شهت العلاقات المصرية ـ الإيرانية تحولاً كبيرًا ما بين عامي 1970 ـ 1978م ووصلت إلى أعلى مستوياتها في كل المجالات وخاصة الاستراتيجية، ويرجع ذلك إلى الصلات الطيبة التي جمعت بين زعيمي البلدين “محمد أنور السادات” و”محمد رضا بهلوي”، فكل من الزعيمين كانا على توافق تمام في التوجهات الاستراتيجية نحو القضايا والتحديات التي كانت تواجهها منطقة الشرق الأوسط آنذاك.
بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر في 28 من سبتمبر عام 1970م وتولي نائبه محمد أنور السادات الحكم فعلياً في 15 أكتوبر 1970م، تم استئناف العلاقات بين مصر وإيران مباشرة، وصدر بيان رسمي متزامن من القاهرة وطهران في 23 أغسطس عام 1970م، أي قبل وفاة عبد الناصر بشهر تقريباً، باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وبتبادل السفراء، وكانت العلاقات قد قطعت بين مصر وإيران بأمر من عبد الناصر بعد اعتراف محمد رضا بهلوي بدولة إسرائيل عام 1960م.
أولا: المصالح المشتركة بين السادات وبهلوي
كان العامل الرئيس في استئناف العلاقات بين مصر وإيران يرجع إلى تغيير توجهات السياسة المصرية في عصر السادات تماماً وتوافقها بنحو كبير مع توجهات السياسة الإيرانية. كان السادات يرى أن أمريكا هي القوة العظمى في العالم وإنها وحدها التي تعطي طريق الحل وخارطة الطريق في المنطقة، خاصة مع بروز الولايات المتحدة الأمريكية كقوة محركة للأحداث بعد العدوان الثلاثي عام 1956م وحرب عام 1967م، وذلك على عكس عبد الناصر الذي كان يميل إلى التيار اليساري بزعامة الاتحاد السوفيتي ويعادي أمريكا وحلفائها في المنطقة. وعلى هذا النحو كان السادات معجباً بشاه إيران وكان يعتبره مثله الأعلى ويراه رجلاً خارق الذكاء وغير عادي لأنه هو الشخص الوحيد الذي أدرك منذ البداية أن أمريكا هي وحدها القوة العظمى في العالم، فاتخذها حليفة له. والحقيقة أن إعجابا متبادلا وراحة نفسية بين السادات ومحمد رضا بهلوى، قد نشأت، ويدل على هذا العديد من العبارات الطيبة التي كان يتبادلها الزعيمان خلال زياراتهما الرسمية أو من فوق منصات المحافل الدولية والوسائل الإعلامية[1].
وقد هدف السادات من خلال توطيد علاقته بشاه إيران إلى إيجاد حليف قوي لمصر في المنطقة، يقوم بالضغط على إسرائيل مستخدماً نفوذه الممتد في أمريكا، وذلك لانسحاب إسرائيل من الأراضي العربية التي قامت باحتلالها في أعقاب حرب 1967م. وبالإضافة إلى ذلك أن تكون إيران شريكاً لمصر بعد حرب 6 أكتوبر عام 1973م لإعادة بناء البلاد بعد ما خلفته الحرب من دمار واستقطاب الاستثمارات الإيرانية بعد زيادة القدرات المالية لهذه الدولة وتعزيز مواردها الاقتصادية من جراء ارتفاع الأسعار العالمية للنفط بعد الحرب، خاصة وأن النفط هو أحد المصادر الرئيسة للدخل القومي الإيرانى[2].
وقد حدث هذا الأمر بالفعل، حيث بلغ إنتاج النفط الإيراني في عام 1973- 1974م 302 مليون طن بعد ما كان 73 مليون طن فقط، أي ارتفعت العائدات البترولية لإيران بنسبة 64% خلال سنة واحدة وأصبحت في المرتبة الرابعة بعد الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي والمملكة العربية السعودية في قائمة الدول المصدرة للنفط على مستوى العالم[3].
وعلى الرغم من رفض شاه إيران حظر تصدير البترول الذي فرضته الدول العربية على إسرائيل وأمريكا أيام حرب أكتوبر، من ناحية، عمل الشاه على مساعدة مصر أيام الحرب من ناحية أخرى، حيث قام بتزويد مصر بـ600 ألف طن من البترول كانت الآلات العسكرية المصرية في حاجة ماسة لها، كما أرسلت إيران مساعدات طبية إلى مصر ونقلت العديد من المصابين والجرحي لتلقي العلاج في طهران[4].
يقول السادات في هذا الصدد خلال حديثه مع المجلة الفرنسية “L` Expansion” الصادرة في 6 يونيه عام 1976م: “أنا سعيد بالإنجازات التي تحققت من توطيد العلاقات المصرية ـ الإيرانية وراض عنها وأفتخر بالأجواء التي تسود هذه العلاقات الثنائية أيضاً وأتوجه بخالص الشكر إلى شاه إيران الذي قد أمن لشعبنا احتياجاته البترولية في كل وقت.. لقد حان الوقت لنجتمع ونقول للقوي العظمي نحن هنا كي نحدد مصير القضايا المتعلقة بالمنطقة”. وقد أدلي السادات بهذا الحديث قبل سفره إلى إيران في 16 من يونيه في العام نفسه وتوقيعه مجموعة من الاتفاقيات الثنائية مع شاه إيران في المجالات العسكرية والاقتصادية والثقافية والتعليمية والسياحية، حيث صرح خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بينه وبين الشاه في 19 من يونيه: “لقد قررنا أنا والشاه تشكيل لجنة مشتركة لتطوير سبل التعاون العسكري بين البلدين”[5].
