظل انعدام وجود أية أنواع جديدة نتيجة للعقوبات الدولية، إلا أنه يُحسب لإيران تطوير الفانتوم بتقنيات شرقية، وتعديل الـ إف-14، والميراج إف-1 لحمل التسليح الشرقي، ولتنويع الذخائر على المقاتلات، ولكن في النهاية كلها نسخ قديمة وتقنيات أصبحت في وقتنا الحالي أقل من المتوسطة، ومشكوك في فاعليتها أمام الأنواع الحديثة من الطائرات المقاتلة والصواريخ والذخائر الذكية عالية الدقة.
عليه لا يُمكن لسلاح الطيران القيام بأي أعمال قتال وهجوم خارج نطاق مجاله الجوي، لافتقاره لما يلي:
1- المقاتلات المزودة بمنظومات الحماية الإلكترونية المتطورة والقادرة على الطيران لمسافات طويلة والتزود بالوقود جوًا.
2- طائرات التزود بالوقود جواً الحديثة.
3- وسائل الإنذار المبكر والقيادة والسيطرة المحمولة جوًا، ووسائل الاستطلاع الإلكتروني والمسح الجوي.
4- الذخائر الذكية عالية الدقة.
5- الطيارين ذوي الخبرة اللازمة لتنفيذ هذه النوعية من المهام الخطرة والمُعقّدة.
وبالتالي فبالتأكيد يُمكن للطيران الإيراني تنفيذ ضربات جوية خاطفة ضد السفن العابرة في مضيق هُرمز أو وضعها تحت التهديد والتحرش بها، ولكن، ونظرًا لكونه مضيق استراتيجي تمر من خلاله 30% – 35% من حركة التجارة البحرية للنفط للعالم، فإن أية محاولات للطيران الإيراني لتنفيذ تلك المهام، سينتج عنها تدخل من القوات الجوية الأمريكية المرابطة على متن حاملات طائرات الأسطول الخامس المتمركز في الخليج العربي، أو من القواعد الجوية في دول الخليج، ولن تكون النتائج في صالح الجانب الإيراني نهائيًا.
في مارس 2013، حاولت مقاتلتا إف-4 فانتوم إيرانيتان اعتراض طائرة بدون طيار أمريكية طراز “بريداتور MQ-1 Predator” كانت تقوم بأعمال الاستطلاع والمسح الجوي فوق الخليج العربي، ولكنهما سرعان ما انسحبتا سريعًا عائدتين للمجال الجوي الإيراني، بعد أن قامت مقاتلة أمريكية شبحية طراز “رابتور F-22 Raptor” باعتراضهما وإجبارهما على الابتعاد، حيث كانت تقوم بتنفيذ مهمة “مرافقة الأهداف الجوية عالية القيمة High Value Air Asset Escort HVAAE” لحماية البريداتور، وهي تُعد أحدث وأفضل طائرة مقاتلة في العالم إلى يومنا هذا، حيث تنتمي المقاتلة F-22 Raptor لفئة مقاتلات الجيل الخامس الأحدث على الإطلاق.[66]
قدرة القوات البحرية الإيرانية
تمتلك القوات البحرية الإيرانية تمتلك سلاح غواصات جيّد للعمل في المياه الضحلة والغير عميقة كمياه الخليج العربي، ويمكن أن يُحدث فارقًا ليس بالهين إذا ما نفذ تكتيكات الهجمات السريعة باستخدام الغواصات القزمية “Midget” المسلحة بالطوربيدات، وخاصة عند العمل في جماعات، حيث تمثل خطورة بالغة على القطع البحرية الكبيرة كالفرقاطات والمدمرات، ولكنها في نفس الوقت يسهل كشفها من قبل أيّة قوة بحرية تمتلك منظومات سونار متطورة كالبحرية الأمريكية، من خلال البصمة الصوتية المرتفعة لمحركاتها حيث لا تمتلك إيران أية قدرة تكنولوجية متطورة تجعلها قادرة على بناء غواصات الديزل ذات بصمة صوتية منخفضة – صامتة ذات هياكل مُصنّعة من مواد ذات نشاط مغناطيسي منخفض كألمانيا، فرنسا، السويد، واليابان في المقام الأول أو روسيا والصين في المقام الثاني، وكل تقنياتها مُستنسخة من كوريا الشمالية التي هي بدورها لا تمتلك هكذا تقنيات نهائيا، ولكن في النهاية تبقى الغواصات القزمية تهديدا قويا عند عملها في جماعات.
