بين الفينة والأخرى يحتد الصراع بين روسيا وبين أوكرانيا على إقليم “دونباس” خاصة بعد تولي فولوديمير أولكساندروفيتش زيلينسكي موقع الرئاسة في كييف، ولئن لم يشهد هذا الصراع احتداما مفاجئا بل يأتي نتيجة تراكمات ومنعطفات بين طرفي النزاع بدايةً من 2014 في صراعات ضارية راح ضحيتها حوالي أربعة آلاف قتيل حتى صعود الأزمة مجدداً على الساحة، إلا أنه يشرح طريقة بوتين في اتخاذ القرار الاستباقي على المستوى الاستراتيجي.
المسار التاريخي للأزمة
تمتعت العلاقات الروسية الأوكرانية بالانسجام طوال فترة حكم الرئيس السابق فيكتور يانكوفيتش (2010-2014)؛ إذ ارتأى مصلحة أوكرانيا تكمن في التعاون مع روسيا في حل مشكلاتها الاقتصادية التي تعاني منها عن طريق حزمة مساعدات دون اللجوء للغرب، إلى أن قامت الاحتجاجات ضد النظام الأوكراني، وقد وصفته روسيا كونه انقلابا مدَبرا من الولايات المتحدة الأمريكية، إلى أن تم انتخاب الرئيس الأوكراني الحالي زيلينسكي و الذي جاء بأجندته المختلفة تماماً عن سلفه، إذ وجد أن انتشال أوكرانيا من أزماتها سيُحل بواسطة واشنطن وعزم الرغبة للانضمام للمعسكر الغربي بعيداً عن روسيا.
نتيجة لما حدث في كييف وسياستها الراغبة في الانضمام لحلف الناتو وللاتحاد الأوروبي؛ انتهجت موسكو سياسة رادعة ظهرت في غزو شبه جزيرة القرم والسيطرة عليها باستفتاء شعبي يؤيد الانضمام لروسيا، بالإضافة إلى الصراعات التى حدثت في شرقي أوكرانيا وتحديدا في إقليم دونباس، وفي منطقتي دونيتسك ولوجانسك على وجه الخصوص.
وقد طالب سكان المنطقتين بإجراء استفتاء على نهج سكان القرم للانفصال عن أوكرانيا ثم أعلنوا استقلالهم أحادي الجانب دون اعتراف أوكرانيا، لتكون ضربة قاصمة لزيلنسكي ونذرت بتفكك الشرق الأوكراني.
فشل اتفاقين
بعد عدة محاولات لتسوية الأزمة، اقترح الرئيس بوتين خطة للسلام تهدف لوقف إطلاق النار بين الطرفين، وبالفعل تم توقيع اتفاقية (مينسك-1) بالعاصمة البيلاروسية في سبتمبر 2014، وأُجهضت عملية التسوية لاختلاف وجهات النظر حول وضع منطقتي دونيتسك ولوجانسك وعدم الالتزام ببنود الاتفاقية ونشب الصراع مرة ثانية.
ثم تدخلت بعض الدول الأوروبية لحل الأزمة دبلوماسياً مثل فرنسا وألمانيا بالإضافة لروسيا وأوكرانيا وجمعهم على طاولة التفاوض، وترتب على ذلك عقد اتفاقية (النورماندي / مينسك-2).
وهذه الاتفاقية هي تكميلية لسابقتها، إذ تهدف لتحديد إطار زمني سريع وشامل لتسوية الصراع، لوقف إطلاق النار وسحب الأسلحة الثقيلة والإفراج عمَن احتجزوا بشكل غير قانوني وكفالة وصول المساعدات الإنسانية وانسحاب المقاتلين الأجانب، بالإضافة لبند مهم، يشعل الأزمة من حين لآخر، وهو منح الانفصاليين وضعاً خاصاً، والقيام بالإصلاحات الدستورية الأوكرانية ذات الصلة بشأن الانفصاليين، وفي المقابل تضمن روسيا لأوكرانيا تمكينها من بسط سيطرتها الكاملة على حدودها بنهاية عام 2015.