الحقيقة أنه بعد الانتصار الساحق الذي حققته القوات المسلحة المصرية على إسرائيل في حرب أكتوبر عام 1973م، وما خلّفته الحرب من نتائج غيرت موازين القوى في المنطقة، ثم مبادرة السادات للذهاب إلى القدس التي ترتب عليها توقيع اتفاقية “السلام” من كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل في 17 سبتمبر عام 1978م، ثم معاهدة السلام بين الطرفين في 26 من مارس عام 1979م توطدت العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران بشكل غير مسبوق في تاريخ البلدين، وأصبحت سياسة الدولتين تسير في ركب واحد وتؤمن بعملية السلام التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، حيث أعلن السادات أنه هو وشاه إيران سوف يبذلان جهودهما لإنهاء الأزمة الإسرائيلية وتجنب وقوع حرب أخرى في منطقة الخليج[6].
خلال تلك الفترة شهدت مصر وإيران العديد من الأحداث التي تمخضت عن التوجهات السياسية لزعيمي البلدين. فقد آثار إبرام اتفاقية السلام في “كامب ديفيد” ردود أفعال غاضبة في مصر والعالم العربي، ففي مصر استقال محمد إبراهيم كامل، وزير الخارجية المصري، آنذاك من منصبه احتجاجاً على توقيع الاتفاقية التي وصفها بـ”مذبحة التنازلات”[7]، واتهم الفريق سعد الدين الشاذلي، رئيس أركان القوات المسلحة في أثناء حرب أكتوبر، السادات بالديكتاتورية وبالتنازل عن النصر، وقرر الاستقالة من منصبه كسفير لمصر في البرتغال آنذاك والرحيل إلى الجزائر كلاجئ سياسي. أما على المستوى الشعبي فقد سيطرت حالة من الاستياء بين فئات الشعب المصري وخاصة التيار الإسلامي “الإخوان المسلمين” الذي عمل السادات على تقوية جذوره في الشارع المصري لمواجهة التيار “الناصري الاشتراكي” الذي كان رائجاً في البلاد عقب توليه الحكم.
بناء على ذلك قام السادات بإصدار قرار باعتقال رموز المعارضة من الإسلاميين والليبراليين والشيوعيين، بلغ عددهم أكثر من 1500 فرد، وأغلقت العديد من الصحف المستقلة التي كانت تعارض الاتفاقية وتم حبس أصحابها. أما على الصعيد العربي فقد سادت حالة من السخط الشعبي على مصر ومازالنا نلتمس آثارها حتي الآن خاصة وأن شعوب تلك الدول وحكوماتها كانت ومازالت تؤمن بأفكار جمال عبد الناصر التي تنادي بالوحدة والقومية العربية، فقطعت أغلب الدول العربية علاقاتها مع مصر وعُلقت عضوية مصر في جامعة الدول العربية وتم نقل المقر الدائم للجامعة من القاهرة إلى تونس، وذلك خلال القمة العربية التي عُقدت في بغداد في نوفمبر عام 1978م[8].
وقد أدى هذا الغضب العارم من خطوة السادات الرامية للسلام والشحن السلبي ضده من قبل بعض الأطراف في الداخل والخارج وخاصة الجماعات الإسلامية إلى اغتياله في أثناء حضوره العرض العسكري الذي أقيم في أرض المعارض بمدينة نصر في 6 من أكتوبر عام 1981م احتفالاً بالذكرى الثامنة لنصر أكتوبر، حيث أطلق عليه الرصاص خالد الإسلامبولي المنتمي لجماعة الجهاد الإسلامي[9].
ثانيا: إرهاصات الثورة الإيرانية ومجرياتها ونتائجها
مع حلول أكتوبر من العام 1977م كانت كل أنحاء إيران تموج بالثورة التي ظهرت مقدماتها بوضوح في تنامي مشاعر الرفض الشعبي لسياسات الحكومة وتدني المستويات المعيشية لأغلب الإيرانيين واحتكار نظام الشاه الحياة السياسية في البلاد من خلال حزب “راستخيز: النهضة” الذي قام بتأسيسه، وفشل المشروعات التنموية والاقتصادية المقترنة بفساد الطبقة الحاكمة الذي فاق كل المعدلات. وكان صوت الإمام الخميني هو الأعلى في انتقاد سياسات الشاه وعلاقته المستفزة لمشاعر الشعب الإيراني مع أمريكا وإسرائيل. وكان الحضور المتميز للتيار الديني في الثورة الإيرانية مرتكزاً على كاريزما الإمام الخميني المنحدر من نسل الأئمة، رغم نفيه خارج البلاد في مقاطعة “نوفل لوشاتو” في شمال وسط فرنسا[10]، واستخدام المفردات المذهبية التي تحفز الوجدان الشعبي لدي الشيعة مثل “المستضعفين والمستكبرين والطاغوت والشهادة وكربلاء”، بالإضافة إلى تشعب رجال المؤسسة الدينية في طول البلاد وعرضها، كل هذا أسفر عن زوبان كل التيارات السياسية تحت عباءة الخمينى[11].