نفس الأمر بالنسبة لسفن السطح، فإن ما تملكه إيران من قدرة، يعود إلى حقبتي الستينيات والسبعينيات، وبالتالي فإن استنساخها لفرقاطات أو كورفيتات جديدة، نتج عنه نسخًا متواضعة من حيث جودة التصنيع أو حتى التصميم الذي لا يرتقي نهائيًا للتصميمات الحديثة التي تعتمد على تقنيات الشبحية والمحركات المتطورة ذات البصمة الصوتية شديدة الانخفاض وتقنيات الرصد والحرب الالكترونية والأنظمة التسليحية الأكثر تطورًا مما لديها، وبناءً على ذلك، فإن هذه القدرات تُمكّنها من القيام بمهام الدفاع في نطاق الخليج العربي ليس أكثر، خاصة وأنها تفتقر بشدة إلى منظومات دفاع جوي حديثة تكفل لها قدرة العمل في المياه المفتوحة بعيدًا عن سواحلها، فأقوى صاروخ تمتلكه إيران على متن سفنها هو السي-802 ونسخه الإيرانية ذات التوجيه الراداري والرأس الحربي ذات القدرة التدميرية الأقل من الـHarpoon Block II، وكذلك لا وجود لصواريخ الـStandard والـESSM الأمريكية ذات الأمدية المتوسطة – البعيدة- البعيدة جدًا.
أما عن قدرات سلاح الطيران الإيراني لدعم بحريته، فهي قدرات أقل من متوسطة ولا تكفي نهائيًا لتوفير الغطاء الجوي المطلوب لحماية وتأمين القطع البحرية لمسافات بعيدة.
أما لانشات وزوارق الصواريخ والطوربيد، فإن إيران وبكل تأكيد لديها أعدادًا هائلة من اللانشات والزوارق التي تتزود جميعها بالصواريخ المضادة للسفن والطوربيدات والقذائف من مختلف الأعيرة، ما يوفر لها قدرة على تشكيل تهديد هائل للسفن في الخليج العربي، خاصة في مضيق هرمز، لا سيّما عند استخدامها لأساليب الهجوم في مجموعات كبيرة ضد القطع البحرية الثقيلة (الحرب الغير نمطية Asymmetric Warfare)، مُعتمدة على مقاطها الرادارية والحرارية وبصمتها الصوتية المنخفضة جدًا، ما يُزيد من صعوبة رصدها من مسافات كبيرة ومناسبة، وسيستدعي وجود دوريات جوية مُكثّفة ودائمة لتوفير الإنذار المبكر وقدرة التعامل معها من مسافات كافية وفي توقيتات مناسبة، وذلك لتخفيف العبء على القطع البحرية الصديقة، والتي سيتوجّب عليها أن تشتبك مع أعداد كبيرة من تلك الزوارق في آن واحد.
بعكس الحال إذا تعرضت للهجوم، فإن إيران تمتلك فرصة جيدة جدًا للدفاع عن سواحلها عند إشراكها لقطعها البحرية وغواصاتها وبطاريات صواريخ الدفاع الساحلي وقواتها الجوية وقوات الدفاع الجوي معًا ضد أية هجمات بحرية مُحتملة، وسيتوجّب على المُهاجم الاعتماد على وسائل الرصد بعيدة المدى، كطائرات الإنذار المبكر والدورية والمراقبة البحرية والاستطلاع والمسح الجوي والاستخبار الإلكتروني، لرصد وتحديد الأهداف، مع تُكثيّف استخدم الذخائر الذكية عالية الدقة المُطلقة من مسافات بعيدة دون الدخول في مواجهات قريبة لتجنب الخسائر.
القاعدة التصنيعية لدى إيران تعتمد على الاجتهادات بكل تأكيد، لكنها في النهاية تبقى مجرد اجتهادات، وذلك في ظل الافتقار الشديد للتقنيات التصنيعية الحديثة لبناء هياكل السفن والغواصات المتطورة، التي يُمكن مقارنتها بما لدى الدول الأخرى، وتعتمد في المقام الأول على البروبجاندا والميديا العسكرية المُضخّمة، كعامل نفسي مؤثر على المُشاهد والقارئ من غير المُتخصصين.