بالطبع فشل الالتزام بالاتفاق؛ لخرق وقف إطلاق النار، ولم تُسحب الأسلحة الثقيلة من مناطق أمنية محددة أو القوات المحاربة الروسية، واستمرت سيطرتها على الحدود الشرقية الأوكرانية.
تصحيح مسار الاتفاق
اجتمع وزير الخارجية الألماني ورئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا فرانك شتاينمر في 2015 لتسوية الأزمة والتوصل لاتفاق صامد وملزم للطرفين، يهدف لتنفيذ بنود اتفاقية نورماندي مع حل التناقضات التي تعتريها، وقدم شتاينمر مقترحاته في خريف 2016.
وفي ديسمبر 2019، التقى الرئيس زيلينسكي والرئيس بوتين بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي ماكرون، وجاء ذلك في إطار أول اجتماع لقادة النورماندي منذ 2016؛ لتنفيذ الالتزامات السابقة ولبناء الثقة بين طرفي النزاع وصمود وقف إطلاق النار والإفراج عن المعتقلين إثر النزاع.
ولعل أبرز ما توصلوا إليه هو أهمية إدراج الدستور الأوكراني للاتفاقية، وبالفعل توَجت المحاولات بالنجاح وصمد وقف إطلاق النار لأطول فترة من يوليو 2020 إلى انتكاسة جديدة في مارس 2021.
انشغال الساحة الدولية مجدداً بالأزمة
في مارس 2021، أعلنت الحكومة الأوكرانية مقتل أربعة من جنودها وإصابة جندي إصابة خطيرة في قتال ضد القوات الانفصالية بإقليم دونباس المدعومة من روسيا، حيث تبادلت القوات إطلاق النار بالمدفعية والرشاشات بالقرب من خط التماس، ما أثار اهتمام القوى الأوروبية وواشنطن؛ إذ ظن المراقبون الدوليون وشوك تصاعد الأزمة ووصولها لدرجة الغليان بعد خمودها لمدة سبعة أشهر.
في تلك الأثناء كثفت روسيا من وحداتها العسكرية لتصل لـ4000 جندي بجانب أسلحتها قرب إقليم دونباس، ومما زاد التوترات قيام موسكو بمناورات عسكرية شارك فيها 3000 جندي؛ لتقويض أهداف الخصوم والرد على نيتهم في الاقتراب من القرم أو قطع الموارد عنها.
وعلى غير عادة موسكو أكد المتحدث الرسمي للكرملين ديمتري بيسكوف أن روسيا تزيد من قواتها العسكرية قرب حدودها لضمان أمنها القومي وذلك لا يشكل خطراً على كييف، وكأنها رسالة لكييف والغرب بإمكانية توغل موسكو داخل أوكرانيا وضم مناطق غير القرم.
من ناحية أخرى، اتهمت موسكو كييف أنها الطرف البادئ لإثارة حفيظة روسيا؛ لتعزيز قواتها ومناوراتها بالاستعانة بمساعدات من حلف الناتو، وهذا ما لن تقبله روسيا بطبيعة الحال.
تداعيات تأجيج الصراع
لعل تصاعد الأزمة بشكل متكرر خاصة في هذا الوقت واهتمام القوى الأوروبية وواشنطن بالأمر يعود لأسباب متعددة ومنها:
1ـ حملة ضد المعارضة الأوكرانية في بداية فبراير 2021، شنت الحكومة الأوكرانية حملة قمع ضد المعارضين الأوكرانيين، أبرزهم (فيكتور ميدفيتشوك) رجل بوتين في أوكرانيا؛ إذ أغلقت السلطات الأوكرانية ثلاث محطات تلفيزيونية تابعة له قالت إنها تعارض سياسات الدولة وجمدت أصوله البنكية.