اندلعت أولى المظاهرات الكبرى في إيران يوم 7 يناير عام 1978م في مدينة قُم المقدسة، حيث اتخذ طلاب الدراسات الإسلامية من مقال نشرته صحيفة “اطلاعات” اليومية يسب الإمام الخمينى، ذريعة للنزول إلى الشارع، وكانت قم هي المدينة التي قام الإمام الخميني بالتدريس فيها عام 1963م. وقد خرجت الاحتجاجات عن نطاق السيطرة في 9 من يناير وهاجم المتظاهرون مبان حكومية وكل ما اعتبروه رمزاً للحداثة مثل دور السينما والمطاعم ومدارس البنات، واضطرت الشرطة للتدخل وأعيد الهدوء مرة أخرى للشارع ولكن بعد مصرع ستة من المتظاهرين واثنين من رجال الشرطة.
بعد هذه المظاهرة اجتاحت البلاد مظاهرات أخرى في طهران وتبريز وشيراز ومشهد وإصفهان، بمشاركة الطلاب والمعارضة السياسية والليبراليين واليساريين وتجار البازار والملالي، ما أسفر عن إعلان الشاه الأحكام العرفية. وفي 9 و10 من ديسمبر من العام نفسه طالب الإمام الخميني من منفاه بخروج مظاهرات واسعة في أنحاء البلاد كافة لإحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين الموافق 9 و10 من شهر المحرم[12].
ولما كانت الأحكام العرفية مطبقة حبذ الجنرال غلام علي أويسي قائد حرس الشاه منع المتظاهرين من النزول والاصطدام المباشرة معهم، ولكن الشاه رفض حقناً للدماء، وسحب الجيش دباباته من وسط العاصمة طهران واحتفظ بتواجد سري قرب المباني الحكومية لتأمينها وحمايتها. وعلى هذا النحو احتل المتظاهرون المدينة وظلوا لمدة يومين يهتفون بسقوط الملكية وإقامة الجمهورية الإسلامية. مع بلوغ المظاهرات هذا الحد حثت بعض الشخصيات السياسية المهمة مثل سفيري الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وشابور بختيار، رئيس الوزراء الإيراني آنذاك، شاه إيران على مغادرة البلاد لتهدئة الرأي العام[13].
كانت العلاقات بين السادات ومحمد بهلوي خلال فترة السبعينيات قوية وجمعت بينهما صداقة حميمة كما سلف الذكر، وكان شاه إيران دائم الاتصال بالسادات ويتبادل معه الأراء حول قضايا المنطقة محل الاهتمام المشترك، خاصة بعد إبرام اتفاقية السلام في كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، وكان الشاه يدعو السادات دائماً بـ”أخي الحبيب”. وخلال للقاءات الرسمية التي جمعت بين السادات ومحمد بهلوي، تعرفت زوجتا الزعيمين السيدة جيهان السادات والشاهبانو فرح ديبا على بعضهما البعض وصارتا صديقتين مقربتين. وكانت فرح ديبا على اتصال دائم بجيهان السادات خلال خريف عام 1978م، ومع تفاقم الأوضاع في إيران دعت جيهان السادات فرح بهلوي والشاه للقدوم إلى مصر.
هبطت طائرة الشاه والشاهبانو في أسوان في يوم 16 من يناير عام 1979م، وحرص السادات على إقامة مراسم رسمية لاستقبال للشاه وأقام حفل عشاء على شرفه، حيث كان الشاه حتى تلك اللحظة الحاكم الفعلي لإيران. نزل الشاه وزوجته في فندق “أوبروى” المبني على جزيرة وسط النيل. لم تمض فترة طويلة حتى علم الشاه أن حاشيته ورجاله في إيران قد تخلوا عنه ولم يعد هناك مجال لفعل شيء. وبعد مرور 6 أيام تلقى الشاه دعوة من ملك المغرب الحسن الثاني للذهاب إلى مراكش، ورغم تجديد دعوة السادات للشاه للبقاء في مصر مؤكداً له أن مصر أٌقرب إلى إيران من أجل تنظيم المقاومة التي كان يعد لها الشاه، لم يشأ الشاه أن يثقل على السادات وقرر الرحيل.