وفي حال لجوء إيران لخيار إغلاق مضيق هرمز كما يُهدد قادتها، فسينتج عنه حربًا عاصفة مع الولايات المتحدة ودول الخليج التي تسعى للحفاظ على حرية حركة الملاحة في المضيق الاستراتيجي، ناهيك عن أن هذا الإجراء يتعارض في الأساس مع محاولات إيران للإبقاء على الاتفاق النووي إلى جانب العلاقات مع الدول الأوروبية – رغم خطأها الفادح في تقليص التزاماتها في الاتفاق النووي – والحلفاء كالصين وروسيا، فهي في أمس الحاجة لهم حاليًا أكثر من أي وقت مضى.
وفي ظل الوضع الحالي المتوتر، والوجود العسكري الأمريكي الكثيف في الخليج العربي، ومحاولات التهدئة، من غير المُستبعد أن تلجأ بحرية الحرس الثوري لأية أعمال تحرش أو مُضايقات للسفن العابرة للمضيق، وخاصة وأنه توجد لدى إيران عدد من السوابق التي لم تنته في صالحها على الإطلاق، والتي كان من أهمها سابقتين رئيسيتين، وهما عملية “الرامي الرشيق Operation Nimble Archer” في 19 اكتوبر 1987، والتي قامت خلالها الولايات المتحدة بمهاجمة وتدمير منُشأتين نفطيتين بحريتين إيرانتين، ردًا على الهجوم الصاروخي الإيراني ضد إحدى ناقلات النفط الكويتية التي كانت تحمل علمًا أمريكيًا، وعملية “فرس النبي Praying Mantis” في 18 إبريل 1988، والتي شنت خلالها القوات الأمريكية هجومًا انتقاميًا ضخمًا داخل المياه الإقليمية الإيرانية، ردًا على قيام البحرية الإيرانية بنشر الألغام في مياه الخليج العربي، مُتسببة في إصابة إحدى الفرقاطات الأمريكية المشاركة في عمليات حماية ناقلات النفط الكويتية من الهجمات الإيرانية أثناء حرب الخليج الأولى، ونتج عن هذا الهجوم إغراق فرقاطة إيرانية وإعطاب أخرى، وإغراق زورق دورية مسلح بالصواريخ، وإغراق 3 زوارق سريعة، وتدمير منصتين، لتفقد البحرية الإيرانية في عدة ساعات أكثر مما فقدته في حربها مع العراق على مدار 8 سنوات.[67]
الخيارات والأهداف الأمريكية
هناك هدفان استراتيجيان تسعى الولايات المتحدة لتحقيقهما:
1 ـ هدف سياسي، وهو تحقيق الردع لإيران وإخضاعها وإجبارها على التراجع والعودة للمفاوضات باستخدام واحدة من استراتيجيات فن الحرب للجنرال الصيني صن تزو، وهي “إن فن الحرب الأسمى، هو أن تخضع عدوك بدون قتال”، بخلاف ردع داعميها من القوى العظمى اللاعبة في الإقليم وهي الصين في المقام الأول، والتي تخوض حربًا اقتصادية مع الولايات المتحدة، التي تسعى لتحجيم نفوذها واقتصادها المتعاظمين عالميًا، وروسيا في المقام الثاني، والتي نجحت في ترسيخ موضع قدم لها في منطقة شرق المتوسط.
2 ـ هدف عسكري، وهو الذي سيتحقق في حال فشل الهدف السياسي، وسيتضمن بكل تأكيد تنفيذ ضربات مركزة للأهداف الاستراتيجية والحيوية لإيران، من قواعد بحرية وجوية رئيسية، ومنصات إطلاق الصواريخ الباليستية متوسطة وبعيدة المدى، وبطاريات الدفاع الجوي ومحطات الرادار والقيادة والسيطرة، وربما البنية التحتية للنفط والغاز الطبيعي، وتلك الأخيرة ستكون مؤلمة للصين صاحبة الاستثمارات الهائلة في مجال الطاقة في إيران، والمستورد الأول للنفط الإيراني.
