تناولت الصحف العربية الصادرة صباح اليوم الخميس، عددا من الملفات الإيرانية وتأثيراتها على الأمن والاستقرار بالمنطقة، فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني وتدخلات طهران بعدد من الدول العربية، وتهديداتها بإغلاق مضيق هرمز، إلى جانب الدعم الإيراني لجبهة البوليساريو في المغرب.
الحشد ضد إيران
واعتبرت جريدة الرياض السعودية في تقرير لها، أن الولايات المتحدة الأمريكية تحمل راية الحشد ضد إيران في أثناء مشاركة واشنطن بقيادة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بأعمال القمة الثامنة والعشرين لحلف شمال الأطلسي (ناتو(، في العاصمة البلجيكية بروكسل.
وقالت الصحيفة إن “ترمب يتحضر لخوض معركة ضغوطات على الحلفاء في قمة الناتو؛ وذلك لحض الدول الأعضاء في المجموعة على الالتزام بالعقوبات الأمريكية ضد إيران، والعمل على التخلص من برنامج إيران الصاروخي”.
وأضافت الصحيفة: “تحاول إدارة الرئيس الأميركي الحصول على تأييد دولي وإقليمي لحملة الضغوطات على إيران، إذ كانت العقوبات أحد أهم الموضوعات على أجندة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في أثناء زيارته إلى الإمارات يوم أول من أمس الثلاثاء، كما أكد بومبيو فى أثناء زيارته أن دول الخليج العربي حليف أساسي للولايات المتحدة وشريك مهم لضمان استقرار المنطقة وعدم عرقلة إمدادات النفط إثر العقوبات على إيران”.
إيران ومضيق هرمز
على صعيد آخر، قللت الصحيفة من قيمة التهديدات الإيرانية بشأن محاولة إغلاق مضيق هرمز، معتبرة أن هذه التهديدات مجرد “هذيان لنظام يحتضر”.
وقالت: “إن إيران التي تهدد بإغلاق هرمز تشهد محافظاتها ومناطقها اضطرابات داخلية بسبب الانتفاضة العارمة والاحتجاجات ضد ما يمارسه نظام الملالي من قمع واضطهاد الشعب الإيراني وحكمهم بالنار والحديد وتهميش الأقليات وقمعهم، بالإضافة إلى تدخلها السافر في شؤون المنطقة العربية، وإشعال الفتن وتصدير النعرات الطائفية لتفكيك الدول وإذكاء المذهبية على حساب الهوية الوطنية، وما تشهده إيران اليوم من ظرف اقتصادي صعب بسبب سياساتها المتهورة والحصار المفروض عليها من الدول المتنفذة”.
وأبرزت الجريدة تقريرا لمركز المزماة للدراسات والبحوث بدولة الإمارات العربية المتحدة يؤكد أن التهديدات الإيرانية التي جاءت على لسان الرئيس الإيراني حسن روحاني، بمنع تصدير نفط المنطقة إذا منعت إيران من تصدير نفطها، وعلى لسان الجنرال إسماعيل كوثري القائد في الحرس الثوري الذي أعلن أن بلاده ستمنع خروج النفط من الخليج إن تم منعها من تصدير نفطها، وباركها ودعمها بشدة قاسم سليماني قائد فيلق القدس الذراع الخارجية للحرس الثوري، وأكد قدرة إيران على تنفيذها، ما هي إلا تخرصات لا تسمن ولا تغني من جوع.
إيران وإطفاء نيران الداخل
ورأت الجريدة نقلا عن المركز أن تلك التهديدات تهدف فقط إلى إطفاء نيران الداخل المشتعلة ضد النظام ورأب صدع الانقسامات الآخذة في التصاعد، من خلال الإيحاء أن إيران على وشك مواجهة عسكرية مع الأعداء، ما يستوجب رص الصفوف وتلاحم الشعوب مع القيادة، ومنع الفرقة ووقف التظاهرات والاحتجاجات الشعبية.
فيما وصفت جريدة “عكاظ” السفارات الإيرانية حول العالم بأنها خلايا إرهابية لشن هجمات، مستشهدة بتصريح مسؤول أمريكي رفيع المستوى، أكد خلاله أن طهران تستخدم السفارات للتخطيط لهجمات إرهابية، وأن الولايات المتحدة تدعو جميع الدول إلى التحقق بعناية من الدبلوماسيين في السفارات الإيرانية لضمان أمن بلادهم.