توالت الأخبار المفجعة على الشاه الواحد تلو الآخر في أثناء إقامته في مراكش، ففي 1 من فبراير قدم الخميني إلى طهران وسط ترحيب من ملايين الشعب الإيراني بعد 14 عاماً أمضاها في منفاه خارج البلاد. وفي 7 من فبراير خرجت مظاهرات مليونية تؤيد إنهاء الحكم الملكي وإقامة الجمهورية الإسلامية وبدأ الجنود الإيرانيون في الفرار. وفي 11 من فبراير اقتحم مثيرو الشغب الثكنات العسكرية واستولوا على الأسلحة واغتيل “عبد العلي بدره اى”، قائد القوات البرية، وأمين بجلاري، نائب قائد الحرس الملكي، في مقر عمليهما لرفضهما تحييد الجيش، وفر شابور بختيار رئيس الوزراء إلى فرنسا، وبثت إذاعة طهران القومية نبأ “انتصار الثورة وانهيار معقل الديكتاتورية”. وفي اليوم التالى انتشرت الأنباء عن مذابح الضباط في الشوارع وأوامر الإعدام التي أصدارها المتعصبون. في تلك اللحظة أدرك الشاه أن فصلاً جديداً قد بدأ في حياته ولم يعد هنالك أمل للعودة إلى البلاد. وكان ألكسندر دي مارنش، رئيس جهاز المخابرات الفرنسية، قد التقى بالشاه في مراكش وأبلغه بأن الخميني قد أمر تابيعه المتعصبين بخطف أفراد من العائلة الملكية المغربية كرهائن ومبادلتهم بالشاه وأسرته. فاضطر الشاه للرحيل من المغرب رغم رفض الملك الحسن الثاني الذي وضع طائرته الخاصة تحت تصرف الشاه وأسرته.
خلال تلك الفترة رفضت أغلب بلدان العالم استضافة الشاه وأسرته خوفاً من الإضرار بمصالحها مع الدولة الجديدة في إيران، وكان في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا. وبعد اتصالات مع السلطات في جزر البهاما توجه الشاه إلى هناك حيث استأجر فيلا ومكث هناك لمدة شهرين وعشرة أيام، ثم أخبرته الحكومة البريطانية عبر سفيرها السابق في طهران “دنيس رايت” أنها لا ترغب في وجوده على أراضيها. وتذكر الشاهبانو فرح ديبا أنه مع رفض السلطات في جزر البهاما تجديد أوراق إقامتهم، راحت سفارات الدول حول العالم الواحدة تلو الأخرى ترفض استضافة الشاه، وحده السادات فقط هو الرئيس الذي جدد دعوته مرة أخرى لقدوم الشاه إلى مصر، ولكن الشاه كان يرى أن السادات قد وقع لتوه اتفاقيات السام في كامب ديفيد تلك التي أثارت مشاعر الغضب ضده في الداخل والخارج وكان هذا يكفيه، فلم يقبل الشاه دعوته. وفي النهاية عرضت المكسيك استضافة الشاه بطلب من هنري كيسنجر وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، وكان الشاه قد التقى الرئيس الميكسيكي “خوسيه لوبيز بورتيو” في أثناء توليه وزارة المالية وأبدى إعجابه به.
خلال تلك الفترة كان شاه إيران يعاني من تضخم في الطحال بسبب إصابته بسرطان الغدد اللمفاوية ما تطلب استئصاله، ونظراً لحالته الصحية الحرجة طلب من الولايات المتحدة الأمريكية السماح له بالعلاج لديها ووافق الرئيس الأمريكي جيمي كارتر في 19 من أكتوبر عام 1979م على دخول الشاه إلى الولايات المتحدة، وكان كارتر يخشى من وقوع مكروه للسفارة الأمريكية في طهران بسبب دخول الشاه للأراضي الأمريكية.
وفي 24 من أكتوبر أجريت عملية استئصال المرارة للشاه في مركز “ميموريال سلون كيترينج” لعلاج السرطان في نيويورك ولكن كان من الضروري استئصال الطحال. وبعد أسبوعين أي في 4 من نوفمبر حدث ما كان يخشي منه الرئيس الأمريكى، حيث دهم الطلاب الأصوليون والشيوعيون السفارة الأمريكية في طهران واحتفظوا بالدبلوماسيين الذين كان يزيد عددهم عن 60 فردا كرهائن، وذلك بهدف تسليم الشاه وأسرته. وأعلن كارتر حينها أن الحكومة الإيرانية مسؤولة عن احتجاز هؤلاء الرهائن وسلامتهم وأن الشاه يستطيع الرحيل من أمريكا حينما تسمح صحته بذلك[14]. وخلال تلك الفترة جدد السادات وزوجته دعوتهما لاستضافة الشاه للمرة الثالثة.
مع نهاية شهر نوفمبر رأى الأطباء أنه من الممكن أن يغادر الشاه المستشفى، وفي 30 من نوفمبر كانت المفاجأة غير المتوقعة التي تلقاها الشاه وأسرته وهي رفض المكسيك منحه حق اللجوء السياسي، وحينها بحث البيت الأبيض السبل الممكنة لاستضافة الشاه وزوجته، حيث قرر إرسال الشاه وزوجته إلى قاعدة “لاكلاند” الجوية في سان أنطونيو بتكساس، فنزلا بمبني للعلاج النفسي في المستشفى العسكري فيما يشبه الإقامة الجبرية. لم تسمح صحة الشاه بالبقاء في تكساس وكذلك كان البيت الأبيض يرغب في مغادرة الشاه للولايات المتحدة بسبب أزمة الرهائن الأمريكيين.