بالنظر للوضع والحجم الحالي للقوات الأمريكية في الخليج، وكما أسلفنا، فإنه لا توجد نوايا لغزو أو اجتياح بري لإيران، وبالنظر للتصريحات المتكررة لترامب بأنه لا يرغب في الدخول في حرب مع إيران، وآخرها أثناء زيارته لطوكيو يوم 27 مايو 2019، عندما قال أن إيران لديها فرصة لتكون دولة عظيمة في ظل القيادة الحالية، وأن واشنطن لا تسعى لتغيير النظام في طهران. [68]
وهو نفس الأمر الذي أكد عليه وزير الدفاع بالوكالة باتريك شاناهان عندما صرح يوم 30 مايو 2019 لمرافقيه من المراسلين في زيارته لإندونيسيا، بأن تصريحات الرئيس ترامب واضحة جلية بشأن عدم رغبته في الدخول في حرب مع إيران، ولا أحد يرغب في ذلك، ولكن شاناهان عاد ليؤكد بأن الولايات المتحدة لديها معلومات موثوقة بأن إيران كانت تخطط لتنفيذ هجوم في منطقة الخليج. [69]
بناء على ذلك يمكن استنتاج الآتي:
أولا: لن تقوم الولايات المتحدة بإعلان الحرب على إيران، وخاصة وأن هكذا قرار يتطلب موافقة الكونجرس، بخلاف إلى الحاجة لحشد حجم شديد الضخامة من القوات يبلغ أضعافاً مضاعفة لما هو موجود حاليًا – ما لا يقل عن 250 – 500 ألف جندي والعدد قابل للزيادة – والرئيس ترامب يعلم جيدًا أنه مقبل على انتخابات رئاسية خلال القادم، ويرغب في نصر سياسي يساعده على حشد شعبية وتأييد الناخبين من خلال كونه الرئيس الذي نجح في إجبار إيران على إعادة التفاوض على اتفاق نووي جديد ببنود مُعدلة، وليس من خلال الرئيس الذي تسبب في إشعال حرب خليج ثالثة، وخاصة في ظل أوضاع سياسية وأمنية غير مستقرة على الإطلاق في منطقة الشرق الأوسط.
ثانيا: إذا شنت الولايات المتحدة حربًا على إيران، فلن تتردد الأخيرة في مهاجمة مصالح الولايات المتحدة ودول الخليج من خلال المليشيات والجماعات التابعة لها في العراق واليمن، وكذلك إحداث حالة من الفوضى والاضطرابات الأمنية من خلال الأقليات الشيعية في دول الخليج، كما ستقوم إيران باستخدام ذراعها الطولى في الجنوب اللبناني وسوريا لضرب الأهداف الحيوية الإسرائيلية، وهو الأمر الذي سيكون كارثيًا على إسرائيل التي لا تملك أي عمق استراتيجي، نظرًا لمساحتها المحدودة “20 ألف كم² من الأراضي المحتلة”، مقارنة بالعمق الاستراتيجي الهائل لدى إيران، وبالتالي فإن بنك الأهداف الحيوية الإسرائيلية في المتناول الإيراني بكل سهولة، على عكس الحال إذا نظرنا لبنك الأهداف الإيرانية الضخم جدًا بحكم المساحة والتضاريس والعدد الكبير من القواعد والمنشآت العسكرية في مختلف أنحاء الدولة الفارسية مترامية الأطراف.
ثالثا: إذا أقدمت إيران على عمل عدائي فستوجه الولايات المتحدة ضربات عسكرية مُحددة ودقيقة لأهداف بعينها ستضمن من خلالها إحداث شلل كامل لأية أذرع عسكرية واقتصادية لإيران لإجبارها على إيقاف أية أعمال عدائية والجنوح للتهدئة.
مصالح وتوازنات
وجود النظام الإيراني الحالي يضمن تحقيق المصالح الاستراتيجية للقوى العظمى الدولية، لإحداث التوازن الاستراتيجي القائم على عدم وجود قوة عسكرية مُطلقة ومنفردة في المنطقة “إسرائيل”، على الرغم من أن الأخيرة تسعى من خلال رئيس وزرائها نتنياهو إلى شن ضربات عسكرية ضد إيران لإجهاض برنامجها النووي والصاروخي، لتكون تل أبيب صاحبة القوة النووية والصاروخية الباليستية في المنطقة.
وتعتمد إيران على الدول التي يُمكن أن تكون فاعلة ومؤثرة في التهدئة نظرًا لمصالحها الاستراتيجية مع طهران، والتي تأتي على النحو التالي:
– الصين
ستسعى بكين للتهدئة حفاظًا على مصالحها الاقتصادية في مجالي النفط والغاز مع طهران، إلى جانب أن إيران تقع ضمن مسار مبادرة “الحزام والطريق،” التي ستحقق نفوذًا اقتصاديًا هائلاً للصين في منطقة وسط أسيا والشرق الأوسط وشرق إفريقيا وحوض البحر المتوسط وصولاً لأوروبا، وهذا أحد أسباب مساعي الولايات المتحدة لتحجيم نفوذها الاقتصادي والسياسي المتزايد في المنطقة وإيصال رسائل خفية من تصعيدها مع إيران، كما أن بكين لا ترغب في مزيد من التصعيد في الحرب الاقتصادية المستعرة في الوقت الحالي مع واشنطن.