حري بالذكر أن ميدفيتشوك يمثل أهمية كبرى لبوتين، ويستخدمه الأخير للتأثير على الرأي العام الأوكراني، وترسيخ صورة ذهنية مفادها أن موسكو هي المنقذ لكييف وأنهما شعب واحد في دولتين عبر وسائل الإعلام التابعة لميدفيتشوك ونشاطه السياسي، بجانب القرابة الروحية التي تجمعهما، فبوتين عمَد ابنة ميدفيتشوك وهذا النوع له أهمية خاصة بين شعوب المنطقة فالمعمَد كالأب الحقيقي.
والسبب الثاني هو رغبة بوتين في حماية الرعايا الروس في كييف من الاعتقال، واستخدم بوتين ذلك كأداة للتدخل في الشأن الأوكراني واستعراض قواته وتكثيف المناورات في دونباس والقرم.
2ـ مشروع نورد ستريم 2
أبدت أوكرانيا غضبا من قرب إتمام مشروع “نورد ستريم2” لنقل الغاز الطبيعي من روسيا إلى ألمانيا مباشرةً عبر بحر البلطيق، من دون الاستعانة بممرات أوكرانيا كالسابق، ما يعني خسارة أوكرانيا لرسوم مرور للغاز المنعش لاقتصادها المار بضائقة خانقة، بالإضافة لخسارة كييف موقعها الاستراتيجي وإحلال روسيا بدلاً منها.
علاوةً على ذلك، اجتمع بوتين بميركل وماكرون ضمن إطار التوصل لحل دون أوكرانيا؛ ما يكشف نية بوتين لإقصائها من المشهد وفرض الأمر الواقع عليها بمثابة الاتفاق بشان أوكرانيا من دون وجود أوكرانيا، بالإضافة لتخلي الاتحاد الأوروبي كحليف لأوكرانيا لعدة سنوات وفقاً لمصالحه مع روسيا خاصةً في ظل تنامي قوة الصين.
3 ـ أفعال روسيا في البحر الأسود وآزوف
احتجت أوكرانيا من خلال بعثتها في الأمم المتحدة ضد اقتراب موسكو من مياهها الإقليمية ومضيق كيرتش، حيث أغلقت موسكو جزءًا من البحر الأسود في وجه السفن الأوكرانية بحجة إجراء تدريبات عسكرية، وتعزز إمكاناتها الحربية في بحر أزوف من خلال تزويد عدد السفن خاصةً الحاملة للأسلحة النووية، مقابل مناورات نسيم البحر للناتو وأوكرانيا.
4- منصة القرم
تحشد كييف الدول الأوروبية والعربية والولايات المتحدة لحضور مؤتمر منصة القرم في 23 أغسطس 2021؛ للتأكيد على أهمية دعمها واستمرار العقوبات على روسيا وعودة القرم لأوكرانيا، ما استفز بوتين وساهم في تأجيج الصراع.
5- دعم بايدن المتزايد لأوكرانيا
استهل بايدن فترته الرئاسية بتصريحات غير منمقة عن بوتين ووصفه بـ”القاتل”، بالإضافة لتزويده أوكرانيا بـ125 مليون دولار خصيصاً لقطاع الدفاع وأسلحة فتاكة والمناورات العسكرية في البحر الأسود، وعلو نغمة عزم ضم أوكرانيا للناتو، ما جعل الكرملين يرد بأن استمرار دعم واستعدادت واشنطن لأوكرانيا ستصل إلى حد القتال تحسباً لأي شيء يزعزع الأمن الروسي.