أخيراً في 12 من ديسمبر أبلغ البيت الأبيض الشاه أن بنما على استعداد لاستضافته، وبالفعل سافر الشاه وزوجته إلى بنما ونزلا هناك في فيلا من 4 حجرات، ولكن بسبب النزاع الذي نشب بين الإمريكيين والبنميين حول حقوق السيادة على القناة الأمريكية القديمة[15]، تأثرت أسرة الشاه بذلك وأصبحت تعيش تحت مراقبة الشرطة البنمية. وبالفعل اكتشفت الشاهبانو فرح ديبا أن جميع مكالماتهم وأحاديثهم مسجلة وفي الوقت نفسه تقدمت طهران بطلب إلى الحكومة البنمية لتسليم الشاه وأسرته وكان القانون البنمي في ذلك الوقت ينص على اعتقال الشخص المراد تسليمه فور تلقي الطلب. ويبدو أن الحكومة البنمية قد رأت أن الإقدام على هذه الخطوة سيكون له الأثر في إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين وبدأت في اتخاذ الإجراءات لإلقاء القبض على الشاه وأسرته.
ثالثا: الشاه في القاهرة وموقف السادات تجاهه
في ظل هذا الموقف الدقيق وبالتحديد في مارس عام 1980م اتصلت الشاهبانو فرح ديبا بالسيدة جيهان السادات وأخبرتها بخطورة الوضع، فأجابتها السيدة جيهان: “تعالوا نحن بانتظاركم هنا في القاهرة”. وبالفعل أبلغت السيدة جيهان الرئيس السادات الذي أعرب عن موافقته وتأييده لما قامت به زوجته وقال لها: “أبلغي فرح بأنني سأرسل إليهم طائرة الرئاسة فوراً”. وحينما علم الرئيس الأمريكي كارتر باحتمال سفر الشاه إلى مصر انتابه القلق الشديد نظراً لما سيسفر عنه هذا الأمر من إضعاف الموقف الدولي للسادات والتأثير السلبي على جهود عملية السلام في الشرق الأوسط، وبالفعل أجرى كارتر اتصالاً هاتفياً بالسادات ليثنيه عن استضافة الشاه، غير أنه لم يفلح في ذلك، بل إن السادات قد وجه تحذيراً مباشرة لكارتر وقال له حرفياً: “جيمى.. أريد الشاه هنا.. وأريده حياً”. وبالفعل وصل الشاه والشاهبانو إلى القاهرة في 24 من مارس عام 1980م بعد 14 شهراً من الترحال في البلدان، حيث استقبلهما السادات وقرينته وأعد السادات قصر القبة مقراً لهما ولحق بهما الأولاد[16].
تصف السيدة فرح ديبا حفاوة الاستقبال التي حظيت بها هي والشاه من قبل المصريين والذي تمثل في العبارات الودودة والتطوع للتبرع بالدم وكان المصريون يلقبون الشاه حينها بكلمة “أخ”. وفي 28 من مارس من العام نفسه دخل الشاه مستشفى القوات المسلحة بالمعادي لإجراء عملية استئصال الطحال التي أجرها الطبيب الأمريكي ديبيكي ومساعده الأسترإلى وبعض الجراحين المصريين. وبدأت حالة الشاه تتحسن ولكنها تدهورت شيئاً فشيئاً إلى أن سقط في غيبوبة ليلة 27 من يوليو بالعام 1980، ووافته المنية على أثرها. أقام السادات جنازة عسكرية مهيبة لمحمد رضا بهلوي تولى بنفسه الإشراف على أدق تفاصيلها وكان الرئيس الوحيد الذي يتقدمها، وبصحبته قسطنطين ملك اليونان وريتشارد نيكسون الرئيس الأمريكي الأسبق، حيث وري جسد الشاه الثرى في مسجد رفاعي بحي القلعة بقلب القاهرة[17].
بعد التطور الهائل الذي شهدته العلاقات المصرية ـ الإيرانية خلال عصر السادات وبهلوي، أصابت هذه العلاقات حالة من الفتور والتوتر بلغ حد القطيعة بعد انتصار الثورة الإيرانية وقيام الجمهورية الإسلامية بزعامة الخميني. ويرجع هذا الأمر إلى تنافر الرؤى والتوجهات السياسية بين البلدين خلال هذه الحقبة الزمنية، بعد ما كانت تسير على النسق نفسه سابقاً.
فقد استضافت مصر شاه إيران الذي رفضت أغلب دول العالم أن تمنحه حق اللجوء السياسي فيها، كما تبنت القاهرة مع إبرام معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل خارطة الطريق الرامية إلى إحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط وإقامة دولتين فلسطينية وإسرائيلية يعيشان جنباً إلى جنب في أمن وسلام دائمين، وكل هذا ينافي بشكل صريح توجهات إيران الثورية بقيادة الخميني الذي كان يلقب الشاه بالطاغوت وأمريكا بالشيطان الأكبر ويتوعد بمحو إسرائيل من على وجه الأرض. وعلى هذا النحو وضع الخميني مصر في قائمة الدول المعادية لإيران.
والحقيقة أن مصر لم تتخذ موقفاً معادياً من إيران الثورية، بل كان لديها الرغبة في التعامل مع الدولة الجديدة والإبقاء على العلاقات قائمة بين البلدين، إلا أن ذلك كان ضربا من الخيال البعيد. فمع إصدار القاهرة بيان 12 من فبراير عام 1979م الذي أعربت فيه عن تطلعها لاستمرار العلاقات بين البلدين وتعزيزها في مختلف المجالات لم تلق هذه المبادرة المصرية أية استجابة، بل على العكس قوبلت بتصعيد من النظام الجديد في إيران. وجاء بيان الخميني في 26 من مارس من العام نفسه الذي اعتبر اتفاقية السلام بين السادات وإسرائيل خيانة للإسلام والمسلمين والعرب وأيد موقف الدول العربية الرافض لاتفاقية السلام. وفي 30 من إبريل قرر الخميني قطع العلاقات الدبلوماسية مع مصر.