– روسيا
برغم أن موسكو تعد أحد أهم حلفاء طهران، إلا أنه من الملاحظ أنها بدأت تولي وجهها بشكل أكبر شطر تل أبيب وأنقرة، فروسيا ترغب في الانفراد بالنفوذ في سوريا التي تعد منطقة نفوذ قوية لإيران، التي أصبحت تمثل عبئًا عليها بمشاكلها الحالية، وبالتالي لم يكن إشكالاً لدى روسيا أن تُنسق مع إسرائيل فيما يتعلق بالطيران وتنفيذ ضربات جوية لمنشآت ومعدات الحرس الثوري الإيراني في الأراضي السورية بدون مشكلات، وأما فيما يتعلق بتركيا، فهي مفتاح أوروبا وحلف الناتو بالنسبة لبوتين، واستمالة أنقرة، بل وربما إخراجها على المدى الطول من الحلف، سيمثل ضربة قاصمة للولايات المتحدة والدول الأوروبية، كون تركيا خط الدفاع الأول ضد روسيا عدوة الحلف، وكانت تصريحات الرئيس بوتين خلال زيارته للنمسا يوم 15 مايو 2019، واضحة فيما يخص الشاأن الإيراني وتقليص طهران لالتزاماتها في الاتفاق النووي عندما قال أن روسيا ليست “فريق إطفاء” ولا تستطيع إنقاذ كل شيء وخاصة ما لا يعتمد عليها وحدها.[70]
– الدول الأوروبية “بريطانيا – فرنسا – ألمانيا”
ستسعى تلك الدول لإنقاذ الاتفاق النووي، مع اتفاقها مع الموقف الأمريكي بكل تأكيد فيما يتعلق بالبرنامجين النووي والصاروخي الإيراني، وخاصة وأن الدول الثلاثة لديها صفقات بمليارات الدولارات مع طهران تتمثل في عقود الطائرات مع شركات إيرباص، ودايملر بنز، ورينو للسيارات، وتوتال للنفط. [71]
– اليابان
تعد طوكيو واحدة من أهم مستوردي النفط الإيراني، ونفط الشرق الأوسط بشكل عام، ولديها علاقات قوية تربطها بطهران، وقد عرضت بالفعل التوسط بينها وبين واشنطن، وذلك أثناء زيارة الرئيس الأمريكي ترامب لليابان، حيث عرض رئيس الوزراء شينزو آبي أن تكون بلاده وسيطًا مع إيران، ورحب ترامب بهذه الخطوة. [72]
– الكويت وقطر وعمان
الدول الثلاثة تربطها علاقات قوية بإيران، وخاصة قطر التي تأخذ موقف الحياد في تلك الأزمة لعلاقاتها الوثيقة بكلًا من طهران وواشنطن، بخلاف عمان التي تربطها علاقات تاريخية ببريطانيا، والتي تُوجت مؤخرًا بتصديق السلطان قابوس على اتفاقية الدفاع المشترك بين مسقط ولندن، إلى جانب علاقاتها بإسرائيل، وزيارة نتنياهو لم تكن ببعيدة، فيمكن أن تكون بمثابة قناة للاتصال بين تل أبيب وطهران، وبالتبعية بين طهران وواشنطن وخاصة وأن وزير الخارجية يوسف بن علوي قام بزيارة لطهران يوم 20 مايو 2019، أما الكويت فقد أعلنت من جانبها على لسان نائب وزير خارجيتها خالد الجار الله استمرار وساطتها بين واشنطن وطهران.[73][74]
– العراق
من المؤكد أن بغداد ـ بحكم علاقتها الوثيقة – بكل من إيران والولايات المتحدة الأمريكية، ستلعب دورًا هامًا في التهدئة بين الجانبين، وهذا ما أكده رئيس الوزراء عدال عبد المهدي في تصريحاته يوم 21 مايو 2019 بأن بلاده سترسل وفودًا لكل من طهران وواشنطن للتهدئة، وهذا ليس مستغربًا لطبيعة العلاقة الحالية بين إيران الشيعية والعراق بنظامها الشيعي الحاكم، وظهر ذلك جليًا في اعتراض العراق على البيان الختامي لدول مجلس التعاون والدول العربي في القمة الطارئة في مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية يوم 30 مايو 2019، هذا بخلاف مصالح بغداد الاقتصادية لتصدير النفط، والتي ستصاب بالشلل في حال اندلاع حرب في المنطقة.[75][76]
الدور المصري في الأزمة
وضع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تصورًا خاصًا تجاه الأزمة الإيرانية والتهديدات الواقعة على دول الخليج، وذلك خلال القمة العربية الطارئة بمكة المكرمة والتي يمكن إيجازها فيما يلي:
1- مصر لن تتهاون عن دعم دول الخليج لحماية أمنها القومي، الذي يعد أحد أهم ركائز الأمن القومي المصري والعربي، وخاصة وأن دول الخليج تمثل العمق الاستراتيجي لمصر في الاتجاه الجنوبي الشرقي.