6- الدعم التركي لأوكرانيا
تحول النهج التركي من سياسة صفر مشاكل إلى سياسة الاستثمار في الفوضى، وقد تجلت رغبتها في الوجود الإقليمي على خُطى وجودها في نزاع ناجورنو كاراباخ، حيث أرسلت حزمة من المساعدات العسكرية من طائرات بيرقدار المسيرة ودربت القوات الأوكرانية على استخدامها؛ للترويج لأسلحتها التى ساعدت أذربيجان في إحراز تقدماً على أرمينيا، ولإنقاذ تتار القرم حيث أيدت تركيا أوكرانيا على عدم الاعتراف بسيادة روسيا على القرم، ولإظهار بعض الليونة لبايدن إثر خلافاتهم والضغوط علي تركيا في الناتو.
في هذا الصدد، أفاد سيرجي لافروف بأن مشاورات بين روسيا وبين تركيا بشأن التعاون مع أوكرانيا ومحاولات جر كييف للناتو تجري على قدم وساق.
ويمكن القول أن أهداف السياسة التركية من هذه التحركات هي أن تحجز مقعداً على طاولة المفاوضات واستقبال المفاوضات في إسطنبول بدلاً من مينسك لاعتبارها أرضا متاحة لجمع الطرفين من دون حرج؛ لعدم اعتراف زيلينسكي بالرئيس لوكاشينكو كرئيس لبيلاروسيا.
السيناريوهات الاستشرافية للأزمة
بوتين يفضل اللعب بمستوى الخصم نفسه مع تحديد الخطوط الحمر
لا شك أن بوتين في موقع قوة مقارنةً بخصومه، فروسيا تمتلك مقومات المواجهة العسكرية من أسلحة دفاع جوي وأسطول متميز بجانب أجهزتها الاستخبارية وهجماتها السيبرانية، ولكنه يحبذ اللعب على مستوى أوكرانيا والناتو من مناورات عسكرية واستعراض لقواته وقدرات التسليح على قدر استفزازات مناورات الناتو ودول الاتحاد الأوروبي.
مع تحديده لخطوطه الحمراء، وهي: عدم التعرض العسكري للانفصاليين الموالين لروسيا في دونباس، وعدم توسع الناتو قرب حدودها لضم أوكرانيا، وفي حالة خرق ذلك سترد موسكو استباقياً كما فعلت في القرم ولن يشغلها توقيع عقوبات اقتصادية عليها، لذلك يرجئ بوتين ضم شرق أوكرانيا إلى أن يرى الناتو في طريق اعتماده لضم أوكرانيا.
الخيار العسكري لزيلينسكي يفوق تعبئته العسكرية
يعاني زيلينسكي من انقسام داخلي، بالإضافة لضياع فرص إنعاش اقتصاده بعد “نورد ستريم2″، واعتماده الكلي على واشنطن والناتو عسكرياً في مواجهة روسيا دون اكتفائها الذاتي، فخيارها الأفضل اللجوء للحلول الدبلوماسية لتسوية الأمر وإعادة حساباتها في سياستها الداخلية والخارجية للخروج من المأزق.
على بايدن التعلم مما حدث في أفغانستان والتأني في التصعيد
أمريكا لن تقدم على مواجهة عسكرية مباشرة مع روسيا؛ لأنها ستتحول لحرب عالمية ثالثة، ولكنها ستكتفي بالتحرشات العسكرية في البحر الأسود؛ لاستفزاز روسيا، خاصة أن مسألة ضم أوكرانيا للناتو غير جدية، فواشنطن تقيم العراقيل أمام أوكرانيا للانضمام لوعيها جيداً أن ذلك أمر بالغ الحساسية بالنسبة لروسيا سيستهلك قوتها واقتصادها دون مكاسب تُذكر كما حدث في أفغانستان، وربما هذا اختبار لإدارة بايدن.
خاتمة
بالقياس على ما حدث في إقليم ناجورنو كاراباخ بعد صراعات دامت لثلاثين عاماً تتأرجح بين الاشتعال والهدوء، فمن الممكن مستقبلاً أن يصل الصراع في دونباس إلى حالة اشتعال لا يخمد وهنا سيتحدد مصير هذا الإقليم إثر ظروف الواقع المحيطة بجميع الأطراف الفاعلة.