وقد شهدت تلك الفترة حملات إعلامية ودعائية موجهة بين مصر وإيران، للتشهير بزعيمي البلدين. فكان السادات يرى الخميني عاراً على الإسلام وكان الخميني يلقب السادات بالخائن والعميل الأمريكي. وراحت الصحف المحلية والإذاعات الموجهة في القاهرة وطهران تدعوا الشعبين للإنقلاب على الحكم. وقد بلغ الأمر بالحكومة الخمينية آنذاك بأن تشفت في اغتيال السادت وجعلت من قاتله خالد الإسلامبولي شهيداً وأطلقت اسمه على شارع في طهران كان يحمل اسم شارع “الوزراء” سابقاً تكريماً له[18].
كما انتجت “لجنة تكريم شهداء الحركة الإسلامية العالمية” في إيران[19] عام 2008م فيلماً وثائقياً بعنوان “إعدام فرعون” من إخراج محسن يزدي، وينتقد الفيلم إبرام معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل ويؤيد اغتيال السادات ويدين سياساته ويصف الإسلامبولي بالشهيد. وقد واجه الفيلم انتقادات واسعة من قبل الساسة والصحفيين والفنانين المصريين وأدانت وزارة الخارجية المصرية والأزهر الشريف الفيلم وطلبتا من الحكومة الإيرانية وقف عرضه[20].
باغتيال الرئيس محمد أنور السادات وإقامة الدولة الخمينية في إيران يكون الستار قد أسدل على فصل مهم من فصول العلاقات المصرية ـ الإيرانية، فمنذ عام 1979م وحتى لحظات كتابة هذه السطور مازالت العلاقات مقطوعة بين الدولتين بشكل كامل رغم بعض المحاولات التي يقوم بها البعض لإعادة هذه العلاقات إلى مسارها السابق وإن كانت العلاقات العلمية والأدبية والثقافية قائمة بين البلدين نظراً للأواصر التاريخية التي تربط بين البلدين منذ القدم وحتى الآن.
رابعا: خاتمة ونتائج وتوصيات
أسفرت الدراسة التحليلة في تلك الفترة المهمة عددا من النتائج أبرزها:
أولا: تولى محمد أنور السادات الحكم في لحظة حرجة من التاريخ المصري وسعى طوال فترة حكمه الوجيزة إلى إعادة بناء الجيش المصري وتعزيز قدراته وبحث كل السبل الممكنة لتحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلي، ومع تغيير موازين القوى في المنطقة عقب بروز الولايات المتحدة الأمريكية كقوة عظمى في العالم، تطلب هذا الأمر من السادات تغيير توجهات السياسة المصرية وإقامة تحالفات جديدة مع دول أخرى أصبحت تتحكم في مسارات العملية السياسية في منطقة الشرق الأوسط، وكانت إيران إحدى هذه الدولة التي أقامت علاقات وطيدة مع أمريكا وأصبح لها نفوذ ممتد فيها. على هذا النحو عمل السادات على توطيد علاقته بشاه إيران لإيجاد حليف لمصر يضغط على إسرائيل مستخدماً نفوذه لدى أمريكا التي أصبحت تتحكم بشكل أو بآخر في مجريات الأحداث بالمنطقة.
ثانيا: استفادت إيران بشكل كبير من توطيد علاقاتها مع مصر، خاصة مع ارتفاع الأسعار العالمية للبترول عقب حرب أكتوبر، حيث حدثت طفرة كبيرة في الاقتصاد الإيراني واستطاع الشاه تطبيق جانب من برنامجه الإصلاحي الذي لم يكلل بالنجاح مع إندلاع الثورة الإيرانية، إذ كان الشاه يريد نقل البلاد فجأة من القرن العشرين إلى القرن الحادي والعشرين وفق تعبير الرئيس السادات ذاته.
ثالثا: سعي كل من السادات ومحمد بهلوي إلى تغيير موازين القوى في منطقة الشرق الأوسط، فمع توطيد العلاقات بين مصر وإيران ظهر للعالم تحالف قوي لدولتين لهما ثقلهما في المنطقة، تمكنتا من إحداث تغيير ملموس في مجريات الأحداث بالمنطقة. وكان السادات والشاه على علم بأن القوى العظمي في العالم وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية ستغير توجهاتها تبعاً لمصالحها الشخصية. وقد بدا هذا واضح في اجتماع كل من جيمي كارتر، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وهلموت شميت، المستشار الألمانى، وجيمس كالاهان، رئيس الوزراء البريطاني، وفاليري جيسكار ديستان، الرئيس الفرنسي، آنذاك في جزر جوادلوب الفرنسية في 4 من يناير عام 1979م لتأييد الدولة الجديدة في إيران، وذلك قبل وصول الخميني إلى طهران وإعلان انتصار الثورة بنحو شهر، ولو قدر للثورة الإيرانية أن تفشل وعاد الشاه واستمر السادات على قمة السلطة في مصر، كانت أحداث كثيرة ستتغير في المنطقة وأصبحت مصر وإيران تتحكمان بشكل كبير في تحديد مصير العديد من القضايا التي تعصف بالمنطقة الآن.