2- مصر تسعى بجهود حثيثة لإعادة طرح مشروع متكامل للأمن القومي العربي بمفهومه الشامل مع آليات مُحددة، للتعامل مع كافة المشكلات والتهديدات والتحديات في الإقليم.
3- ربط الرئيس السيسي قضية فلسطين بالأزمة الإيرانية الحالية، وهو ما يُعطي دلالة قوية على أن مصر ترى أن التهديد الأول والرئيس للأمن القومي العربي هو عدم حل القضية الفلسطينية واستغلال إسرائيل مشكلات إيران مع الدول العربية لتمرير مشاريع تضمن لها مزيدًا من التوسع في احتلال الأراضي العربية، وخير دليل على ذلك هو الاعتراف الامريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل والجولان المحتل كأرضٍ إسرائيلية، وربما القادم لن يكون مدعاةٍ للتفاؤل، فإيران لديها مشروعها المُعادي لمصالح الدول العربية والسنية بكل تأكيد، ولكنه لن يكون أكثر خطرًا من المشروع الإسرائيلي، وخاصة وأن تل أبيب تسعى في الآونة الأخيرة مدعومة من واشنطن لتكوين جبهة إسرائيلية – عربية سنية ضد إيران، بذريعة أنها خطر مُشترك وعلى الجميع الوقوف معًا للتصدي لذلك الخطر متناسين أية خلافات تاريخية وعقائدية ووطنية وثقافية ليتحول الصراع العربي الإسرائيلي إلى صراع عربي إيراني.
4- تجنب الرئيس ذكر إيران طوال كلمته، في دلالتين يمكن إيجازهما في أن القاهرة لن تقيم أية علاقات مع طهران طالما كانت الأخيرة مصدر تهديد لمصالح أشقائها في الخليج، وأن مصر أيضًا لا ترغب في الدخول في صدام مباشر مع إيران والتسبب في مزيد من إشعال الموقف، وهذا يتسق مع التوجه المصري الرافض لاندلاع أية حروب لن تحتملها المنطقة، والمُؤكد دائمًا على أن الحلول السياسية هي الأفضل في حل المشكلات بدلًا من الحلول العسكرية.
5 ـ في حال اندلعت مواجهة عسكرية بين إيران ودول الخليج، فإن مصر سيتمثل دورها في حماية العمق لدول الخليج كظهير استراتيجي لها في اتجاهها الشمالي الغربي، مع قيامها بإحكام السيطرة العسكرية على مضيق باب المندب لمنع أية محاولات إيرانية لإمداد جماعة الحوثي في اليمن بالدعم العسكري واللوجيستي لاستهداف العمق السعودي، ومن المستبعد أن تشارك مصر في أية مواجهات عسكرية مباشرة.