ــــــــــــــــــــــ
المراجع
- “أردوغان في أوكرانيا يختبر استعداد للدفاع عن مصالحها”، صحيفة فزغلياد، 2 أغسطس2021، https://bit.ly/3D07wme
- “الخارجية الروسية : البحر الأسود أصبح منطقة مواجهة خطيرة”، أوكرانيا برس، 5 أغسطس 2021، https://ukrpress.net/node/16677
- “أوكرانيا تحتج ضد أفعال روسيا في البحر الأسود و بحر آزوف”،أوكرانيا برس،11 أغسطس 2021، https://bit.ly/3gf1tjW
- “بوتين يصعد خطابه ضد أوكرانيا”، ناشونال إنترست، 26 يوليو 2021، https://bit.ly/3y4jwj5
- “تمديد حكم الإقامة الجبرية لرجل بوتين في اوكرانيا” أوكر إنفورم، 9 يوليو 2021، https://bit.ly/3gejnU3
- “حرب نورد ستريم لم تنتهي و لن نستري الغاز الروسي”،أوكر إنفورم، 2 أغسطس 2021، https://bit.ly/3AZjyKG
- “روسيا تتهم أوكرانيا بتكثيف العمليات العسكرية في دونباس”، روسيا اليوم، 22يوليو 2021، https://bit.ly/3j5fdzL
- “روسيا تكشف عن اتصالات على “مستوى عالٍ” بشأن أوكرانيا”،الشرق(رويترز)،5 أبريل 2021، https://bit.ly/3D1dBPp
- “روسيا.. بيان كييف حول نشر دفاع جوي أمريكي استفزازي”، وكالة سبوتنيك الروسية،11 أغسطس 2021، https://bit.ly/2W4b0TL
- “زيلينسكي :نجاح التسوية في شرق أوكرانيا يعتمد بنسبة 90% على شخص واحد”، أوكرإنفورم، 6 أغسطس 2021، https://bit.ly/3mf1g49
- “طائات بيرقدار تترك أثراً في العلاقات الروسية التركية”،وكالة سبوتنيك، 29 يوليو 2021، https://bit.ly/37WNA5o
- “ميركل: أوكرانيا ستبقى دولة عبور للغاز”،أوكرانيا برس، 13 يوليو 2021،
- سامي ديجاوت، “قمة رباعية في باريس لدراسة تجدد الاقتتال شرقي أوكرانيا”،14 يونيو 2015، متاح على: https://bit.ly/3AZ0yfm
- https://bit.ly/3j2NhfV
- أبو نجم، ميشال.” صيغة النورماندي .. صانعة السلام في أوكرانيا”، الشرق الأوسط،العدد 13237، 24 فبراير 2015، متاح على: https://bit.ly/3DcOw4f
- ألمانيا: “تقدم كبير” في المحادثات الخاصة بأوكرانيا، العربية،13 سبتمبر2015،متاح على: https://bit.ly/3AXn5JD
- جاسم، باسل. ” أزمة شرق أوكرانيا تعيد إلى الأذهان سيناريو جورجيا”، اندبندنت عربية”،10 أبريل 2021، متاح على: https://bit.ly/3sw9F4l
- عمور، فيروز. “الأوراسية الروسية في مواجهة المد الأطلسي: قراءة في الأزمة الاوكرانية،المجلة الجزائرية للأمن و التنمية،العدد01،1 يناير 2021، متاح على: https://bit.ly/3sxpeZv
- فورين بوليسي: موسكو تختبر بايدن بحشود عسكرية قرب أوكرانيا، الشرق، 4 أبريل 2021، https://bit.ly/3z5iZi6
- واير، فريد. “روسيا و أوكرانيا و نورد ستريم2 بينهما”، أوكرانيا برس،12 أغسطس2021، https://bit.ly/3AXb1bb
ــــــــــــــــــــــ
روان عبد الرؤوف
باحثة مساعدة في العلاقات الدولية