ثالثا: ترجع الكراهية التي تكنها الدولة الخمينية لشخص الرئيس المصري محمد أنور السادات إلى استضافة السادات للشاه وليس لإبرام معاهدة السلام مع إسرائيل. فكيف تتصالح إيران مع مصر التي أيدت نظامها القديم وهي لم تتصالح مع ماضيها حتى الآن؟ فالسادات كان هو الزعيم الوحيد الذي أيد النظام الذي ثارت عليه إيران ومد يد العون للشاه في لحظة فاصلة من التاريخ الإيراني، خشى فيها الجميع الإضرار بمصالحه الشخصية، ولكن السادات رغم المرحلة الدقيقة التي كان يمر بها بعد توقيع اتفاقية السلام في كامب ديفيد مع إسرائيل، كان ذا نظرة ثاقبة وبعيدة المدى في علاقاته بالدولة الخمينية، التي كانت ومازالت لها أهداف محددة نرى ثمارها الآن في المنطقة وخاصة بعد فترة الربيع العربي ومحاولات الحكومة الإيرانية التدخل في الشأن العربي والعمل على المد الشيعي المتنامي في المنطقة العربية.
رابعا: من النقاط الجديرة بالملاحظة استمرار العلاقات الدبلوماسية بين إيران وأمريكا بعد الثورة وعدم قطعها مثلما قطعت مع مصر، على الرغم من أن علاقة الشاه بأمريكا كانت أحد أسباب الثورة الإيرانية، كما أن أمريكا كانت أحد الأطراف الداعمة والراعية لمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، وهو ما يؤكد: “إن أمريكا الصديقة اللدودة لإيران”.
خامسا: إن السادات لم يكن يسير وفقاً للتوجهات الأمريكية وهي التهمة التي مازال البعض يلصقها به حتى الآن، ولكنه كان سياسياً محنكاً يدرس قواعد اللعبة جيداً ويعلم في أي اتجاه يتحرك ومتى وكيف؟ فقوانين السياسة لا تعرف المضي على نسق واحد والدليل على ذلك فشل محاولة جميي كارتر الرئيس الأمريكي في أن يعدل السادات عن موافقته لاستضافة الشاه، بل نرى أن السادات قد حذر كارتر من إلحاق الضرر بالشاه أو إذائه، وهو موقف لا يصدر إلا من شخص حر قوي وليس تابع لأحد، وكذلك موقف السادات من عملية السلام بين العرب وإسرائيل والقضية الفلسطينية التي كان يملك مفاتيح حلها وكان يرى ما لم يراه الجميع في ذلك الوقت، وكان السادات يدرك متى يقول نعم ومتى يقول لا.
[1]. سعيد الصباغ، العلاقات المصرية الإيرانية بين الوصال والقطيعة، القاهرة، دار الشروق، الطبعة الأولى، 2007م، ص 67: 75.
[2]. المرجع السابق، ص 37.
[3]. فرح بهلوى، مذاكرات فرح بهلوى، القاهرة، دار الشروق، الطبعة الأولى، 2010م، ص 227.
[4]. سعيد الصباغ، العلاقات المصرية الإيرانية بين الوصال والقطيعة، ص 47.
[5]. نسرین رضایی، روابط شاه و سادات “از ضیافت تهران تا ضمانت امنیتی در منطقه”، http://tarikhirani.ir
[6]. المرجع السابق.
[7] محمد إبراهيم كامل، السلام الضائع في إسرائيل، القاهرة، الطبعة الأولى، 1987م، ص 662.
[8]. قطعت جميع الدول العربية علاقاتها الدبلوماسية مع مصر ما عدا سلطنة عمان والسودان والصومال، وظلت عضوية مصر في جامعة الدول العربية معلقة لمدة 10 سنوات من عام 1979م وحتي عام 1989م، وفي عام 1990م تصالحت الدول العربية مع مصر واستأنفت علاقاتها مع القاهرة وأعيد المقر الجامعة للعاصمة المصرية (الكاتب).
[9]. جماعة أو تنظيم الجهاد الإسلامى: هي جماعة جهادية سلفية جهادية تؤمن بالجهاد المسلح وتكفر كل الدول والأنظمة والمؤسسات التي تحكم بما يخالف مبادئ الشريعة الإسلامية وتقر النظم والأفكار السياسية مثل الديمقراطية والعلمانية والإشتراكية وغيرها. تأسست الجماعة الجهادية في مصر حوإلى عام 1964م على يد علوي مصطفي وإسماعيل طنطاوي ونبيل البرعى. وقد قامت هذه الجماعة بعدد من العمليات الإرهابية والاغتيالات السياسية بفردها وبمشاركة تنظيمات إرهابية أخري اتخذت من الإسلام غطاء لها مثل تنظيم القاعدة (الكاتب).