ــــــــــــــــــــــــ
[1]The White House – Briefings & Statements – President Donald J. Trump is Ending United States Participation in an Unacceptable Iran Deal
[2]The Joint Comprehensive Plan of Action (JCPOA) at a Glance – Arms Control Association
[3]Kylie Atwood – US to Target Over 700 Iranian Entities with Sanctions – November 4th2018 CBS News
[4]Iran sanctions: US grants oil exemptions for several countries – November 5th2018 DW
[5]United States to end waivers on Iranian oil sanctions for five countries – April 22nd 2019 Euronews
[6]الزاهد مسعود – الأكثر إطلاقاً للتهديدات قائداً للحرس الثوري الإيراني– 21 إبريل 2019 – العربية
[7]الحرس الثوري يلوح بإغلاق مضيق هرمز– 23 إبريل 2019 – الشرق الأوسط
[8]– U.S. deploying carrier strike group to send ‘message’ to Iran – May 6th 2019 NBC NewsAlex Johnson and Abigail Williams
[9]Melissa Cheok and Anthony Capaccio – U.S. Sends Aircraft Carrier to Mideast as Warning to Iran – May 6th 2019 Bloomberg
[10]إيران تمهل دول الاتفاق النووي 60 يوما للالتزام.. ماذا بعد ذلك؟ – 8 مايو 2019 –CNN العربية
[11]الاتحاد الأوروبي يرفض مهلة طهران بشأن الاتفاق النووي– 9 مايو 2019 –DW العربية
[12]Amanda Macias – The US is sending another warship and more missiles to the Middle East amid Iran tensions – May 10th 2019 – CNBC
[13]ما هي جنسيات السفن التي تعرضت لـ”هجمات تخريبية” قرب الإمارات؟ – 13 مايو 2019 –CNN العربية
[14]تخريب السفن”.. إيران تحذر دول المنطقة من “مؤامرات الحاقدين” والعناصر الأجنبية– 13 مايو 2019 –CNN العربية
[15]Pentagon accuses Iran’s Revolutionary Guards over tanker attacks – May 24th – Reuters
[16]Saudi Arabia oil stations attacked by drones – May 14th 2019 – Gulf News
[17]خارجية أمريكا تأمر بمغادرة موظفيها غير الضروريين من العراق– 15 مايو 2019 –CNN العربية
[18]الشريفي موسى – بريطانيا تحذر رعاياها “الإيرانيين” من التوجه إلى طهران– 17 مايو 2019 – العربية
[19]QASSIM ABDUL-ZAHRA and BASSEM MROUE – Rocket attack hits near US Embassy in Baghdad’s Green Zone – May 20th 2019 – Associated Press
[20]US Secretary of State Pompeo visits Iraq amid Iran tensions – May 8th – BBC
[21]Saudi Arabia calls urgent Gulf, Arab League meetings over tensions – May 19th 2019 – France24
[22]موافقة خليجية على إعادة انتشار القوات الأميركية – 18 مايو 2019 – الشرق الأوسط
[23]GCC countries begin enhanced maritime security patrols: U.S. Fifth Fleet – May 19th 2019 – Reuters
[24]Abraham Lincoln CSG and Kearsarge ARG Conduct Joint Operations in U.S. 5th Fleet – May 10th 2019 – Story Number: NNS190519-01 – NAVY.MIL
[25]الاركان الايرانية: أصابعنا على الزناد ومستعدون لتدمير كل معتد وطامع– 23 مايو 2019 – وكالة أنباء فارس
[26]Amanda Macias – Pentagon will send 1,500 troops, along with drones and fighter jets to the Middle East to counter Iran threat – May 24th – CNBC
[27]Tom O’Connor – Donald Trump Says ‘I Don’t Think Iran Wants to Fight’ but He’s Sending More U.S. Troops to the Middle East Anyway – May 24th 2019 – Newsweek
[28]Eli Lake – Trump’s ‘Emergency’ to Justify Saudi Arms Sales – May 24th 2019 – Bloomberg
[29]أمريكا تنشر قائمة بالأسلحة الإيرانية “المفبركة”: من لعب لم تحلق إلى استنساخ وتضليل– 24 مايو 2019 –CNN العربية
[30]قائد إيراني: بوسعنا إغراق سفن أميركا بطواقمها وطائراتها – 25 مايو 2019 – العربية
[31]إيران: “نعوّل” على العقلاء في أميركا لإبعاد شبح الحرب – 25 مايو 2019 العربية
[32]وزير خارجية إيران: عرضنا على الخليج معاهدة عدم الاعتداء.. وإجراءاتنا الاخيرة ليست انسحابا من الاتفاق النووي – 26 مايو 2019 –CNN العربية
[33]طهران تستبعد الحل الدبلوماسي لأزماتها مع واشنطن– 25 مايو 2010 –RT العربية
[34]USNI News Fleet and Marine Tracker: May 27, 2019 – USNI News
[35]US B-52 bombers land in Qatar over unspecified Iran threat – May 10th 2019 – Fox News
[36]Joseph Trevithick – Fully Armed F-15Cs Have Arrived In The Middle East Amid Accusations Of Iranian Threats – May 10th – The Drive