كما أشارت الصحيفة إلى وجود تدخل إيراني للالتفاف على فوز مقتدى الصدر وقائمته “سائرون” في الانتخابات العراقية، معتبرة أن إيران قد وجهت ضربة مؤلمة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لإضعاف قوته ومنعه من فرض كلمته على نوعية الحكومة العراقية القادمة وطبيعة تكوينها.
وأضافت الصحيفة أن “الضربة المؤلمة التي وجهت للصدر أتت في أعقاب التفاهمات والتقارب بين تحالف النصر برئاسة رئيس الوزراء حيدر العبادي وكتلة الفتح بزعامة الأمين العام لمنظمة بدر هادي العامرى، وائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي”.
الناتو وإيران
في سياق متصل أبرزت جريدة الاتحاد الإماراتية تصريح قادة حلف شمال الأطلسي الذي شدد على أن نشاطات طهران وبرنامجها النووي يزعزعان استقرار الشرق الأوسط، وقلق القادة الأوروبيين من الاختبارات الصاروخية المكثفة، تلك التي تجريها إيران ومن مداها ودقتها.
جريدة البيان استعرضت مخطط تفجير مؤتمر المعارضة الإيرانية بباريس، مؤكدة أن محكمة الاستئناف في باريس وافقت أمس على تسليم بلجيكا مشتبها به اعتقل في فرنسا في إطار التحقيق في مخطط للاعتداء على تجمع للمعارضة الإيرانية بنهاية يونيو الماضى شمال باريس.
وقالت الجريدة إن المشتبه به مرهاد ع. الذي تصفه السلطات البلجيكية بـ”المتواطئ المفترض”، وهو من أصل إيراني وعمره 54 عاما وكان وافق على أن يسلم إلى بلجيكا.
وأضافت الصحيفة: “في برلين أمر مدع اتحادي ألماني أمس باستمرار احتجاز دبلوماسي إيراني يشتبه في تورطه بمحاولة التفجير، لكنه قال إن المشتبه به ربما يتم تسليمه إلى بلجيكا. وقال المدعي إن الدبلوماسي الإيراني الذي يعمل في النمسا يشتبه بأنه كلف زوجين يعيشان في مدينة أنتويرب البلجيكية بشن الهجوم وأمدهما بجهاز تفجير ومادة “تي. إيه. تي. بي” الناسفة”.
إيران والبوليساريو
في أقصى العال العربي نشرت جريدة هسبريس المغربية مقالة بعنوان “مغربي في الأراضي المحتلة.. السعودية وقطر وإيران والبوليساريو”، ورد فيه أن إيران تقوم بتشييع السنيين في الدول المسلمة؛ لكنها لم تحاول بعد مع اليهود، فقط تستهدف المسلمين، لكن المشكلة لدينا، هو أن هناك الكثير من الناس في الغرب لا يفهمون بأن هذه بروباجاندا إيرانية وأنهم يمارسون الخداع.
وأضاف كاتب المقال قوله: “كثيرا ما سمعت بدُورِي ڭولد، وقرأت له، خاصة قبل زيارتي لإسرائيل عندما كتب مقالا عن علاقة إيران بالبوليساريو، فهو من أوائل الذين كتبوا عن علاقة البوليساريو بإيران”.
وتابع الكاتب من خلال مقالته المنشورة على الموقع الإلكتروني قوله: “كتب دوري مقالا يتحدث فيه عن كون إيران تستعمل سفارتها في الجزائر للدفع بأهدافها إلى الأمام، وعبر هذه القناة الدبلوماسية يتم تزويد عناصر البوليساريو بالأسلحة والدعم المالي”.
ونقل الكاتب عن دوري أنه أكد في فقرة أخرى من مقاله، أن “إيران تستعمل المُريد اللبناني حزب الله، لهذه المهمة. فحزب الله هو اليد اليمنى لإيران في منطقة الشرق الأوسط ما دام أعضاؤه يتحدثون اللغة العربية، بدل الفارسية التي يتحدث بها الإيرانيون”.