[10]. أمر شاه إيران بنفي الخميني إلى تركيا عقب خطابه الشهير الذي هاجم فيه الشاه بعد مصادقة الحكومة الإيرانية على قانون منح الحصانة القضائية للساسة والمستشارين الأمريكيين، فعاش الخميني متنقلاً بين تركيا والعراق وفرنسا (الكاتب).
[11]. مصطفي اللباد، حدائق الأحزان، القاهرة، دار الشروق، الطبعة الأولى، 2006م، ص 73: 74.
[12]. يقيم الشيعة في العالم احتفالات دينية في 9 و10 من شهر المحرم من كل عام الموافق ذكري استشهاد الحسين في كربلاء، فيما يعرف بـ “مراسم التعازى” (الكاتب).
[13] فرح بهلوى، مذاكرات فرح بهلوى، ص 247: 269.
[14]. تم احتجاز الدبلوماسيين الأمريكيين كرهائن لمدة 444 يوماً، وانتهت هذه الأزمة بين إيران وأمريكا بتوقيع اتفاقية الجزائر في 19 يناير عام 1981م، بعد دور الوساطة الذي لعبته الجزائر بين الطرفين، وأطلق سراح الرهائن رسمياً في اليوم التالى، بعد دقائق من أداء الرئيس الأمريكي الجديد رونالد ريجان اليمين الدستورية (الكاتب).
[15]. القناة الأمريكية القديمة: هي قناة تربط بين المحيطين الهادي والأطلسى، ظلت القناة والمنطقة المحيطة بها التي كانت تظم قواعد أمريكية، منذ شقها بين عامي 1904- 1914م، تحت السيادة الأمريكية. وفي ديسمبر عام 1999م أعادة الولايات المتحدة حقوق السيادة إلى بنما طبقاً لاتفاقية مبرمة بين الطرفين (الكاتب).
[16] . لم تكن دعوة السادات لاستضافة شاه إيران شفاهية ولكنها تمت بشكل قانونى، حيث ناشد السادات مجلس النواب المصري أثناء إلقائه خطاب في 23 من يونيه عام 1979م بأن يسمحوا للشاه بالحضور إلى مصر، وهو القرار الذي صدر بإجماع الآراء في اليوم التإلى من قدوم الشاه إلى مصر، أي في 25 من يونيه. وفي 29 من مارس عام 1980م صدق المجلس على قرار منح حق اللجوء السياسي للشاه (الكاتب).
[17]. تحرص الشاهبانو فرح ديبا في 27 من يوليه من كل عام على القدوم إلى مصر لإحياء ذكري وفاة زوجها، حيث تضع إكليلاً من الزهور على قبره وإكليلاً أخر على قبر الرئيس الراحل أنور السادات بمصاحبة السيدة جهان السادات، وذلك عرفاناً منها لما أبداه السادات من معاملة حسنة اتجاه زوجها. وعادة ما يقام حفل عشاء على شرف الشاهبانو بحضور الجالية الإيرانية والمهتمين بالشأن الإيراني في مصر. وأحياناً يتضمن برنامج زيارة الشاهبانو لمصر لقاءات صحفية وتليفزيونية، تدلي خلالها بتصريحات عن العلاقات الوطيدة بين السادات والشاه وتطورات الأوضاع الحالية في إيران، وكان آخر هذه اللقاءات اللقاء الصحفي الذي خصت به الشاهبانو الأستاذ “محمد محسن أبو النور” خبير الشئون الإيرانية بصحيفة “اليوم السابع” ومؤسس “المنتدي العربي لتحليل السياسات الإيرانية”، حيث تجمع بين الأستاذ أبو النور والشاهبانو والعائلة الملكية صلات طيبة (الكاتب).
[18]. رغم المحاولات التي بُذلت في عهدي الرئيسين الإيرانيين محمد خاتمي وأحمدي نجاد لتغيير اسم هذا الشارع، إلا أنها لم تكلل بالنجاح، ومازال هذا الشارع يحمل اسم الإسلامبولي حتي الآن (الكاتب).
[19]. تأسست هذه اللجنة في ديسمبر عام 2003م من قبل التيار الأصولي أو المحافظ في إيران بهدف إجهاض جهود الرئيس الإيراني محمد خاتمي الرامية لاستئناف العلاقات المصرية الإيرانية. وقد انتجت هذه اللجنة 16 فيلماً وثائقياً (الكاتب).
[20]. تبرأت الحكومة الإيرانية آنذاك من الفيلم وذكر محمد حسين صفار وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيراني أن هذا الفيلم ليس من إنتاج جهة حكومية ولا يعبر عن الموقف الرسمي للجمهورية الإيرانية وصرح كريم عزيزى، المتحدث الرسمي باسم مكتب رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة، لوسائل الإعلام المصرية بأن وزارة الثقافة الإيرانية قد أجرت تحقيقاً حول فيلم “إعدام فرعون” وتوصلت إلى إن مادة الفيلم مأخوذة من برنامج سياسي قامت بإنتاجه “قناة الجزيرة القطرية” ويحمل اسم “الجريمة السياسية”. وذكر عزيزي أن لجنة تكريم شهداء الإسلام الإيرانية قد استغلت هذا البرنامج الوثائقي وترجمته إلى الفارسية ووزعته على أسطوانات واستبدلت شعار قناة الجزيرة بشعار اللجنة (الكاتب).