[37]David Cenciotti – U.S. Air Force F-35A 5th Generation Aircraft Have Arrived in UAE for Type’s First Deployment To The Middle East – April 15th 2019 – The Aviationist
[38]Arie Egozi – Back Off, Iran: US & Israel Complete Groundbreaking Missile Defense Exercise – April 15th 2019 – Breaking Defense
[39]The Artesh: Iran’s Marginalized and Under-Armed Conventional Military – The Middle East Institute
[40]Iran Air Fields – Global Security
[41]Missiles of Iran – Missile Threat
[42]F-16 Milestone History – Code One Magazine
[43]F-16 Air Forces – Israel – F-16.net
[44]Tomcat In Service With Iran – Joebaugher.com
[45]Kenneth Katzman – Iran Sanctions (RS20871) – CRS Reports – Congress.gov
[46]Iran-Iraq War (1980-1988) – Global Security
[47]تاریخچه پدافند هوایی در ایران- پورتال اطلاع رسانی ارتش جمهوری اسلامی ایران–AJA.IR
[48]Mersad air defence system Shahin missile technical data sheet specifications – Army Recognition
[49]Rapier low-level ground-to-air defense missile system – Army Recognition
[50]Iran upgrades S-200 long-range air defence system – July 10th 2013 – Airforce-Technology
[51]Iranian Military to Test New Air Defense System – November 12th 2012 – Haaretz
[52]David Cenciotti – Never seen before pictures: Iran’s (blue-colored) Sayyad-2 anti-aircraft missile exposed – January 4th 2012 – The Aviationist
[53]Iran Unveils First Home-Made Turbojet Engine, Bavar 373 Air Defense System – August 21st 2016 – Fars News
[54]Russia completes delivery of S-300 air defense missiles to Iran: RIA – October 13th 2016 – Reuters
[55]The Artesh: Iran’s Marginalized and Under-Armed Conventional Military – The Middle East Institute
[56]Michael Connell – Gulf III: Iran’s Power in the Sea Lanes – The Iran Primes – USIP
[57]Iran navy heightens security in Gulf territorial waters – March 1st – Xinhua
[58]Fariborz Haghshenass – Iran’s Asymmetric Naval Warfare – Policy Focus #87 – September 2008 – The Washington Institute for Near East Policy
[59]Kenneth Katzman – Iran Sanctions (RS20871) – CRS Reports – Congress.gov
[60]William Branigin – Iran to Spend Billions Building Fleet for Control of Gulf – March 13th 1978 – The Washington Post
[61]The Artesh Navy: Iran’s Strategic Force – Middle East Institute
[62]Eric Schmitt – Iran Is Smuggling Increasingly Potent Weapons Into Yemen, U.S. Admiral Says – September 13th 2017 – New York Times
[63]Babak Dehghanpisheh &Bozorgmehr Sharafedin – Iran’s elite naval forces said to pass skills to proxy fighters – Reuters
[64]Nationalinterest.org – Could Iran’s Air Force Take on America in a War ? – October 12th 2017
[65]Nationalinterest.org – Is Iran’s Air Force Dying ? – August 30th 2018
[66]We Now Know an F-22 Raptor Flew Under an Iranian Air Force F-4 Phantom – May 26th 2019 – The National Interest
[67]David Axe – Iran’s Navy Has a Really Bad Track Record in Waging War Against America – May 19th 2019 – The National Interest
[68]ترامب: إيران لديها فرصة لتكون دولة عظيمة في ظل القيادة الحالية.. ولا نسعى لتغيير النظام– 27 مايو 2019 –CNN العربية
[69]Amanda Macias – It’s clear that Trump ‘doesn’t want a war with Iran,’ acting US Defense Secretary Shanahan says – May 30th CNBC
[70]‘Russia is not a firefighting team, cannot save everything alone’ – Putin on Iranian nuclear deal – May 15th 2019 -RT
[71]French firms big losers in Trump’s new Iranian sanctions game– August 5th 2019 – The Local
[72]Justin McCurry – Donald Trump welcomes Japan’s offer of mediation with Iran – May 27th 2019 – The Guardian
[73]وزير خارجيتها وصل إلى طهران.. دولة خليجية تعلن استعدادها للتوسط بين أمريكا وإيران– 20 مايو 2019 –CNN العربية
[74]الكويت تؤكد استمرار وساطتها بين واشنطن وطهران– 25 مايو 2019 –RT العربية
[75]العراق: سنلعب دور “التهدئة” في أزمة أمريكا وإيران لا الوساطة– 21 مايو 2019 –CNN العربية
[76]العراق يعترض على البيان الختامي للقمة العربية الطارئة– 31 مايو 2019 –RT العربية